بيروت: حذر تمام سلام رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان من النتائج الخطيرة للعبث بأمن الناس في مدينة طرابلس ومقدراتها واستقرارها، معتبرًا أن سفك الدماء الذي تشهده المدينة يستدعي من اللبنانيين بجميع انتماءاتهم عدم الاستسلام لمنطق العنف المجاني، والوقوف وقفة وطنية صادقة لحماية مدينتهم، وصدّ المحاولات الدؤوبة لاستيراد الأزمة السورية.

وأكد سلام في تصريح له اليوم أن المسؤولية الأولى في وقف لعبة الدم هذه تقع على الدولة وأجهزتها الرسمية، التي يجب أن تتعامل بأقصى درجات الحزم مع العابثين بأمن طرابلس من دون انتظار إذن من أحد، داعيًا الطرابلسيين إلى الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية؛ لتتمكن من إنجاز مهمتها الصعبة.

وحضّ سلام المتقاتلين، إلى أي جهة انتموا، على الرأفة بأهلهم، والكفّ عن التلاعب بأمن المدينة ومصيرها، ووقف مسار الاقتتال العبثي، الذي لن يجني منه أحد أي مكسب سياسي، ولن ينجم منه سوى الخراب. ضمن السياق نفسه أجرى رئيس الوزراء المكلف اتصالات عدة شملت كلًا من: نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، ومروان شربل وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، والعماد جان قهوجي قائد الجيش، والدكتور مالك الشعار مفتي طرابلس والشمال، لمتابعة آخر التطورات في طرابلس، والتأكيد على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لوضع حد للتدهور المريع للوضع في المدينة، بما يحمله من أخطار جسيمة.

ويسود هدوء حذر مدينة طرابلس اللبنانية بعد ليلة شهدت اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 21 آخرين؛ لترتفع بذلك حصيلة الضحايا إلى أكثر من 70 شخصًا بين قتيل وجريح، منذ تجدد الاشتباكات هناك يوم الإثنين الماضي.