يشق السعودي عبد العزيز المزيني طريقه بصمت في أروقة صنع القرار في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة quot;اليونيسكوquot; العالمية، معتمداً في ذلك على سلسلة من الخبرات والتجارب المحلية والدولية التي اكتسبها خلال مشواره الطويل.


الرياض: يعمل السعودي عبد العزيز المزيني في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة quot;اليونيسكوquot;، ذائعة الصيت منذ عام 2011، حيث عيّن مستشاراً أعلى للمدير العام في منظمة اليونيسكو في باريس ليعمل على تطوير الشراكات مع القطاعين العام والخاص، وتقوية علاقات المنظمة مع وكالات الامم المتحدة الأخرى، ومتابعة المشروعات والملفات المتعلقة بالشرق الاوسط وخاصة المنطقة العربية.
وعلى الرغم من أن المزيني قليل الحديث إعلامياً خصوصًا حول طموحاته وخططه المستقبلية إلا أنه بحسب متابعين ربما يكون مؤهلاً لكي يصبح مرشح السعودية لرئاسة quot;اليونيسكوquot; في المستقبل القريب، ليس بسبب عمله في المنظمة منذ عامين فحسب، بل كذلك بفعل تجاربه وخبراته المتراكمة منذ عام 1982.
وكانت السعودية على قاب قوسين أو أدنى من ترؤس اليونيسكو عام 2000، حينما دفعت بالراحل الدكتور غازي القصيبي للترشح، بيد أنه خسر أمام مرشح ياباني آنذاك.
المزيني ولد عام ١٩٥٩ في الرياض، وهو حاصل على درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الاولى في علوم الاتصالات من جامعة بانثيون- السوربون باريس 2 عام 1997، كما حصل على درجة الماجستير في علوم الاتصالات من نفس الجامعة عام 1993، وقبل ذلك حصل على درجة الماجستير في علوم الاتصالات من جامعة كيوبك في مونتريال عام 1990.
وبدأ المزيني حياته المهنية عام 1982 في الاتصالات السعودية، وانتقل للعمل في إدارة العلاقات الدولية في الصندوق السعودي للتنمية عام 1983، وفي عام 1990 قررت إدارة الصندوق تعيينه أخصائياً في الادارة الفنية للعمل مع الفريق المكلف بإدارة القروض الميسرة والممنوحة للدول الواقعة في شرق أفريقيا. وقدم المزيني خدمات استشارية في مجال quot;التعليم باستخدام وسائل الاتصالات الحديثةquot; لوزارة التربية بين عامي 1996-1997.
وفي عام 1997، التحق بالعمل في شركة سابك فرنسا في باريس، وهي إحدى الشركات التابعة للشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك)، وعمل كمنسق للعلاقات مع الأجهزة الحكومية والشركاء، إضافة الى القيام بمهام عضو مجلس الادارة ومدير عام لأحد فروع الشركة ومخازنها جنوب شرقي فرنسا.
وفي عام 1998 تم تعيين المزيني مديراً عامًا لشركة سابك فرنسا في باريس حيث عمل فيها حتى عام 2004، وخلال الأعوام 2005 و 2008 قام بتأسيس عدة شركات بالتعاون مع شركات دولية من بينها شركة التعدين BHP Billiton وذلك لدراسة وتطوير مشروعات صناعية لبناء وحدات إنتاجية في مجالي الصناعات البتروكيميائية والصناعات التعدينية.
وفي العام 2009 عمل مستشاراً لوزارة التجارة في منظمة التجارة العالمية بجنيف، ثم انتقل في عام 2011 ليعيّن مستشاراً أعلى للمدير العام في منظمة اليونيسكو في باريس ليعمل على تطوير الشراكات مع القطاعين العام والخاص، وتقوية علاقات المنظمة مع وكالات الامم المتحدة الأخرى. ومتابعة المشروعات والملفات المتعلقة بالشرق الاوسط وخاصة المنطقة العربية.
ويتحدث المزيني اللغتين الفرنسية والانكليزية بطلاقة وله مساهمات عديدة في الصحافة المحلية والدولية، ويبدو شخصية مثالية لرئاسة اليونيسكو، التي تترأسها حالياً البلغارية إيرينا بوكوفا التي هزمت حين فوزها منافساً عربياً آخر هو المصري فاروق حسني.
وعقد قبل أيام المؤتمر العام لليونيسكو، وتمت خلال المؤتمر دراسة منع أميركا عن التصويت نظراً لعدم دفع الواجبات المالية المترتبة عليها، بينما رد الأميركيون بالمطالبة بالمثل مع إيران، التي لا تدفع كذلك مستحقاتها المالية.
الوفد السعودي الذي حضر المؤتمر غاب عنه الوزير فيصل بن عبد الله، واناب نائبه الدكتور خالد السبتي، وتم خلاله التجديد لبوكوفا، وسط فوضى عربية، حيث قدّم عربيان (جيبوتي ولبناني) ترشيحهما لهيئات المنظمة ارتجالاً، ما أحرج الوفود العربية، خصوصاً أن كليهما لا يملك أي فرص بالنجاح.