التقط تلسكوب عملاق فائق الإمكانات في تشيلي مجموعة صور مهيبة للغاية لثقب أسود قديم يلتهم بشكل يتعذر فهمه كميات هائلة من المادة. وأشرف طاقمان دوليان من رواد الفضاء على هذا الجهد البحثي الذي يتوقع أن يثير جدلًا خلال الفترة المقبلة.


لفتت تقارير صحافية بريطانية إلى أن الصور تم التقاطها بوساطة المرصد الأوروبي الجنوبي باستخدام تلسكوب ALMA الفضائي الشهير، الذي يعتبر الأكبر في العالم.

ظاهرة غريبة
وأظهرت الصور بروز نوافير من الثقوب السوداء الضخمة الموجودة في مراكز المجرات، وكشفت عن الطريقة التي تؤثر من خلالها على الأشياء المحيطة بها. وتبيّن أن هناك ثقوبًا سوداء ضخمة للغاية، بكتل تصل إلى مليارات عدة من الكتل الشمسية، في قلب معظم المجرات تقريبًا الموجودة في الكون، بما في ذلك مجرتنا، درب التبانة.

وفي الماضي السحيق، كانت تلك الأشياء نشطة للغاية، وكانت تلتهم كميات ضخمة من المادة المحيطة بها، وكانت تسطع بتألق مبهر، وكانت تطرد كسورا صغيرة من تلك المادة عبر نوافير قوية للغاية. هذا وبدأ يقلّ الآن نشاط معظم الثقوب السوداء الضخمة مقارنةً بما كانت عليه في شبابها، وإن كان التفاعل القائم بين النوافير والأشياء المحيطة بها لا يزال يشكل التطور الخاص بالمجرة حتى وقتنا هذا.

وقد استعانت دراستان جديدتان، تم نشرهما أمس في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، بتلسكوب ALMA لفحص نوافير الثقوب السوداء في نطاقات مختلفة للغاية. واتضح أن الثقوب السوداء الضخمة تقوم من وقت إلى آخر، وبشكل مفاجئ، بالتهام كمية ضخمة من المادة، ما يزيد قوة النافورة ويعزز الإشعاع حتى طاقات عالية للغاية.

صدفة بحتة
وأوضح الباحثون أن رصد تلسكوب ALMA في تلك الحالة لالتهام الثقب الأسود جاء بالصدفة البحتة، وأنهم كانوا يراقبون نجم PKS 1830-211 النشط البعيد للغاية لهدف آخر، وأنهم اكتشفوا تغيرات طفيفة في اللون والكثافة بين صور عدسة الجاذبية.

قال في هذا الخصوص الباحث سبستيان مولر المؤلف المشارك في إحدى الدراسات الثانوية: quot;قادتنا النظرة الحذرة للغاية لهذا السلوك غير المتوقع إلى نتيجة أننا كنا نراقب، بالصدفة البحتة، زمن دخول مادة جديدة إلى قاعدة النافورة الخاصة بالثقب الأسودquot;.

وأكد باحث آخر يدعى ايفان مارتي فيدال أنه لا يزال أمامهم الكثير الذي يمكنهم أن يتعلموه بشأن الطريقة التي يمكن أن تخلق من خلالها الثقوب السوداء تلك النوافير الحيوية الضخمة من المادة والإشعاع، مشيرًا إلى أن تلك الاكتشافات ما هي إلا بداية.