تسمح جورجيا للعراقيين بالدخول إلى أراضيها بلا تأشيرة، ما جعلها مقصدهم المفضل، يبحثون فيها عن الخمر والنساء، وعن فرص العمل والإقامة، أو ممر إلى أوروبا.


بغداد: أصبحت جورجيا وجهة مفضلة للعراقيين بشكل لافت للانتباه، وراحت أفواج المسافرين تنطلق باتجاه هذه الدولة التي فتحت ابوابها لهم من دون الحصول على تأشيرات الدخول. فأصبحت كل الطرق العراقية تؤدي إلى تبليسي، وزادت اعداد العراقيين هناك على عدد مواطني دول العالم الأخرى.

فالعراقيون يذهبون إلى هذه الدولة متأثرين بالاعلانات الكثيرة لشركات السفر والسياحة، أو بما يروج له المواطنون الذين زاروها، أو لمجرد النظر إلى الصور التي يزخر بها موقع فايسبوك. لذلك، كانت للجالية العراقية في تبليسي صفحة على هذا الموقع، توضح فيها الكثير من الامور عن البلد والجو والاسعار والايجارات، مؤكدة أن جورجيا بلد فقير لكن ايجاراته غالية نوعًا ما.

ماء وخضرة ونساء

اشار سمير الامير، موظف في وزارة الثقافة، إلى أن السفر إلى جورجيا فرصة. وقال: quot;رغبتي بالسفر إلى جورجيا مبنية على كونها فتحت ابوابها للعراقيين، على عكس اغلب الدول العربية التي لا تمنح العراقي تأشيرة الدخول إلا بشق الانفس أو لا تمنحه اصلًا، فكانت جورجيا فرصة للسياحة لاسيما أن الاسعار فيها رخيصة نسبيًا مقاربة بأسعار كردستانquot;.

أضاف: quot;اما الشباب فيبحثون فيها عن الماء والخضرة والخمر والنساء، علمًا أن الكثير من الاصدقاء حكوا لي عن عمليات نصب كبيرة تحدث هناك في البارات والنوادي والملاهي الليلية، إذ تتفق العاهرة مع الشباب على سعر معين، وعند الوصول إلى السكن يتغير الامر ويرتفع السعر، ويقل الوقت، فتصير الليلة ساعة أو ساعتينquot;.

وقال موفق سعودي: quot;ذهبت إلى جورجيا بحثًا عن حرية التصرف من دون قيود، فلهوت كما يحلو لي، وتسكّعت في الامكنة المختلفة وسهرت الليالي، فمن يذهب اليها يريد أن يشاهد كل ما لم يشاهده في العراق من نساء جميلات على البحر، شبه عاريات في اماكن اللهو غير البريءquot;.

محروم!

يلخص احمد الربحاوي، العامل في مطبعة اهلية، اسباب السفر بالقول: quot;لا يختلف اثنان على أن العراقي الذي شبع قهرًا ووجعًا عندما يجد فرصة للسفر إلى الخارج فإنه لن يذهب إلى كل ما له علاقة بالثقافة، أي لا يزور المتاحف ولا يشاهد المسرحيات، ونادرًا ما يدخل داراً للعرض السينمائي، بل يجهد نفسه في النظر إلى الوجوه والاجساد الجميلة، عسى أن يجد ضالته، وانا لا ألومه لأنه محروم ومنقطع عن العالم منذ سنوات طويلة quot;.

اضاف: quot;التهافت الكبير على جورجيا فتح الباب امام المحتالين لاستغلال الظروف، ويبدو أن مافيات الاحتيال تحولت من سوريا إلى جورجيا، فبدأت عمليات الخطف والابتزاز، وسمعنا عن اختطاف تجّار هناك بعد ايهامهم بعقد صفقات تجارية، ومن ثم مساومة اهاليهم في بغداد من اجل اطلاق سراحهم مقابل فدية كبيرةquot;.

الوطن البديل

يقول الكاتب أحمد عبد المجيد عن مشاهداته في جورجيا: quot;جل اهتمامات العراقيين في جورجيا ملاحقة النساء الجميلات ومحاولة استدراجهن وقضاء مواعيد عاطفية معهن، وهو حرمان يجعل العربي مستعدًا لقطع آلاف الكيلومترات للظفر بامرأةquot;.

وأضاف: quot;عوامل عديدة أسهمت في استدراج العراقيين إلى بيئة بكر كجورجيا، ابرزها تداعيات الوضع الاقليمي الذي املى على العراقي الاقامة في نقطة اللا استقرار، ولعل معظم الذين وجدوا في سوريا محطة للاقامة، قبل ازمتها الراهنة، اضطروا إلى اختيار ملاذات جديدة، ولم يجد اصحاب الاموال صعوبة في الانتقال مع عوائلهم وأرصدتهم إلى جورجيا، واذا كانوا قد امضوا سنوات ما بعد نيسان (أبريل) 2003 في بلدان آمنة أو كانت تتمتع بالحماية الامنية أو النأي بالنفس عما يجري داخل دول التحولات الكبرى، وشكلت لهم اموالهم اوطانًا بديلة لوطنهم، فانهم اليوم وجدوا في جورجيا وطنًا آخرquot;.

أغراض متعددة

اما جميل جلال، ويعمل في شركة سفر وسياحة، فأكد الاعداد الكبيرة من العراقيين الذين يسافرون إلى جورجيا، وقال: quot;الاعداد تتزايد موسمًا بعد آخر، وهناك من يبحث عن السياحة واكتشاف عوالم جديدة، وهؤلاء قلة، وهناك من وجدها فرصة لكي يتصرف بحرية أكبر، وبالتأكيد لا يخلو الحال من البحث عن نساء جميلات وارتياد اماكن السهر، والتمتع بالاجواء الجميلة بعيدًا عن الخوف من التفجيرات والازدحامات، فالسفر بـ 400 دولار لا يشكل عائقًا لمن يريد أن يتونس، ولا اخفيك أن البعض يفكر في أن يجد ملاذًا في جورجيا، ويحاول أن يقيم فيها، أو يجد فرصة منها للسفر إلى اوروبا، عساه يحصل على لجوءquot;.