في العام 1885، وصلت الكهرباءللمرة الاولىإلى جبل لبنان، الذي كان يعرف بلبنان في تلك الحقبة التاريخية. في العام 1943، استقل لبنان الذي نعرفه اليوم، بحدوده الجغرافية، عن فرنسا بعدما ألحقت بجبله بيروت والشمال والبقاع والجنوب.

لكن منذ ذلك الحين، وبالرغم من أن لبنان يتغني بأنه أنار الدنيا عندما صدر الحرف إلى العالم، هناك قرى وبلدات في عكار لم ترَ نور الكهرباء ولا عامودها ولا الجابي... حتى الشهر الماضي.

احتفالات وذبائح

ففي أيلول (سبتمبر) الماضي، ذبحت الذبائح ورفعت الرايات وأقيمت المآدب وعلت الزغاريد في جرد القيطع بعكار، احتفاءً بإنجاز المرحلة الاولى من اشغال الكهرباء في المنطقة، وتوصيل التيار الكهربائي الى قرى وأحياء للمرة الاولى منذ استقلال لبنان الحديث.

وحضر الاحتفال نواب وزعماء وسياسيون وهيئات أهلية في المنطقة،و طالبواالدولة اللبنانية بالاستمرار في العمل لرفع الحرمان المزمن عن المنطقة، خصوصًا في قطاع الكهرباء. وشكروا كل من ساهم في توصيل الكهرباء إلى عدد من القرى للمرة الاولىفي تاريخها، وخصوصًا وادي مشمش وحي البحصاصة في فنيدق.

قد تكون الكهرباء quot;تحصيلًا حاصلًاquot; في غالبية دول العالم، حتى المتخلفة منها، لكنها أزمة الأزمات في لبنان، الذي يكاد يدخل نادي الدول النفطية، بخطوات متعثرة، بسبب فساد ضغمته الطائفية التي تحكمه، والتي تفضل تقاسم الثروة النفطية في ما بينها، على أن ينال منها لبنان كله حصصًا من الانماء المتوازن، والنمو الاقتصادي، خصوصًا أن لبنان يرزح تحت ثقل 63 مليار دولار من الديون الداخلية والخارجية.