أطباق كثيرة على مائدة العاهل المغربي والرئيس الأميركي، الرئيس منها تأكيد شراكة دهر تتعزز شهرًا بعد شهر. quot;إيلافquot; تفتح شهية قرّائها على ما في هذه الأطباق من مواضيع حساسة، تمس الولايات المتحدة والمغرب، والعالم بينهما.


خاص بإيلاف من واشنطن: إنها السنة السادسة تقريبًا للرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، لكنها الزيارة الأولى للملك المغربي محمد السادس إلى واشنطن.

ناقشا موضوع مكافحة التطرف العنيف
أوباما يشيد بريادة محمد السادس في بسط الديموقراطية

ففي 22 تشرين الثاني (نوفمبر)، جلس الرجلان في إحدى قاعات البيت الأبيض، مستندين إلى تاريخ طويل من العلاقات الأخوية، يعود عهدها إلى قرنين من الزمن، إذ كان المغرب أول دولة تعترف رسميًا بالولايات المتحدة الأميركية، وأول دولة تتفاوض معها حول معاهدة رسمية للتجارة والصداقة وقعت في العام 1786. والمغرب وقف بجانب أميركا وحلفائها في الحربين العالميتين، وحين تعرضت الولايات المتحدة لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، بادر المغرب إلى المشاركة في الحرب على الارهاب.

بعد سحابة صيف عابرة في سماء البلدين الصافية
لقاء محمد السادس - أوباما جرعة دينامية لشراكة مزمنة

تدبير المنزلين

إنها الشراكة التي تزين جلسات الرئيس والملك. خصوصًا اليوم، والمنطقة العربية في مهب ربيع تحول نسيمه العليل إلى إعصار دام، متنقل بين مصر وليبيا... وسوريا. وحده المغرب يبقى نموذجًا حيًا بعيون الأميركيين للتحول السلمي الاصلاحي الديمقراطي والتغيير في اجواء من الاستقرار، بدلًا من التغيير الثوري في ظل انعدام الاستقرار.

إطار رسمي قائم على مؤسسات تكفل استدامته
بين واشنطن والرباط أكثر من رباط!

فالأميركيون معجبون باللامركزية التي أرساها محمد السادس في المغرب، لأنها ترسي معها جذور الهدوء، الذي يجب أن يتسم به المغرب. فأميركا تعلق عليه آمالًا كبيرة ليعينها في تدبير المنزلين الشرق أوسطي والشمال أفريقي. فالمغرب صديق الفلسطينيين والاسرائيليين والخليجيين، أي يجمع مجد لمّ شمل الأضداد من كل اطرافها. فكيف لا يكون جسرًا مكينًا لأميركا إلى منطقة تبدو فيها إيران وروسيا، مع ما يحصل في سوريا، وكأنهما تستعيدان أمجاد الامبراطورية الفارسية والاتحاد السوفياتي البائدة؟

محطات في تاريخ مديد من الصداقة والتعاون في شتّى المجالات
أميركا والمغرب: تحالف منذ قرنين وشراكة ضد الإرهاب

حوار استراتيجي

وجمع المتناقضات سمة مغربية لا يستهان بها، خصوصًا أن الملك المغربي حريص على إظهار التسامح الاسلامي في بلاده، نقيضًا لمشاريع الإخوان المسلمين في تونس، والجهاديين في مالي، والقاعدة في المشرق العربي الملتهب.

علاقاته طيبة مع أطراف النزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
المغرب شريك حيوي لأميركا في المنطقة

وهو حريص أيضًا على قيادة شعبه ضد التطرّف، من خلال برامج دينية وثقافية تمنع انزلاق الشباب المغربي نحو التطرف العنيف، وله في الرباط شبكة محمد السادس للقرآن الكريم التلفزيونية، هدفها نشر إسلام منفتح ومتسامح، يحترم الأديان الأخرى.

سفراء أميركا إلى الرباط يطالبونه بالحزم تجاه الصراع بين البلدين
إختر يا أوباما: إما المغرب أو الجزائر

كل هذه السمات دفعت بالولايات المتحدة إلى فتح حوار استراتيجي مع المغرب، في 13 أيلول (سبتمبر) 2012، ليشكل إطارًا رسميًا للعلاقة بين البلدين، يوفر وسيلة لتعميق التعاون الثنائي بشأن قضايا استراتيجية وأهداف ذات أولوية عليا، ويؤمّن استدامة العلاقة بمعزل عن أي تغييرات قيادية. كل ذلك على طاولة البحث بين الرئيس الأميركي والملك المغربي، إلى جانب مسألة الصحراء الغربية العالقة منذ زمن، وتداعياتها على العلاقة بين المغرب والجزائر، وكلاهما حليف لأميركا، لا تريد خسارة أي منهما.

زيارة تتناول مكافحة العنف وتعزيز التنمية الاقتصادية
العاهل المغربي في البيت الأبيض للمرة الأولى في عهد أوباما