ارتفع حجم الطلبيات والاتفاقات على شراء الطائرات والمحركات وغيرها من معدات ومستلزمات قطاع النقل الجوي في اليوم الثاني لمعرض دبي للطيران. وزادت قيمة الاتفاقات التي وقعتها الناقلات الإماراتية والشركات ذات الصلة بمجال الطيران وحدها عن 10 مليارات دولار.


أحمد قنديل من دبي: شهدت فعاليات اليوم الثاني لأكبر دورة في تاريخ معرض دبي الدولي للطيران 2013، الذي يقام على أرض مطار آل مكتوم الدولي بمنطقة جبل علي في دبي. بمشاركة أكثر من 1000 شركة عربية وعالمية، ارتفاع حجم الطلبيات والاتفاقات على شراء الطائرات والمحركات وغيرها من معدات ومستلزمات قطاع النقل الجوي. حيث زادت قيمة الطلبيات والاتفاقات التي وقعتها الناقلات الإماراتية والشركات الإماراتية ذات الصلة بمجال الطيران وحدها عن 10 مليارات دولار في اليوم الثاني للمعرض.

وكانت شركات الطيران الخليجية وخاصة طيران الإمارات المملوكة لدبي، وشركة الاتحاد للطيران المملوكة لأبوظبي قد أبرمت في اليوم الأول للمعرض صفقات شراء ضخمة للطائرات بنحو 200 مليار دولار.

في اليوم الثاني للمعرض، عقدت شركة طيران quot;إير كوت ديفوارquot; اتفاق شراء مشروطاً مع بومباردييه ايروسيبس لشراء طائرتين من طراز quot;كيو 400quot; الجيل الثالث مع اختيارات لشراء طائرتين إضافيتين، وبلغ سعر الطائرتين نحو 69 مليون دولار. وعقدت شركة quot;بالما القابضة المحدودةquot; التي تتخذ من دبي مقرًا لها صفقة مع شركة quot;بومباردييهquot;، لشراء 8 طائرات ثنائية الفئة. وتعد quot;بالماquot; أول شركة مؤجرة في الشرق الأوسط لطائرات بومباردييه كيو 400 للجيل القادم بقيمة تصل الى 140 مليون دولار.

هذا وستزيد قيمة العقد الموقع بين الشركتين لتصل إلى نحو 282 مليون دولار قيمة طلبية مؤكدة تشمل 4 طائرات quot;400 أquot;، إضافة إلى 4 خيارات أخرى للشراء.

وأعلنت quot;الخطوط الجوية التركيةquot; أنها اختارت المجموعة الكاملة لإلكترونيات الطيران من quot;روكويل كولينزquot; كما دخلت معها في اتفاق طويل الأمد على مبدأ خدمة quot;سعر عن كل عملية تصليحquot; لدعم مجموعة إلكترونيات الطيران على أسطولها الجديد.

ومن جهتها، وقعت شركة quot;الأجنحة الليبيةquot; المنشأة حديثًا، مذكرة تفاهم لشراء 3 طائرات من طراز إيرباص quot;أ350- 900quot; و4 طائرات quot;أ320 نيوquot;، وستبدأ هذه الشركة عملياتها لنقل الركاب وعمليات الشحن مع بداية 2014.

أكاديمية للطيران في الرياض

وخلال المعرض أعلنت شركة إنفينيتي الاستثمارية السعودية عن أنها بصدد تأسيس أكاديمية للطيران في الرياض بتكلفة مليار ريال سعودي وعلى مساحة 50 ألف متر مربع.

وستساعد الأكاديمية في تأهيل نحو 20 ألف طيار تحتاجهم منطقة الشرق الأوسط خلال العقد المقبل، وستشمل أجهزة محاكاة كاملة وغيرها من تجهيزات التدريب المتقدمة وستكون من تصميم شركة فلايت سيفتي انترناشونال.

صفقات إماراتية

في اليوم الثاني للمعرض أيضًا أعلنت شركة quot;الاتحاد للطيرانquot; عن إبرامها صفقة بقيمة 2.8 مليار دولار مع شركة quot;سي اف ام انترناشيونالquot; لشراء محركات quot;1 ايه- ليبquot; لتشغيل 26 طائرة من طراز quot;ايرباص ايه 321 نيوquot; و10 طائرات أخرى من طراز quot;ايه 320 نيوquot;. وسيتم البدء بتسليم الطلبية في عام 2018، وتشمل خدمات طويلة الأجل.

كما أبرمت quot;الاتحاد للطيرانquot; أيضًا اتفاقية مدتها 15 عامًا تنص على تحمل quot;سي إف إمquot; تكاليف الصيانة بمعدل دولار واحد لكل ساعة طيران للمحرك.

كما وقعت شركة quot;مبادلة للتنميةquot; اتفاقية مع شركتي quot;بوينجquot; وquot;إيرباصquot; لتصنيع وتوريد هياكل وأجزاء طائرات بقيمة إجمالية بلغت نحو 5 مليارات دولار مناصفة بين بوينغ وايرباص. حيث قالت بوينغ إنها وقعت اتفاقًا مع quot;مبادلةquot; للحصول على مكونات متطورة بقيمة 2.5 مليار دولار.

