نجح فريق من علماء الآثار في تحديد واحدة من أقدم قصص الحب في العالم، بعد كشفهم عن لوحة تصوّر مشهد غرام بين زوجين داخل مقبرة تخصهما وأبناءهما في منطقة سقارة، التابعة لمحافظة الجيزة المصرية، ويقدر عمرها بحوالى 4400 سنة.


قال العلماء إن تلك المقبرة تخصّ مغنيًا، كان يعمل لدى أحد الفراعنة، واسمه كاهاي، وزوجته ميريتيتيس، التي كانت تعمل كاهنة. وأكد العلماء في السياق عينه كذلك أن الدهان الملوّن لتلك اللوحة الجدارية، التي تبرز قصة الحب بين الزوجين، والتي تعود إلى الوقت الذي كان يتم فيه بناء أهرامات الجيزة، هو دهان نادر للغاية بالفعل.

عشق فريد
تكشف اللوحة إحداق الزوج والزوجة في أعين بعضهما البعض، ومشاعر الحب تهيمن عليهما بصورة واضحة، وتقوم الزوجة بوضع يدها على كتف زوجها الأيمن.

ويظهر كاهاي في اللوحة وهو يرتدي زيًا من جلد النمر ويمسك عصا وصولجان، وهما رمزان للسلطة، كما كان يعتقد في مصر القديمة. فيما كانت ترتدي ميريتيتيس فستانًا طويلًا ضيقًا بحمالات كتف تكشف على ما يبدو أجزاءً من أثدائها.

كانت تلك المقبرة قد اكتشفت عام 1966، وتم بالفعل نشر كل تفاصيل ذلك الكشف في كتاب عام 1971، لكن تم تسجيله وتوثيقه في الأساس بصور قديمة بيضاء وسوداء.

مكانة المرأة
ولفتت صحيفة الدايلي ميل البريطانية إلى أن مسؤولي المركز الأسترالي لعلم المصريات التابع لجامعة ماكواري كشفوا الآن عن تلك اللوحة بكل ألوانها التي لا تصدق.

وأشارت ميرال لاشين، وهي باحثة لدى جامعة ماكواري، إلى أن مقبرة كاهاي تعتبر مثالًا على الأهمية التي كانت تحظى بها المرأة في تلك الفترة. وأضافت أن تكرار تقديم المرأة في الأعمال الفنية في المقابر المختلفة وتصويرها بالحجم نفسه الذي كان يتم من خلاله تصوير الأزواج والأشقاء كلها أمور تدل على مكانتها المتساوية.