أطلق الآلاف من أبناء الإمارات، وغيرهم من الناشطين والكتّاب العرب حملة تحت مسمى quot;جامع الشيخ زايد لا يدنسquot; ردًا على ما أسموه حملة quot;إخوان ريهاناquot; الساعية الى تشويه صورة جامع الشيخ زايد والإمارات ككل، بعد التقاط المغنية ريهانا صورًا لها أمام المسجد.


دبي: تتواصل فصول الجدل الديني والسياسي والإجتماعي منذ أن نشرت المغنية العالمية ريهانا صوراً لها أمام جامع الشيخ زايد في أبوظبي، فقد إستغل التيار الديني الإخواني، وبعض المتعاطفين معه الموقف، وشنوا حملة ضارية ضد الإمارات، مؤكدين أنه ما كان يجب بأي حال من الأحوال السماح لريهانا بدخول المسجد أو حتى الإقتراب منه، ونشر هذا التيار فتاوى دينية، لبعض الشخصيات الدينية الشهيرة في العالم العربي، وخاصة من السعودية، يؤكدون من خلالها أن الإسلام يمنع دخول غير المسلم إلى المساجد، وجاء الرد الإماراتي سريعاً، ليطرح سؤالاً أثار المزيد من الجدل quot;لماذا لم ينتفض أصحاب هذه الحملة حينما دنس اليهود المسجد الأقصى؟quot;
وأطلق إماراتيون حملة quot;جامع الشيخ زايد لا يدنسquot; رداً على ما وصفوه بهجمة quot;إخوان ريهاناquot;، في إشارة إلى أن التيار الإخواني يستغل أي فرصة للهجوم على الإمارات، وأكد أصحاب الحملة أن quot;نعيق الخرفانquot; لا علاقة له بالغيرة الدينية، بل هو مجرد توظيف سياسي رخيص لموقف تصدت له إدارة المسجد بطريقة حضارية، حيث طلبت من ريهانا مغادرة المسجد.
لا تنسيق للزيارة
وأصدرت إدارة المسجد، الذي يعد أحد أهم المعالم الدينية والحضارية في الإمارات وفي المنطقة العربية، quot;الثالث من حيث المساحة بعد المسجد النبوي والحرم المكيquot;، بياناً أكدت من خلاله أنه لم يكن هناك أي تنسيق بين ريهانا أو أي جهة ممثلة لها للقيام بهذه الزيارة، وأضاف البيان :quot; ضمن الأنشطة المعمول بها يفتح المسجد والمركز الاسلامي أبوابه للزوار من مختلف الجنسيات سواء أتوا في شكل وفود جماعية رسمية أو بصورة شخصية، للتعرف على مقتنياته من كنوز الفن الإسلامي وجماليات عمارته الإسلامية المتميزة، وكذلك للمشاركة في بعض الأنشطة، للتصوير الفوتوغرافي والتي تستقطب آلاف المصورين سنوياً من مختلف أنحاء العالم، وتركز على الجماليات المشهدية والبصرية في الصرح المعماري الكبيرquot;.
وأضاف :quot;هنا يشير المركز إلى حادثة الزيارة الشخصية التي قامت بها مطربة إلى الجامع دون أي تنسيق مسبق مع إدارة المركز أو التعريف بنفسها، وعبر مدخل غير مخصص للزوار، حيث تم توجيهها من قبل القائمين على خدمات الزوار، بالتوجه إلى المدخل المخصص لزيارة الجامع، وإجراء الجولة التعريفية حسب الإجراءات المتبعة، وغادرت قبل دخول الجامع بعد أن طُلب منها ذلك، بسبب التقاطها بعض الصور التي لا تتوافق مع الشروط والضوابط التي تضعها إدارة المركز لتنظيم الزيارات مراعاة لمكانة الجامع وحرمتهquot;
محاولات الإساءة للإمارات
ويبدو أن البيان الرسمي لم يكن كافياً، حيث بدأت حملة قوية من جهات بعينها، ومن شخصيات إستغلت الموقف وحاولت الإساءة للإمارات، الأمر الذي دفع الآلاف من أبناء الإمارات، وغيرهم من الناشطين والكتّاب العرب لإطلاق حملة تحت مسمى quot;جامع الشيخ زايد لا يدنسquot;
وكتب الدكتور علي تميم، الأستاذ في جامعة الإمارات، ورئيس تحرير موقع 24 الإخباري:quot;تلك الحملة لها أطراف معروفة ومشبوهة، في الإمارات وخارجها، لتشويه صورة الجامع، ومعه صورة الإمارات كلها، ليست صدفة أن يتم شن هذه الحملة تحت شعار quot;التدنيسquot;، وليست صدفة أن يكون أكثر المشاركين فيها، هم من حملة الرايات الصفراء، كما ليست صدفة أن يتزامن ذلك كله مع إعلان قرب محاكمة خلية الإخوان في الإمارات، ومع الحملة الصفراء التي أطلقها التنظيم الدولي للإخوان في وسائل إعلام غربية، ضد مصر التي لفظت الإخوان مرة واحدة وإلى الأبد، ولا صدفة أن تأتي الحملة ضد جامع الشيخ زايد الكبير، في الوقت الذي يتعرض فيه الأزهر الشريف لحملة جديدة من قبل الإخوان، تستهدف أيضاً النيل من مكانته ورمزيته الكبيرة عند العرب والمسلمينquot;.
وواصل تميم :quot;أولئك الغربان، أو بالأحرى الخرفان الذين احترفوا النعيق على جيفة ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين، لم نسمع لهم صوتاً ولا رأيناهم ينشئون الهاشتاقات ولا يطلقون الحملات الإعلامية، حين تم تدنيس المسجد الأقصى من قبل المستوطنين الذين ذهبوا إلى حد إقامة شعائرهم في أولى القبلتين وثاني الحرمين، ولا رأينا عندهم تلك quot;الحميةquot; نفسها كل مرة كانت تتعرض الإمارات فيها لحملات التشويه المدفوعة الأجر، وقد أراد quot;ذوو الأربعquot; أن يحولوا قضية ريهانا إلى قضية رأي عام، مستغلين رمزية اسم الشيخ زايد في الإمارات والعالم، لكنهم أخفقوا مرة أخرى، إذ يمتلك الإماراتيون ndash; أبناء زايد - من الوعي والبصيرة ما يكفي لصد مثل هذه الهجمات المغرضة، وبقدر ما كان الهجوم شرساً وممنهجاً، جاء الرد الشعبي الإماراتي، بل وحتى العربي، ليسخف تلك الحملة ومطلقيها، ولينقلب السحر على الساحر، وتتحول تلك الهاشتاقات منصة للتعبير عن حجم ومكانة جامع الشيخ زايد في قلوب الناس وضمائرهم ووجدانهمquot;
من ناحيته، أكد مركز الإفتاء التابع للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أبوظبي، أن أحكام الشريعة أجازت دخول غير المسلمين إلى المساجد، ولم تحظر أو تأتِ بقرار يمنع ذلك إلا في حالة إمكانية إلحاق الأذى بالمسجد وأهله. واستشهد بذلك، أن الرسول محمد، استقبل نصارى نجران في مسجده بالمدينة، وكثيراً ما كان يستقبل المشركين بمسجده أيضاً.