ومن خلال هذه الاتفاقية تحظى شركة مبادلة للتنمية بفرصة توريد مواد مركبة متطورة ومعادن معالجة لبرامج quot;بوينغquot; التجارية، بما في ذلك برنامجا quot;787quot; وquot;777 إكسquot;.

واتفقت quot;بوينغquot; ومبادلة كذلك على التعاون معاً على تطوير القدرات التصنيعية للمواد المركبة الجاهزة وألياف الكربون في أبوظبي، الأمر الذي سيسهم في دعم مسيرة التطوير المستمرة لصناعة هياكل الطائرات، وتعزيز قدرات تصنيع المواد الخام في الإمارات. هذا وتعد شركة quot;ستراتا للصناعاتquot; التابعة لشركة مبادلة للتنمية موردًا للأجنحة الرأسية لطائرات بوينغ quot;787 دريم لاينرquot;.

ومن جانبها، تعهدت شركة quot;إيرباصquot; بموجب هذه الاتفاقية التي وقعتها مع مبادلة بالمزيد من الالتزامات لمنح طلبيات تصنيع إضافية تستمر حتى عام 2030 بقيمة تبلغ نحو 1.9 مليار دولار إلى منشأة التصنيع المتقدمة لهياكل الطائرات التابعة لمبادلة شركة quot;ستراتاquot; التي تقع في مدينة العين. كما تعهدت كذلك بأن تشتري من مبادلة مواد مركبة خامًا، وذلك عند بدء الإنتاج في منشأة تصنيع المواد المركبة الخام التي يجري التخطيط لإنشائها بأبوظبي.

توازن وأسطح الطائرات

هذا وقد دخلت شركة quot;توازن للصناعات الدقيقةquot; أمس في شراكة جديدة مع quot;بوينغquot; لإقامة منشأة لمعالجة الأسطح المعدنية للطائرات في مقر شركة توازن للصناعات الدقيقة بمجمع توازن الصناعي بأبوظبي.

وستكون هذه المنشأة الجديدة الأولى من نوعها في المنطقة التي من شأنها المساهمة في إدخال تقنيات وكفاءات تصنيعية جديدة في مجال صناعات الطيران بالشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يكتمل مشروع بناء المنشأة عام 2016.

توطين الناقلات الإماراتية

وعلى هامش المعرض ذكر عادل الرضا النائب التنفيذي لرئيس شركة quot;طيران الإماراتquot;، والرئيس التنفيذي للعمليات أن يشهد الانفاق على صيانة أسطول طيران الامارات ارتفاعاً خلال العام المالي الحالي 2013 - 2014 إلى 5 مليارات درهم، مقارنة بـ4.5 مليارات درهم في العام الماضي. مبيناً أن الناقلة تستهدف الوصول بنسب الصيانة للمحركات إلى 100% داخل مركز الهندسة التابع للناقلة، مع افتتاح مركز الورسان مطلع 2015 والبالغة تكلفته 400 مليون درهم.

وكشف الرضا عن أن عدد الطيارين في quot;طيران الإماراتquot; سيرتفع من 4000 طيار حاليًا إلى 6500 طيار بحلول عام 2020، موضحًا أن الشركة تحتاج إلى نحو 300 طيار سنوياً. وأن نسبة الطيارين الإماراتيين المتواجدين في الشركة حاليًا تتراوح ما بين 30% إلى 40% من مجموع الطيارين بالناقلة.

وأشار إلى أنه يتم حاليًا تأهيل نحو 70 طيارًا إماراتيًا هذا العام للانضمام إلى الشركة قريباً، وإلى أنه سيتم افتتاح أكاديمية quot;الإمارات للطيرانquot; الجديدة في دبي وورلد سنترال في نهاية الربع الثالث من عام 2015.

وتعليقًا على الصفقات الجديدة التي وقعتها quot;طيران الإماراتquot; وquot;فلاي دبيquot; بقيمة إجمالية تتجاوز 110 مليارات دولار، قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة مجموعة طيران الإمارات إن quot;هذه الصفقات تحتاج إلى مطار آخر، ولم نحدد إلى الآن أياً منالشركتين، طيران الإمارات أو فلاي دبي، ستنتقل إلى مطار آل مكتوم، في الوقت الذي نحرص فيه على أن تنتقل إحداها إلى المطار الجديد من دون التأثير في آلية التشغيل لكلتا الشركتين، وسيجري الإعلان خلال الشهرين المقبلين عن الخطة الاستراتيجية الجديدة لمطار آل مكتومquot;.

وانتقد بن سعيد تقييد وتحجيم بعض الدول لحركة الهبوط في مطاراتها، مشيرًا إلى أن شركات الطيران الخليجية يمكنها إلغاء الصفقات التي وقعتها مع كل من quot;بوينغquot; وquot;إيرباصquot; في حال لم يتم تحسين قواعد الطيران في الدول الأجنبية.