أبلغ مسؤولون مغاربة نظراءهم الاميركيين أن المعالجة التي اعتمدها المغرب في مكافحة الارهاب والتطرف الاسلامي يمكن أن تكون نموذجًا يُقتدى في الشرق الأوسط والقارة الأفريقية.


لندن: قالت نائبة وزير الخارجية المغربي مباركة بوعيدة: quot;إن معالجتنا متعددة الأبعاد في مكافحة التطرف الاسلامي والتركيز على التنمية البشرية قد تكون هي الحل لبلدان أخرىquot;. وأكدت بوعيدة أن اعضاء الوفد المغربي أبلغ صانعي السياسة الاميركيين أن عليهم أن يحثوا دولًا أخرى في المنطقة على quot;اعتماد معالجتناquot;.
بأبعاد متعددة
واضافت في حديث لصحيفة واشنطن تايمز: quot;نحن يمكن أن نكون نموذجًا ونستطيع أن نصدِّر اصلاحاتنا ورؤيتناquot;، مشيرة إلى أن المغرب يساعد مالي حيث تدخلت قوة افريقية بقيادة فرنسية لطرد المتطرفين الاسلاميين من شمالها في وقت سابق من هذا العام.
وطلبت مالي مساعدة المغرب في اشاعة روح التسامح والاعتدال السياسي استنادًا إلى المذهب المالكي الذي تسترشد به المملكة، في مواجهة السلفية والتعصب المرتبطين بمدرسة تنظيم القاعدة وجماعات جهادية أخرى.
وبدأ المغرب في اطار هذه المساعدة تدريب 500 إمام اختارتهم الحكومة المالية وتثقيفهم بتعاليم المذهب المالكي، كما اكد السفير الاميركي السابق في الرباط ادورد غابريل.
على المالكية المعتدلة
قال غابريل إن المذهب المالكي يتسم بالاعتدال والانفتاح على الاصلاح، ولفت إلى أن المغرب كان اول بلد اعترف بالولايات المتحدة في العام 1777، والملك محمد واجداده يحكمون المغرب منذ ثلاثينات القرن السابع عشر. وقال غابريل، الذي يعمل الآن مستشارًا للمركز المغربي ـ الاميركي: quot;يرتبط الملك بتقليد من الاسلام المعتدل يتسم بأهمية بالغة في العالم العربيquot;.
وقالت بوعيدة إن ما يقدمه المغرب للمنطقة هو معالجة quot;تستند إلى تقاليدنا وقيمنا المشتركةquot;، وهو quot;حزمة أمنية ركيزتها التنمية البشرية ـ روحيًا واقتصاديًا واجتماعيًاquot;. واعتبرت أن ايجاد حلول لمشكلة الفقر والجهل يمكن أن يجعل المنطقة أكثر أمانًا.
وكان الملك محمد السادس التقى الرئيس الأميركي باراك اوباما في البيت الأبيض الجمعة الماضي، في اول زيارة رسمية يقول بها عاهل مغربي للولايات المتحدة منذ عشر سنوات. وبحث الزعيمان دور المغرب في الأمن الاقليمي، وتعاونه مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب، إلى جانب قضايا أخرى بينها قضية الصحراء الغربية. وقال غابريل إن اوباما أكد مجددًا دعمه لمشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.