صوفيا: quot;انهم مواطنونا، ومساعدتهم واجب عليناquot;، هذا ما قاله علاء الدين حرفان امام مدرسة في صوفيا تحولت الى ملجأ، فيما كان لاجئون يفرغون حمولة من الخبز العربي التي يقدمها يوميا متعهد سوري الاصل.
وفي الداخل، يقوم سوري آخر هو المهندس اكرم نيوف بمساعدة اطباء متطوعين. إنه يترجم ويشرح ويحاول ان يبدد مخاوف الاطفال وامهاتهم اللواتي ينتظرن ادوارهن.
ويشكل الاطفال اكثر من نصف 380 شخصا يقيمون في هذا المركز، واصغرهم في شهره السادس.
ومنذ بداية السنة، دخل حوالى ثمانية الاف مهاجر سري من تركيا الى بلغاريا، اي ما يفوق سبع مرات عددهم في الفترة نفسها العام الماضي. ومن المتوقع ان يرتفع عددهم الى 11 الفا حتى نهاية كانون الاول/ديسمبر. وتقول الحكومة ان اكثر من 60% هم سوريون هربوا من الحرب الاهلية، ومعظمهم نساء واطفال.
وقد تجاوز تدفق المهاجرين قدرات هذا البلد البلقاتي والافقر في الاتحاد الاوروبي. واذا كانت السلطات قد فتحت ثلاثة ملاجىء تضاف الى ثلاثة موجودة ومركزي استبقاء، فهي لم تفعل شيئا لتنظيم وجودهم او لتزويدههم بالمواد الغذائية.
ودفع البؤس في الملاجىء الجالية السورية على التحرك. ويناهز عدد افرادها 1300 شخص، معظمهم من قدامى الطلبة في بلغاريا الشيوعية والتي استقروا فيها. وانشئت لجنة من خمسة اشخاص مهمتها الاضطلاع بدور الوساطة وتنظيم المساعدة.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال نضال الغفري العضو في هذه اللجنة ان quot;رجال الاعمال السوريين يساعدون على قدر استطاعتهم، بالمواد الغذائية التي ينتجونها والمال والاتصالات، وان المتطوعين يتولون الترجمة والشرح. وينسق معنا ايضا عدد كبير من البلغاريين الذين يريدون المساهمةquot;.
ويتأمن القسم الاكبر من المواد الغذائية وحليب الاطفال والملبوسات، من الهبات، ولا يحصل اللاجىء شهريا الا على 65 ليفا (33 يورو).
وتعمل اللجنة مع الحكومة ايضا وتساهم في تسريع اجراءات منح الوضع الانساني واللاجئين وتعيين وسطاء يتحدثون اللغة العربية في الملاجىء.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال زوبار حسين (20 عاما) الطالب السابق في الجيولوجيا في حمص quot;كنا خائفين واردنا ان ننجو بأنفسنا من اتون الحرب فعقدنا العزم على المجيء الى الاتحاد الاوروبي، ظنا منا اننا سنجد فيه حياة اخرى وان كل شيء سيجرى على ما يرامquot;.
ومع افراد عائلته التسعة المتحدرة من مدينة القامشلي السورية (شمال شرق)، اجتاز تركيا قبل الدخول الى بلغاريا عبر الجسور الوعرة والكثيرة الاشجار في جبل سترانديا (جنوب شرق).
ويتذكر قائلا quot;كنا نهدىء الاطفال بالوعود التي نغدقها عليهم بالحصول على العاب في بلغارياquot;. ثم يتطرق الى الاجراءات البطيئة لوصولهم وخصوصا الصعوبات في هذا الملجأ الذي لا تتوافر فيه المياه الساخنة ولا المطبخ ولا التدفئة، وتتكدس خمس عائلات في قاعة صف واحدة، وحيث يؤدي انعدام التنظيم الى الشعور بالخوف وعدم الامان.
وقد دق وسيط الجمهورية قسطنطين بنتشيف جرس الانذار اخيرا، منتقدا quot;النقص الفاضح لوسائل النظافةquot; وظروف الحياة quot;غير الانسانيةquot; في هذه الملاجىء الجديدة التي فتحت في صوفيا.
وقال حسين quot;مع ذلك، كل شيء افضل مما عشناه في سوريا. اننا نشكر جميع الذين ساعدونا. وبلغاريا تقوم بكل ما في وسعها، لكنها فقيرة ايضاquot;.
ويعتبر الغفري ان تخطي الخوف وحاجز اللغة والفروقات الثقافية يحتاج الى وقت. واضاف quot;من المهم ان نفهم الاجهزة المختصة ان هؤلاء الاشخاص لا يهددون الامن القوميquot;، مشيرا بذلك الى تصريحات معادية للمهاجرين في بعض وسائل الاعلام البلغارية في الاسابيع الاخيرة.
واعتبر انه quot;من وجهة النظر هذه، فان ما يحتاجون اليه جميعا في هذا الوقت، واكثر من اي مساعدة مادية على الارجح، هو ان يجدوا من يتفهمهمquot;.