أراد مخرج بولندي عبر فيلم أنجزه انتقاد ممارسات خاطئة تحول دون الخشوع وتهين العبادة فاتهم بأنه شخصيًا من يهين المقدسات، إذ لم يتقبل البولنديون مشهدًا تضمنه العمل يظهر رجلًا عاريًا يتمايل ويلعق تمثالًا للمسيح، جُسِّد في سياق انتقاد سلوكيات دينية.


أجواء تهيمن عليها حالة من الصدمة تعيشها بولندا، بعدما عُرِض هناك فيلم مثير للجدل، يتضمن مشهدًا لرجل عار يتلوى ويلعق تمثال للسيد المسيح. وأشارت تقارير صحافية إلى أن ذلك الفيلم، الذي عُرِض أخيرًا في مركز وارسو للفن المعاصر في بولندا، تسبب بالفعل في إثارة ردود فعل غاضبة من جانب رجال الدين والسياسيين.

بالاتساق مع تلك الضجّة، التي أحدثها هذا الفيلم، وعبر هذا المشهد الصادم للغاية، قرر أحد القساوسة هناك اتخاذ إجراءات قانونية ضد وزارة الثقافة البولندية لإجازتها عرض الفيلم. وقال هذا القس، وهو الأب تاديوش ريدزيك، إنه تقدم ببلاغات للنيابة في حق كل من مخرج هذا الفيلم المشبوه، وبحق المركز الذي عرض الفيلم وكذلك بحق وزارة الثقافة.

ونقلت عنه صحيفة الدايلي ميل البريطانية قوله quot;تقدمنا بشكوى ضد هذا الفنان الزائف لإهانته إلهنا، وضد وزارة الثقافة لإضاعتها أموال الشعب على هذا الفحشquot;.

تصحيح سلوكيات
في المقابل، اختير هذا الفيلم للمخرج ياتشيك ماركيفيتش، باعتباره واحدًا من أفضل الفنانين البولنديين، وذلك لكي يشارك في معرض quot;British British Polish Polishquot;، المبني على فكرة المناوبة بين أفضل الفنانين البريطانيين والبولنديين.

فيما حاول ماركيفيتش أن يدافع عن ذلك الفيلم القصير، موضحًا أنه انتقاد للطريقة التي يمارس من خلالها الناس عباداتهم. وأضاف: quot;حين دخلت الكنيسة في وارسو، وشاهدت الناس تصلي لتمثال يشبه الرب، شعرت بالصدمة. فالناس يداعبون بنية المسيح، يلمسون جسمه العاري ويهينوه. وهو ما أدهشني، لكون ذلك وسيلة غريبة للغاية لعبادة الله. ولهذا أنتجت الفيلم لإظهار أن ذلك يشكل إهانة للعبادةquot;.

تدنيس وانتهاك
لكن السياسيين في البلاد لم يكترثوا بهذا كله، وصبّوا جام غضبهم الشديد على ماركيفيتش، مشيرين إلى أن ما قدمه في هذا العمل السينمائي ما هو إلا تدنيس وانتهاك.

ونقلت الصحيفة عن ميروسلاف أورزيشوفسكي، من رابطة الأسر البولندية، قوله quot;هذه إهانة غير مسبوقة لمشاعري الدينية. وهي إهانة لكائن المسيح المقدس وصورة الصليب، تلك الصورة الخاصة بآلام وموت المسيح. إنه بالفعل أمر مؤسفquot;.

وأضاف النائب أندرزيج جوارسكي من حزب القانون والعدالة اليميني: quot;شعرت باشمئزاز تام حين شاهدت الفيلم. ولا يمكن تجاهل حدوث أمر كهذا في بولندا في القرن الـ 21quot;.