تناول تقريران صحفيان بريطانيان، الثلاثاء، نتائج توقيع الاتفاق مع إيرانلجهةالثقة في الحفاظ عليه من جهة، والخاسرين منه من جهة أخرى.

قالت صحيفة (الغارديان) بشأن الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى إن quot;الثقة بين الجانبين تحتاج إلى مدة زمنيةquot;. واضافت أن quot;ردود الفعل الأولية لإبرام هذا الإتفاق تشير إلى أن الحفاظ عليه قد يكون أصعب من التوصل اليه في المقام الأولquot;.
ونوهت الصحيفة إلى انحسار الموقف في الوقت الراهن بتهديد الصقور في إيران، كما وصف آية الله علي خامنئي الصفقة بالناجحةquot;، مشيرة إلى أن المرشد الأعلى للجمهورية الأسلامية يثق بوزير الخارجية محمد جواد ظريف، ويعتقد بأنه quot;دبلوماسي مطيعquot;.
وأوضحت الصحيفة، حسب ما نقله عنها موقع (بي بي سي العربي) أن quot;تهديد الاتفاق يأتي من قبل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة ورأي الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس.
وأشارت إلى أن quot;رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو غير سعيد لأن الاتفاق الايراني الموقت لم يشمل تفكيك واحدة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم ، وبالتالي فهناك إحتمال بأن تبادر إيران إلى تشغيلها مرة أخرى.
الخيارات العسكرية
وأضافت أن quot;الاتفاق يحد بوضوح الخيارات العسكرية لإسرائيل، موضحة أنه طالما هناك محادثات جارية، فالضربة الجوية لإيران ليست من ضمن الخيارات المطروحة على الطاولة.
وقالت الصحيفة إن إبرام الاتفاق النووي الايراني يعتبر quot;كابوساً بالنسبة لنتانياهو الذي جعل قضية البرنامج النووي الايراني فوق جميع القضايا الأخرى بما فيها المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.
وبحسب الصحيفة، فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري وصف هذا الاتفاق بأنه quot;شراء للوقت للتفاوض على العديد من القضايا العالقة، مضيفاً أن quot;فن التفاوض هو تجنب طرح القضايا التي تعرف سلفاً بأنها غير مقبولةquot;.
وختمت الصحيفة بالقول إنquot; العقوبات المرفوعة عن إيران هي قليلة نسبياً، مشيرة إلى أن الوقت كفيل ببناء الثقة بين الجانبينquot;.
أكبر الخاسرين
أما صحيفة (التايمز) فقد نشرت تحليلاً لروجر بويز بعنوان quot;السعودية وإسرائيل أكبر الخاسرين من الاتفاق النووي الإيرانيquot;.
وقال بويز إن السعودية واسرائيل هما - وبكل وضوح- الخاسران، وقد ذكرهما إبرام هذا الاتفاق بين الدول الكبرى وإيران بإعتمادهما على الولايات المتحدة، وبهشاشة الدعم الأميركي لهما، حيث أقدم فريق الرئيس الأميركي باراك أوباما على إبرام صفقة مع إيرانquot;.
وأضاف كاتب المقال أن quot;رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو يعتبر أن إبرام الاتفاق النووي الإيراني جعله غير قادر على توجيه أي ضربة عسكرية أحادية الجانب على إيرانquot;.

السعودية تضررت
وقال فراس أبي علي أحد المحللين لبويز إن quot;السعودية تضررت جراء توقيع هذا الاتفاق إذ إن الرئيس أوباما أعطى إيران تفويضاً مطلقاً لاستعراض عضلاتها في المنطقة بعد تنازلها عن قوتها النوويةquot;.
واشار إلى أن quot; السعودية ستبادر الآن إلى زيادة كمية الشحنات العسكرية من الصواريخ المضادة للدبابات وللطائرات للمعارضة السورية عن طريق الأردنquot;.
وأضاف أبي علي أن quot;الشعب السوري يعد أحد الخاسرين جراء إبرام الاتفاق النووي الايراني ، فحدة الاشتباكات ستصل إلى أعلى مستوى لها قبيل عقد محاثات السلام المقررة في 22 كانون الثاني (يناير) المقبلquot;.
وختم بويز بالقول إن quot; الكثيرين يمكنهم أن يروا أن أوباما هو quot;الفائز، ما عدا اسرائيل والسعودية، موضحاً أن quot;الأمجاد لا تبقى طويلاً بل تذبلquot;.