دعا البابا فرانسيس الرهبان والراهبات إلى الحد من التبذير والترف، بعدما وردت أخبار أسقف ألماني صرف 31 مليون يورو ليرمم منزله.


لندن: حين يوصف المرء بالكاهن، تشع في خاطر السامع دائمًا سمات السماحة في الوجه، والتواضع في السلوك، والزهد في المادة، سعيًا إلى ما وراء المادة، إلى الجنة والنعيم. لكن كل هذا ينهار بثوانٍ حين يسمع العالم الغربي بأسقف ألماني، هو أسقف ليمبورغ فرانز- بيتر تيبارتز فان إيلست، قد تكلّف نحو 31 مليون يورو لترميم بيته في الأسبوع الماضي.

وما إن شاع الخبر حتى شاع معه شعور دفين بالغضب. وليكفر عن هذا الذنب، سافر هذا الأسقف على خطوط مخفضة التكاليف إلى الفاتيكان للقاء البابا فرانسيس. إلا أن هذا قد لا يكون كافيًا أبدًا للحد من الاسراف المترف في الكنيسة الكاثوليكية.

ثياب فخمة

وفي روما، حيث حاضرة الفاتيكان مرجع الكاثوليكية في العالم، ليس غريبًا منظر الكاردينالات يتمخترون في الشوارع بأثوابهم الفخمة، التي يكلف الواحد منها خزينة الكنيسة نحو خمسة آلاف يورو، وليس نادرًا مشهد أي من هؤلاء الكاردينالات حاجبًا الشمس عن عينيه بنظارات صممها فلانٌ من كبار مصممي الأزياء الإيطاليين.

وحتى وقت قريب، كان أي كاردينال في روما يقصد مطعمه المفضل، لتناول الغذاء في كل يوم، مرتديًا ثوبه الفاخر. إلى أن أتى يوم رأى فيه النادل في المطعم هذا الكاردينال، أو ذاك، في ثياب الكهنوت المتواضعة. وحين سأل عن السبب، كان الجواب مما قل ودل: quot;البابا فرانسيس!quot;.

إلا أن هذا الجواب قد لا يكون نفس جواب تيبارتز-فان إيلست، الأسقف الألماني الذي دفع 31 مليون يورو لترميم بيته.

هذا لا يجوز!

منذ أنانتخب فرانسيس حبرًا أعظم في آذار (مارس) الماضي، كان أمثولة في التواضع والزهد، متنقلًا بسيارته القديمة من طراز فيات، ومفضلًا بيتًا متواضعًا على شقة فخمة. كما استمر بلا كلل يدعو الرهبان والراهبات إلى انتهاج أسلوب حياة أقل بهرجة، وأقرب إلى التواضع.

وقبل أن تصله أخبار أسقف ليمبورغ، الذي دفع 15 ألف يورو من أجل حوض استحمام في منزله، كان فرانسيس توجه إلى أساقفة جدد، أثناء ترسيمهم في روما، فدعاهم إلى التواضع والتقية.

وقد نقل عنه مرة قوله: quot;يؤلمني أن أرى كاهنًا أو راهبة يملك سيارة حديثة الطراز، فهذا لا يجوز، فالسيارة الضرورية، لكن اختاروا سيارة متواضعة غير مترفة، وفكروا بعدد الأطفال الذين يموتون جوعًا، وارصدوا أموالكم لنجدتهمquot;.