بعد ساعات على إعلان الاتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، بدأ باراك اوباما معركة شاقة لتبرير الاتفاق، في مواجهة تهديدات وجّهها جمهوريون وديمقراطيون في الكونغرس بنسفه من خلال فرض عقوبات جديدة ضد إيران.


تبدّد أي أمل كان يراود الرئيس الأميركي باراك اوباما للتباهي باتفاق ينهي على ما يُفترض فرص إيران في تطوير سلاح نووي، حين واجه وابلًا من الانتقادات. وكان اوباما اشاد بالاتفاق قائلًا إنه خطوة كبيرة نحو عالم أكثر أمانًا من دون برنامج إيران النووي.

مفاوضات سرية

بموجب الاتفاق الذي توصل اليه ممثلو القوى الدولية الست مع إيران بعد اربعة ايام من المفاوضات الصعبة، ستُخفف العقوبات الاقتصادية ضد طهران، بما يتيح وضع يدها على 7 مليارات دولار من الموارد مقابل موافقتها على خفض تخصيب اليويرانيوم إلى 5 بالمئة وفتح منشآت نووية للمفتشين الدوليين.

وكان العامل الحاسم في تأمين الاتفاق محادثات سرية عالية المستوى جرت بين دبلوماسيين اميركيين وإيرانيين على امتداد أشهر، قبل الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف. وأكد مسؤولون اميركيون أن وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية، قاد الوفد الاميركي في هذه المحادثات السرية.

وفي خطاب ألقاه اوباما في ساعة متأخرة ليل الأحد، اعلن أن اتفاق جنيف يقطع طرق إيران المحتملة إلى القنبلة النووية.

عقوبات جديدة

لكن زعماء الجمهوريين في الكونغرس وجهوا انتقادات مريرة للاتفاق، واتهموا الرئيس الاميركي بالاستسلام للملالي. وبدلًا من التغطية الواسعة التي نالها الاتفاق، تحول الاهتمام إلى اروقة الكونغرس حيث يرى كثيرون أن الاتفاق يقدم تنازلات كثيرة إلى إيران من دون مقابل يُذكر. وهدد الجمهوريون بالمضي قدمًا في تمرير قانون يفرض عقوبات جديدة على إيران، رغم أن مثل هذه الخطوة ستكون انتهاكًا لبنود اتفاق جنيف.

ونقلت صحيفة تايمز عن عضو الكونغرس الجمهوري ماركو روبيو قوله: quot;هذا الاتفاق لن يجمد برنامج إيران النووي، ولا يشترط على النظام الإيراني تعليق كل أنشطة التخصيب، بل يجعل إيران النووية احتمالا أكبرquot;. واضاف: quot;هناك حاجة أشد الحاحًا الآن لأن يشدد الكونغرس العقوبات إلى أن تتخلى إيران عما لديها من قدرات تخصيب ومعالجةquot;.

سكة الاتفاق

وينتمي روبيو إلى كتلة تضم اعضاء في الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي كانت تدعو إلى فرض عقوبات جديدة ضد إيران، خلال الفترة التي سبقت الاتفاق. لكن اعضاء الكتلة تعرضوا لضغوط من الادارة، وتدخل وزير الخارجية جون كيري بقوة لإقناعهم بالتمهل واعطاء الدبلوماسية فرصة أخرى.

في غضون ساعات من التوصل إلى الاتفاق، عاد اعضاء الكتلة في مجلس الشيوخ إلى التهديد باستئناف تحركهم لفرض عقوبات جديدة. وقال عضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي تشاك شومر، الذي يعتبر حليفًا قويًا للبيت الأبيض، إن الاتفاق اعطى إيران أكثر مما ينبغي، وان هذا يزيد احتمالات أن يتحرك مجلس الشيوخ لفرض عقوبات جديدة.

وأضاف شومر: quot;إن إيران تكتفي بتجميد قدراتها النووية ونحن نخفف عنها العقوباتquot;. وحذر البيت الأبيض من أن فرض عقوبات جديدة ضد إيران سيخرج الاتفاق عن سكته.