قدم الوفد الشعبي المصري شرحًا لمسؤولين بريطانيين عن أهداف ثورة 30 حزيران (يونيو) والأسباب التي أدت الى اندلاعها بعد فشل جماعة الإخوان في التأسيس لدولة عصرية وديمقراطية.

اختتم وفد الدبلوماسية الشعبية المصري، الممثل للجنة صياغة الدستور لقاءاته في العاصمة البريطانية لندن لشرح التطورات السياسية التي تشهدها مصر بعد اطاحة حكم الإخوان.
وكان الوفد الذي يرأسه محمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر والمتحدث باسم لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور، اجرى العديد من اللقاءات في العاصمة البريطانية، حيث التقى برئيسة مجلس المحافظين لشؤون الشرق الأوسط البارونة تريش موريس وبعض أعضاء البرلمان، في لقاء نظمته السفارة المصرية داخل إحدى قاعات البرلمان البريطاني.
كما التقى الوفد مع اللورد ريتشارد أتواي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس العموم البريطاني، وزار المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وحضر اللقاءات سفير مصر في بريطانيا أشرف الخولي والمستشار الإعلامي في السفارة المصرية في لندن سهير يونس، والمستشار السياسي خالد عزمي، وقدم السفير الخولي الشكر لمجلس العموم على استضافته للحوار مع الوفد المصري الذي يضم أيضًا رئيس مجلس العلاقات الخارجية السفير محمد شاكر، وممثل حركة (تمرد) وعضو لجنة صياغة الدستور الناشط محمد نبوي.
وخلال اللقاءات، عرض محمد سلماوي لإخفاقات فترة حكم الإخوان في تحقيق الديمقراطية وإهدار حقوق الأقباط والمرأة وتحقيق العدالة الاجتماعية.
كما استعرض جهود كتابة دستور يُعبر عن طموحات الشعب وحلمه بتحقيق الديمقراطية، ما دعا الشعب للخروج بالملايين في 30 يونيو/ حزيران بعد مرور عام واحد من حكم الإخوان بعد رفض مطلبه بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في وقت غابت فيه الأدوات السياسية، نظرًا لعدم وجود برلمان يعبر عن رغبات الشعب.
تدخل الجيش
وتحدث سلماوي عن سعادة الشعب المصري الغامرة بطلب تدخل الجيش لصالحه، للمساعدة في إحداث التغيير، خاصة أن الملايين رفضت العودة دون تحقيق الهدف وأن البديل كان الفوضى.
كما تطرق إلى تضامن جميع القوى السياسية والأحزاب مع الجيش في المطالبة بالتغيير، سواء الكنيسة أو الأزهر والشباب والمرأة وكل التيارات السياسية الذين أجمعوا على خارطة للطريق لبناء حياة ديمقراطية سليمة.
ومن جهته، قدم السفير أشرف الخولي سفير مصر في لندن الوفد، حيث أكد خلال اللقاء على عمق العلاقات المصرية البريطانية، موضحًا خلال اللقاء تطورات عملية صياغة الدستور التي يقوم بها أعضاء لجنة الخمسين.
كما شرح سلماوي عملية اختيار لجنة الخمسين من بين الفقهاء الدستوريين وممثلي التيارات والأحزاب والنقابات المهنية والشباب والمرأة ورجال الدين المسلمين والمسيحيين والتيار السلفي، بالإضافة إلى تقديم شرح وافٍ عن أسباب خروج الشعب في ثورة 30 يونيو للمطالبة بالتغيير بعد سنة واحدة من حكم الاخوان، مشيراً إلى أنهم أخفقوا في تحقيق طموحات الشعب المصري في التأسيس لبناء دولة ديموقراطية سليمة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة منى ذو الفقار عضو الوفد إن اللجنة تتلقى آلاف الاقتراحات والرؤى وتعقد لجان استماع لجميع طوائف الشعب ومؤسساته، مؤكدة على أن اللجنة تحرص على عدم إقصاء أي طرف كما حدث في الدستور الذي أعده الاخوان.
تجارب الدول الأخرى
وأضافت بأن اللجنة تحرص على الاطلاع على تجارب الشعوب والدول الأخرى، خاصة الدساتير الفرنسية والايطالية والألمانية.
كما شددت الدكتورة ذو الفقار حرص اللجنة على صياغة دستور حضاري يليق باسم مصر يضمن كل الحريات للمواطن البسيط ويتفق مع الأعراف ومواثيق حقوق الإنسان الدولية، وأن مصر دولة لها تاريخ طويل في الممارسة الديمقراطية والحياة النيابية.
وأشارت ذو الفقار إلى أن مصر دولة لها دساتير سابقة مشهود لها، وأن مصر انتهجت موقفًا خاطئًا بعدم البدء بكتابة الدستور أولا بعد ثورة 25 يناير والبدء بانتخاب مجلس الشعب الذي سيطر عليه الإسلاميون سواء من الإخوان أو السلفيين الذين هيمنوا على كتابة الدستور استنادًا الى مرجعية دينية استخدمت الشريعة الإسلامية ضد إهدار حقوق المرأة والطفل وأصحاب الديانات الأخرى، بل والتدخل في استقلال القضاء.
كما نظمت سفارة مصر في لندن ندوة للوفد في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية حضرها 150 شخصاً من الباحثين والأكاديميين والصحافيين المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، وإضافة الى عدد من أبناء الجالية المصرية.
ورد أعضاء الوفد على تساؤلات الحاضرين بشأن محاولات بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة، التدخل في شؤون مصر الداخلية من خلال خفض المساعدات الخارجية، بالإضافة إلى استفسارات البعض الآخر حول معايير اختيار أعضاء لجنة الخمسين والجدول الزمني الموضوع لهم للانتهاء من صياغة الدستور.
رفض نشر اعلان للإخوان
إلى ذلك، رفضت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية إغراءات جماعة الإخوان المسلمين quot;المحظورةquot; لنشر صفحة مدفوعة الأجر، للتنديد بزيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للعاصمة البريطانية لندن وثورة 30 يونيو.
وندد موقع تابع للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين بموقف رئيس تحرير صحيفة الفاينانشيال تايمز ليونل باربر، والذي رفض الخضوع لإغراءات أموال التنظيم الدولي ونشر صفحة دعائية تندد بالثورة، وبزيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للندن.
وكان التنظيم الدولي نشر صفحة مدفوعة الأجر في كل من صحيفة quot;الغارديانquot; البريطانية وصحيفة quot;فرانكفرتر الجماينة تسايتونغquot; الألمانية بمناسبة زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للندن، مؤكدًا أنه سيواصل نشر المزيد من الصفحات المدفوعة في كل الصحف الأوروبية للتنديد بما أسماه quot; بالحكم العسكري الحاليquot; وquot;بانتهاكات حقوق الإنسانquot; في مصر.
وذكر الموقع التابع للتنظيم الدولي أن رئيس تحرير الفايننشال تايمز تدخل شخصياً لمنع نشر صفحة مماثلة لتلك التي نشرت في الغارديان وفي الصحيفة الألمانية بالرغم من استيفائها لكافة المتطلبات القانونية وخضوعها للمراجعات الضرورية.
يذكر أن زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية للعاصمة البريطانية لم يسلم من مضايقات الإخوان المسلمين، حيث تم إلغاء ندوة الناشط محمد نبوي عضو حركة تمرد في جامعة لندن، بسبب تدخل التنظيم الدولي للإخوان بتحريض الطلبة العرب الموالين لهم لافتعال مشكلة وترديد شعارات الإخوان لإفساد اللقاء.