أثار خبر تحضّر إسرائيل لاحتمال وقوع زلزال كبير بعد الهزّة الخامسة، مخاوف سكان المنطقة بمن فيهم لبنان، ويؤكد الخبراء أن أي زلزال لا يمكن توقعه بالاشهر لأن الدراسات ليست دقيقة حتى الآن.

بيروت: يؤكد الخبير الجيولوجي الدكتور كمال خير لـquot;إيلافquot; أن لا احد يستطيع حتى الآن توقع هزة ارضية أو زلزال قبل حصوله بمدة اشهر، الامر الوحيد الذي يمكن أن يحصل علميًا اليوم، أنه في منطقة معينة وبعد دراسات مستفيضة، للاسف غير متوافرة في لبنان، أن يتم التوقع خلال عشر سنوات التي نمر بها أن هناك امكانية 90% حدوث هزة قوية أو زلزال، وهذا بعد دراسات مستفيضة، ويضيف:quot; في الاساس لبنان موجود بمنطقة زلزالية لكن غير ناشطة جدًا، هناك مناطق أخرى في العالم كل 70 أو 80 عامًا تحدث فيها زلازل وهزات قوية جدًا، وكما هو معروف الزلزال أو الهزة بحاجة الى وقت لتجميع جهد كي تحصل مرة أخرى في المنطقة ذاتها، فمن المستحيل أن تحصل الهزة بالمكان ذاته فورًا إلا في حالات نادرة جدًا.

وعادة، يضيف خير، عندما تحصل هزة في منطقة معينة يستغرق الامر الى حد الـ80 أو المئتين أو حتى الـ500 عام، كي يعود الجهد للتجمع كي نحصل على هزة في المكان ذاته وبالقوة ذاتها.

ويلفت خير الى أننا موجودون في مناطق لها تاريخ في الهزات، ولكن وتيرة حصولها بطيئة جدًا بالمقارنة مع الاماكن المتعارف عليها في المنطقة كتركيا واليونان، أو اليابان أو التشيلي أو الاسكا، ووتيرة الهزات في المنطقة ولبنان ليست كبيرة لأن حركة الصفائح لدينا بطيئة جدًا مقارنة مع الاماكن الأخرى التي ذكرت.

في حال وقوع زلزال كبير كما اشيع اخيرًا كيف سيكون الوضع في لبنان؟ يجيب خير:quot; في حال حصل زلزال في اسرائيل فبحسب قوة هذا الزلزال من الممكن أن نستشف مدى الدمار الذي يمكن أن يلحق المنطقة بما فيها لبنان، ولكن لا احد يمكن توقع حصول زلزال أو هزة بالاشهر كما ذكرت، ربما قبل ثوانٍ فقط، من خلال دراسات مستفيضة جدًا يمكن أن يعرف العلماء أننا موجودون في منطقة زمنية قد تستوعب هزة ارضية فيها خلال 10 سنوات او 15 سنة، لكن ادق من هذا الامر لا يمكن أن يحصل، لم نصل الى مستوى تقني في لبنان أن نتوقع هزة ارضية أو زلزالاً قبل 15 يومًا أو اقل.

ربما في اسرائيل الوضع افضل في طريقة توقع الهزات فمسألة البحث العلمي متطورة اكثر، ولكن حتى في اسرائيل لا امكانية للتوصل الى نتائج دقيقة جدًا، وهي بحاجة لدراسات كثيرة على امتداد فيلق البحر الميت الذي يمر بلبنان وسوريا، ولكن هكذا نوع من الدراسات يجب أن يكون على انواع مختلفة، هناك نوع من الدراسات تطلق عليها دراسة حركة الزلازل في فترة الف عام الى الوراء، هذه الدراسات يُعمل بها بمناطق مختلفة من العالم، ولدينا ايضًا في لبنان من قام بها وكنت مشاركًا فيها، ولكنها بحاجة الى جهود اكبر لنصل الى القول بأنه خلال الـ10 سنوات المقبلة نحن مهددون بهزة أو زلزال.

ويؤكد خير أن لبنان موجود في منطقة تحصل فيها الهزات القوية كل 500 أو الف أو حتى الف وخمسئة عام، حيث امكانية التوقع تصبح أسوأ.

تاريخ الهزات في لبنان

ويعود خير الى تاريخ الهزات القوية في لبنان فيؤكد أن هزة قوية اصابت لبنان في العام 1997، بقوة 5,8 على مقياس ريختير، وفي العام 1956 شاهدنا هزة قوية ايضًا قدرتها بعض المراصد بـ 6 على مقياس ريختير.

اما الهزات المدمرة فهي التي حصلت مثلاً في العام 551، أو في العام 1201، أو في العام 1759 هذه هزات فوق الـ7 على مقياس ريختير.

ويعتبر خير أن مستوى المباني اليوم في لبنان مقارنة بما حصل في السابق أي في العام 1956اصبح افضل بكثير، يومها دُمّرت آلاف المباني القديمة وتوفي 134 شخصًا، واليوم ستكون النتائج أخف لأن المنازل اصبحت تبنى بشكل افضل.

ويؤكد أن الخسائر المادية في حال حصل زلزال في لبنان لا يمكن تفاديها ففي احسن دول العالم نلاحظ أنه مع مرور الزمن مقارنة بين العام 1906 أي هزة سان فرانسيسكو، خسائرها ربما 1 بليون دولار، بينما هزة نورث ريدج التي حصلت في العام 1994 فإن الخسائر اكثر من ذلك بكثير، وكلما تقدمنا بالزمن فإن الخسائر المادية ترتفع.

مرصد بحنس

بدوره، طمأن مدير مركز الجيوفيزياء في بحنس المعروف بـquot;مرصد بحنسquot; الدكتور اسكندر سرسق اللبنانيين المتخوفين من امكان حدوث زلزال في المنطقة quot;لا خطر على لبنان ابدًاquot;، وقال إنه quot; عندما تحصل هزة أو زلزال يُخيّل للناس أن عاصفة من الهزات ستنتقل من بلد الى بلد ، وهذه تصوّرات بعيدة كل البعد من علم الجيولوجياquot;، مؤكدًا أنه quot;من غير الممكن أن نشهد هزات بهذه القوة في هذه المنطقةquot;.