استعادت المعارضة السورية ست قرى في ريف دمشق، وهاجمت مقرات للحرس الجمهوري في قاسيون، وقتلت قائد ميليشيا الجيش الوطني والقائد الميداني لحزب الله، وعرضت صورًا لأسرى قالت إنهم عناصر من حزب الله أسروا في استرداد مدينة قارة.


بيروت: انتظر الجميع ابتداء معركة القلمون وريف دمشق بهجوم من القوات السورية التابعة للنظام، ومعها كتائب حزب الله ولواء أبو فضل العباس، فكان أن فاجأ الجيش الحر والكتائب الاسلامية الموجودة في الغوطة الجميع بشن هجوم واسع النطاق على مراكز الجيش ونقاط تفتيشه ابتداءً من ليل السبت - الأحد، ليسفر الهجوم عن استعادة مقاتلي المعارضة السورية المسلحة 6 بلدات في ريف دمشق، كانت سقطت أخيرًا بيد النظام، بعد معارك طاحنة ومكلفة بشريًا لطرفي النزاع.

تقدم الحر

تتفق المصادر المختلفة، وبينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، على أن مواجهات قاسية جرت في اليومين الماضيين قرب العاصمة، بين جيش النظام ومجموعات حزب الله من جهة، وكتائب معارضة من جهة ثانية، أودت بحياة أكثر من 170 رجلًا من الطرفين، بعدما هاجمت الكتائب المعارضة نقاط تفتيش نظامية، تحاصر الغوطة الشرقية والأحياء الجنوبية للعاصمة، التي يتحصن فيها مقاتلو المعارض، وتمنع عنها الاغاثة من خلال تجويع هدفه التركيع.

فقد أراد الجيش السوري الحر والكتائب الاسلامية المقاتلة في الغوطة فتح منافذ للمنطقة شرق دمشق، فحقق تقدمًا مهمًا في عملية عسكرية أحيطت بالسرية. ونجاح العملية سيؤدي في نهاية المطاف إلى تخفيف الضغط العسكري عن المقاتلين في جنوب العاصمة وفي غوطة دمشق، وسيفتح معبرًا إنسانيًا يخفف وطأة الجوع عن المدنيين المحاصرين هناك، خصوصًا في معضمية الشام.

وفي صباح اليوم، نسبت تقارير صحفية لمصادر في المعارضة السورية تأكيدها مواصلة قواتها التقدم في مناطق محيطة بدمشق، وخاصة الغوطة الشرقية. كما أفاد اتحاد تنسيقيات المعارضة السورية بأن المواجهات في الغوطة الشرقية أدت إلى مقتل العميد مازن صالح، قائد ميليشيات quot;الجيش الوطنيquot; المؤيدة للنظام في الغوطة الشرقية، وبأن الجيش الحر والكتائب الاسلامية اقتحمت مقرات تابعة للواء الحرس الجمهوري في جبل قاسيون.

الائتلاف يؤكد

وأكد الائتلاف السوري المعارض أمس الأحد نجاح الجيش الحر في تحرير 6 بلدات تقترب من مطار دمشق الدولي، تمهيدًا لرفع الحصار عن الغوطة الشرقية. واشاد بيان صادر عن الائتلاف بانتصارات الجيش الحر والكتائب المقاتلة في بلدات الزمانية والقيسا والبحارية والقاسمية ودير السلمان ودير عطية بريف دمشق، وكذلك في أحياء حلب، وفي جبل دورين وكتف الصهاونة باللاذقية.

ورد قياديو الائتلاف السوري المعارض هذا النجاح الميداني إلى حسن التنسيق في تخطيط العمليات العسكرية المشتركة وحسن تنفيذها، داعيًا الجيش الحر إلى تعزيز العمل المشترك، ورص الصفوف في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الثورة السورية، quot;لتصل الرسالة قوية إلى النظام وحلفائه، بأن الشعب مستمر حتى النصر لتحقيق أهداف ثورته في الحرية والعدالة والمساواةquot;.

وأكد البيان أن استهداف النظام حي طريق الباب في حلب بالبراميل المتفجرة، وتوجيه صواريخ أرض - أرض إلى حي الصاخور في حلب صباح الأحد وتدمير المباني السكنية وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى، هدفه التعتيم على انتصارات الجيش الحر في الغوطة وحلب.

وأضاف: quot;هذه هي سياسة النظام التي تقوم على طمس الهزائم بدماء الأبرياء، والسعي لصرف انتباه الجيش الحر عن الجبهات، بالإضافة إلى تهديد الحاضنة الاجتماعية للثورة في كل وقت والضغط عليها بكل الوسائلquot;.

قتلى وأسرى

يشارك حزب الله بكل ثقله في المعارك الدائرة بريف دمشق، لكن تنسيقيات الثورة السورية أفادت بأن قوات المعارضة استردت مدينة قارة الاستراتيجية في القلمون بعد أيام على سقوطها بيد القوات الحكومية، ومقتل علي اسكندر، القائد الميداني لعمليات حزب الله في الغوطة الشرقية، واستسلام 40 من عناصر الحزب هناك.

وقالت التنسيقيات إن الحزب ولواء أبو فضل العباس تكبدوا خسائر فادحة في العمليات التي جرت منذ ليل السبت، عارضين صورًا لمقتنيات كانت بحوزة عناصر الحزب الذين قتلوا في المعارك، وصورًا لأسرى من الحزب، يقول الجيش الحر والكتائب الاسلامية إنهم أسروهم خلال العمليات العسكرية.

وفي هذا الاطار، نقلت تقارير صحفية عن العقيد عبدالجبار العكيدي، رئيس المجلس العسكري الثوري في حلب، قوله إن ضابطًا في الامن العام اللبناني يعترف بمرور 612 نعشًا فيها عناصر من حزب الله من سوريا إلى لبنان خلال الأيام الأربعة الماضية.

إلى ذلك، كانت صحفًا نسبت لضابط لبناني متقاعد برتبة عقيد، في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، قوله إن حزب الله خسر منذ انخراطه في الحرب السورية أكثر من 430 مقاتلاً، إضافة الى عشرات وقعوا أسرى في أيدي الكتائب الإسلامية والجيش السوري الحر.

وأضاف: quot;كل ما استطاع حزب الله فعله لمساعدة قوات النظام ما لا يتعدى حشد 4700 مقاتل، استبدل نصفهم تقريبًا خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة بمتطوعين أغرار، لم يخوضوا معارك حقيقية، بل تلقوا تدريبات عسكرية على مراحل في البقاع اللبنانيquot;.

نفي نظامي

من جانبه، نفى مصدر اعلامي في دمشق صحة الحديث عن سيطرة مسلحي المعارضة على معابر وطرق في الغوطة الشرقية. وقال إن نحو 200 مسلح استغلوا الضباب الصباحي أمس الاحد لفتح بعض الممرات لاستخدامها للتنقل بين عدرا البلد ومناطق أخرى، فحدثت معارك بينهم وبين الجيش السوري الموجود في المنطقة.

وأكد مصدر عسكري سوري مقتل حوالي 120 من المتسللين، استمرار الاشتباكات المتقطعة مع المتبقين منهم. وأضاف المصدر أن هناك قصفًا مدفعيًا في القلمون، وأن الغارات الجوية مستمرة على يبرود والنبك في ريف دمشق الشمالي.

وأضاف أن القوات الحكومية، بعد سيطرتها على عدد من البلدات جنوب العاصمة، تكثف عملياتها في الغوطة الشرقية، بالإضافة إلى منطقة القلمون الاستراتيجية شمال العاصمة السورية، والمتاخمة للحدود اللبنانية.