مقطع فيديو حي يظهر مسلمًا مصريًا يقارع قسيسًا أميركيًا في عقر دار المسيحية، في الولايات المتحدة، في حوار يغلب عليه الصراخ.


إيلاف من بيروت: منذ وجدت الحضارات المختلفة وهي في صراع سلبي حينًا، يتمثل في تسابقها إلى تعظيم وجودها من خلال الجغرافيا والتنسيب البشري وتحقق المنجزات الثقافية والاجتماعية، وفي صراع إيجابي أحيانًا، يتمثل في حوار يصب أخيرًا في صالح البشرية، من خلال اندماج يثمر تطورًا.

للأديان مثال مشابه. إلا أن البعد الروحاني السماوي للأديان بمنح تصارعها بعدًا إضافيًا، وهو بعد ماورائي، يرابض أتباع كل دين خلفه، مقتنعين بما لا يترك مجالًا للشك في أن ما يؤمنون به هو الصحيح، وما الآخر، أي آخر، إلا الباطل بعينه. فيسعى أتباع كل دين بالتبشير بتعاليم دينهم، أو نشره وتوسيع رقعة أتباعه بالحسنى حينًا أو بالسيف إن تعذرت الحسنى.

مصري وأميركي

في مقطع الفيديو المرفق، يقف مبشر أميركي على حجر، يبشر في الناس ويدعوهم إلى الاقتراب من ربهم، على ما يقول به دينهم. فيقف في ظله أولًا رجل مصري مسلم، يبادر فورًا إلى مقاطعته داعيًا إلى التوحيد والاسلام، بادئًا كلامه بأن لا إله إلا الله، ثم مطلقًا تهم الكذب والاشراك بوجه ذاك quot;المحترمquot; المسيحي، الذي ما كان له إلا أن جاهد في رفع صوته، محاولًا التغطية على صوت المسلم المرتفع، مدفوعا بحماسة لينقض ما يقوله للناس.

تتصارع الأديان، لا تتعلم الحوار، على الرغم من أن المبادرة الأمثل في هذا المجال أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، لكن يبدو أن الأميركي أو المصري في هذا الفيديو لم يسمعا بهذه المبادرة، التي تقوم في الأصل على احترام متبادل للتعاليم السماوية، وعلى انتهاج الحوار قناةً للتعامل.