تحولت تركيا إلى قاعدة آمنة لتدفق عناصر تنظيم القاعدة إلى سوريا، وبينما تواجه انقرة مشكلة ضبط حدودها، يقول محللون إنها تغض الطرف عن نشاط متطوعي الجماعات المتشددة.


كشف تقرير صحافي نشر في لندن، الخميس، أن تركيا صارت تشكل المحطة الآمنة لتدفق المئات من مقاتلي القاعدة إلى سوريا، وبينهم عشرات البريطانيين. وقال تقرير لصحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية إن التنظيمات الإسلامية التي توصف بالمتشددة تمكنت مؤخرًا من توسيع نفوذها في الداخل السوري على حساب جماعات المعارضة المسلحة التي توصف بالاعتدال والمنضوية تحت جناح الجيش السوري الحر المدعوم من الغرب.
وتؤكد الصحيفة أنها علمت من مصادرها أن مئات المنضمين إلى تنظيم القاعدة يتدفقون على الأراضي السورية بعدما يقضون بعض الوقت في منازل آمنة جنوب تركيا لينضووا في quot;الجهادquot; مع التنظيمات الإسلامية في سوريا.
ونقلت التلغراف عمن تقول إنهم بعض العناصر التي مرت بهذه الرحلة، إن متطوعين من جنسيات مختلفة وبينهم من يحملون الجنسية البريطانية يعيشون فترات متفاوتة في منازل آمنة في عدة مناطق جنوب تركيا حتى يتم تهريبهم عبر الحدود إلى الأراضي السورية، حيث يقومون بالقتال ضمن عدد من التنظيمات الإسلامية هناك.
وتشير إلى أن تزايد نفوذ الجماعات المنتمية للقاعدة يطرح مزيدًا من التساؤلات عن الدور الذي يلعبه حلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot; داخل تركيا.
مخاوف تركية
وتعتبر الصحيفة اللندنية أن تركيا شاركت الغرب مخاوفه من تواجد القاعدة في سوريا منذ البداية، حيث كانت الحكومة التركية تدعم الجماعات المعارضة ضد نظام الأسد.
لكنّ محللين اعتبروا في الآوانة الأخيرة أن أنقرة إما فقدت سيطرتها على الحدود مع سوريا أو أنها تغض الطرف عن نشاط متطوعي القاعدة وتترك لهم المجال لدخول سوريا عبر الحدود.
وتنقل الجريدة عن أبو عبد الرحمن الأردني، المسؤول عن تنظيم توافد (المجاهدين) إلى سوريا، قوله: quot;كل يوم يفد إلينا مجاهدون من مختلف الجنسياتquot;، موضحًا أنه ينظم رحلات عبر الحدود لإيصال المتطوعين الجدد إلى المناطق التي ينضمون فيها إلى الجماعات المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة مثل quot;الدولة الإسلامية في العراق والشامquot;.
ويختم التقرير بالإشارة إلى أن الشرطة التركية تقوم بشن حملات متكررة على عدد من المناطق التي تأوي المتطوعين الجدد في القاعدة بناء على معلومات استخباراتية، لكن مع حدود تمتد لأكثر من 500 كيلومتر يصبح الأمر شديد الصعوبة، كما أنهم يواجهون مصاعب قانونية في حالة اعتقال بعض المتطوعين، حيث يصعب سجنهم أو ترحيلهم لصعوبة اثبات انضمامهم الى تنظيم القاعدة.