بات المواطن كما السياسي في لبنان يتخوفان من موجة التحذيرات من دخول سيارات مفخخة الى البلد بقصد تفجيرها، الامر الذي اثار البلبلة والذعر في نفوس الجميع.

بيروت: يتخوف فريد بشير من موجة التفجيرات التي يشاع أنها ستحصل في لبنان، لأن وضع البلد ليس مستقرًا، والمعطيات التي تحصل لا تُعالج بفاعلية، والاجواء المحيطة لا تزال ضبابية مع صراعات اقليمية والارض اللبنانية خصبة بالنسبة للحركات الاصولية وغيرها.

وموجة التفجيرات، يضيف، تغيّر مجرى حياته، وتجعله كما سائر اللبنانيين يعيش برعب مستمر، وكذلك تُبقي الاوضاع الاقتصادية متردية والبلد يبقى غير مستقر لأن الشحن الخطابي الذي يعتمده السياسيون يؤثر كثيرًا.

والجميع مستفيد برأيه من بث الفتن في لبنان، ما عدا المواطن اللبناني، لأن هذا الاخير غير مرتهن لأي فئة من الفئات، وكل فئة أخرى مستفيدة على طريقتها، فالسياسيون مستفيدون لكسب خيارات اكبر، والمحيط أي اسرائيل هي كذلك مستفيدة كي تُبقي ورقة الضغط اللبنانية سلعة بين أياديها.

منير جحشان يأسف أن تكون القوى الامنية على الارض غير قادرة على ضبط كل تلك الموجة من التفجيرات التي يُروج بها، والعملية تبقى نفسية اكثر مما هي امنية.

ويؤكد أن الخطاب السياسي اليوم يُجيِّش الحشود، والمفجِّر اليوم يحمل السلاح من دون أن يعي اهمية القضية التي يفجر من اجلها املاك الناس ويقتل المئات.

ومن يضع المتفجرات لا يسأل عن حياة المواطنين، ما يهمه الخراب والفتن، وينفذ اوامر يقبض ثمنها.

دعد خوري تشير الى أن لبنان دخل دوامة التفجيرات من فترة طويلة فكل مرحلة يُحذَّر المواطن من سيارات دخلت وأخرى ستدخل تحتوي على التفجيرات، ولا نهاية لتلك الدوامة برأيها لأنه لا يوجد قرار سياسي بالاتفاق اليوم بين الفرقاء، واذا لم نحصل على اتفاق سياسي ينعكس اتفاقًا امنيًا على الارض اللبنانية، سنبقى بدوامة التفجيرات، والتحذيرات اليوم كثيرة من التجمعات والذهاب الى quot;المولاتquot; وغيرها من المؤسسات الاقتصادية، وخصوصًا اننا بدأنا بالاقتراب من اعياد الشتاء، كما كان يحصل بداية شهر ايار/مايو من كل عام مع ضرب موسم الاصطياف والسياحة في لبنان.

والسياسيون أيضًا متخوفون

يؤكد النائب خالد زهرمان ( المستقبل ) أن التخوف من التفجيرات موجود اليوم، خصوصًا بعدما توصلنا من تحقيقات في تفجيرات طرابلس، ويقول لـquot;إيلافquot; رأينا أن هناك شبكة في جبل محسن بايعاز من المخابرات السورية، والسيارات التي انفجرت كانت من سوريا، وبدأت امور أخرى تنجلي في التحقيقات.

ويبدو اليوم أن آل عيد متورطون في موضوع التفجيرات، ويضيف:quot; النظام السوري لن يُبقي لبنان مرتاحًا، خصوصًا المناطق الحاضنة للاجئين السوريين والثورة السورية كطرابلس وعكار.

ويلفت زهرمان أن المستفيد اليوم من التفجيرات في لبنان هو النظام السوري، وكذلك اسرائيل، لأنها تستفيد مع الاحداث الامنية والتناحر في المنطقة، غير أن ما يحدث في لبنان من اهتزاز للاستقرار، يخدم النظام السوري بالدرجة الاولى.

ويؤكد زهرمان quot; رأينا التدابير التي اخذت في الضاحية الجنوبية كيف تم خرقها، وأُدخلت سيارات مفخخة الى الضاحية رغم كل التدابير الامنية، والمشكلة هي في انعدام التوجه السياسي في هذا الخصوص.

اضافة الى أن الحدود للاسف بين لبنان وسوريا مفتوحة على كل انواع التهريب والدخول والخروج من دون رقابة.

ويرى زهرمان أن كل تشنج سياسي له ترجمة امنية، ففي طرابلس مع عدم وجود التوافق السياسي، لا يُعطى الغطاء السياسي للقوى الامنية كي تقوم بدورها، ما يجعل جرح طرابلس ينفجر في كل لحظة.

ويعتبر زهرمان أن الوضع في لبنان شئنا أم ابينا مرتبط بالازمة السورية، ويبدو أن الامور ستبقى متشنجة ريثما تتوضح الامور في سوريا، ويُخشى من تسوية في ظل التقارب الايراني الاميركي تكون على حساب لبنان.