بعدما تبنّى الشيخ سراج الدين زريقات عملية تفجير السفارة الإيرانية باسم كتائب عبدالله عزام، اختفى حسابه على تويتر، بينما تؤكد المعلومات أن هذه الكتائب تعمل بتوجيه إيراني.


لوانا خوري من بيروت: بعد كل انفجار سيارة مفخخة أو انتحاري في لبنان، تتطاير سهام الاتهامات، بانتظار أن يتبنى أحدهم العملية. وهذا ما حصل للانفجار المزدوج أمام سور السفارة الإيرانية في منطقة الجناح جنوب العاصمة اللبنانية بيروت. فحزب الله وفريقه السياسي قالوا إن هذا عمل من أعمال التكفيريين، بينما قال السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي إنه عمل من رجس الشيطان الأصغر إسرائيل. هذا أيضًا كان رأي مرضية أفخم، المتحدثة بلسان وزارة الخارجية الإيرانية.

حساب زريقات اختفى
أتى تبني العملية تغريدًا على تويتر. فقد غرّد الشيخ سراج الدين زريقات، باسم كتائب عبدالله عزّام، عقب تفجيري السفارة الإيرانية، كاتبًا أمس على صفحته في موقع تويتر: quot;كتائب عبد الله عزام سرايا الحسين بن علي تقف خلف غزوة السفارة الإيرانية في بيروتquot;، موضحًا أنها عملية استشهادية مزدوجة لبطلين من أبطال أهل السنة في لبنان.

وأكد في تغريدة أخرى أن العمليات ستستمر حتى يتحقق مطلبان، quot;الأول سحب عناصر حزب الله من سوريا، والثاني فك أسر معتقلينا من سجون الظلم في لبنانquot;.

وليل الاثنين - الثلاثاء، اختفى حساب زريقات من موقع تويتر، وكأنه لم يكن. ثمة من قال إن إدارة الموقع قد ألغته أو حذفته، وثمة من يرجّح أن زريقات نفسه قد أغلق حسابه، إلى جانب حساب كتائب عبد الله عزام.

... وزريقات اختفى
تقول صحيفة quot;الأخبارquot; اللبنانية الموالية لحزب الله إن استخبارات الجيش اللبناني أوقفت زريقات في العام 2011، واتهمته بالقيام بنشاطات إرهابية، لكنها أطلقته بعد ساعات، بسبب تدخلات سياسية من أبواب عالية، في مقدمها دار الفتوى، إذ اتصل المفتي الشيخ محمد رشيد قباني من تركيا بقائد الجيش العماد جان قهوجي مستنكرًا توقيف زريقات من دون اعتبار لدار الفتوى كمرجعية ولكرامة العمّة التي يعتمرها الموقوف.

اختفى زريقات بعدها أشهرًا ليظهر في تسجيل لكتائب عبد الله عزام. وتشير جريدة الأخبار اللبنانية إلى أنه أقام في منطقة الطريق الجديدة في بيروت، ويعمل في مجال التسجيلات الدينية، ويملك محلًا لبيع الأجهزة الخلوية، وتنقل عن مصادر أمنية قولها إنه كان ضالعًا في تجنيد شبّان لإرسالهم للخضوع لدورات عسكرية في كل من العراق وأفغانستان.

كما تفيد جريدة الأخبار بأن البحث عن البروتوكول الرقمي لصفحته على تويتر يؤكد أنه يلج حسابه من داخل الأراضي السورية منذ أن استأنف نشاطه التغريدي قبل أيام.

كتائب المطلوبين
أما الكتائب التي ينتمي إليها زريقات المختفي، كتائب عبدالله عزام، فتفيد التقارير الصحافية بأنها كتائب عاملة في لبنان، تأسست بعد العام 2003، وتعمل بتوجيه من الاستخبارات الإيرانية. وتنسب هذه التقارير إلى بعض المراقبين اتهامهم الاستخبارات الإيرانية بتأسيس هذه الكتائب لاستخدامها ضد خصوم طهران في لبنان والمنطقة.

أما مؤسس هذه الكتائب فهو صالح عبد الله القرعاوي، الذي كان يستوطن إيران، بعدما وصفته السعودية المطلوب رقم 43 على لائحة تضم أكثر من 85 مطلوبًا.

تنقّل القرعاوي بين إيران ووزيرستان، إلى أن أصيب إصابة بالغة في ذراعه في صيف العام 2012، وتسلمته السعودية. حينها، استلم قيادة الكتائب سعودي آخر هو ماجد الماجد، وهو المطلوب رقم 70 في القائمة نفسها التي كان عليها القرعاوي. وسبق للماجد أن عمل في لبنان مع جماعة عصبة الأنصار. وتعمل كتائب عبدالله عزام من خلال فصيلين هما quot;سرايا زياد الجراحquot; وquot;سرايا يوسف العييريquot;.

ونفذت كتائب عبدالله عزام تسع عمليات، أبرزها مهاجمة بارجة أميركية كانت راسية في العقبة في آب (أغسطس) 2005 بصواريخ كاتيوشا، وإطلاق صواريخ مماثلة باتجاه شمال إسرائيل في مراحل سياسية معينة.