أعلنت الحكومة الإسكتلندية كتاباً أبيض لرؤيتها لإستقلال المنطقة عن بريطانيا، الذي تنوي إعلانه في الـ24 من آذار (مارس) من عام 2016.
وعرض رئيس حكومة اسكتلندا اليكس سالموند ونائبته نيكولا ستورجن تفاصيل المشروع الذي يقولان إنه الأكثر شمولًا وتفصيلاً على الإطلاق في هذا الشأن من مدينة غلاسكو الثلاثاء.
وسيصوت الاسكتلنديون في 18 ايلول (سبتمبر) المقبل في استفتاء حول الانفصال، في خطوة قد تنهي ثلاثة قرون من الوحدة مع باقي بريطانيا.
وسيكون الاستفتاء على شاكلة سؤال يُوجّه للمواطن الإسكتلندي quot;هل ينبغي أن تكون اسكتلندا دولة مستقلة؟quot;. يشار بالذكر أن مملكة إسكتلندا قد توحدت مع إنكلترا في 1707 لتتشكل المملكة المتحدة.
وقالت الحكومة التي يقودها الحزب الاسكتلندي الوطني المؤيد للاستقلال إن الخطة تأتي في أكثر من 200 صفحة، وأنها تحتوي على إجابات لـ650 سؤالًا، حول ما يعنيه الاستقلال.
وقالت نائبة رئيس الحكومة نيكولا ستورجن إن quot;الدليل والإجابات التي يقدمها، ستعرض بوضوح وببساطة الاختلاف الذي يمكننا إحداثه في اسكتلندا، حال اتخاذ قرارات بشأن مستقبل اسكتلندا، بمعرفة هؤلاء الأكثر اهتمامًا بها، أي شعب اسكتلنداquot;.

تحذير كاميرون
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر في أيلول (سبتمبر) الماضي من فوز الـquot;نعمquot; في الاستفتاء المنتظر حول استقلال اسكتلندا عن المملكة المتحدة، واصفًا خيار الانفصال بـquot;قفزة في المجهولquot;.
وقال كاميرون في بيان إنه quot;في غضون عام سيقوم سكان اسكتلندا بخيار قد يغيّر بلدهم بشكل جذري وإلى الابد. إن مستقبل اسكتلندا هو بين أيدي الاسكتلنديينquot;.
واضاف أن quot;18 ايلول (سبتمبر) 2014 هو موعد اسكتلندا مع مصيرها. يومها يكون قد حان وقت الاختيار: إما ما هو افضل لاسكتلندا وافضل للمملكة المتحدة وإما قفزة في المجهولquot;.
وتابع: quot;آمل بشدة أن تختار اسكتلندا البقاء في كنف المملكة المتحدةquot;، معتبرًا أن quot;ما لدينا يعمل، ويعمل جيداً. معًا نجحنا في الكثير من الامور. نحن عائلة امم في كنف مملكة متحدة. الوقت لم يحن لتقليص هذه العلاقة الى علاقة ابناء عم من الجيل الثانيquot;.
ويشار الى أن نائبة رئيس وزراء اسكتلندا كانت قالت في وقت سابق إن استقلال اسكتلندا سوف يساعد بصورة كبيرة في تحسين الأوضاع الاقتصادية، حيث سيجعل السيطرة على اقتصاد البلاد في يد الناخبين.
وذكرت ستورجن أن الهدف الرئيسي للاستقلال يتمثل في تسليم السلطة ومقاليد الأمور إلى الشعب الاسكتلندي، وقالت: quot;ما نؤمن به ويترسخ في عقولنا هو أنه من الأفضل أن تكون القرارات المصيرية التي تتخذها البلاد بخصوص حاضرها ومستقبلها، في أيدي أبنائها الذين هم أكثر الناس حرصًا على مصلحتها، وهم بالطبع الأشخاص الذين يعيشون على الأراضي الاسكتلندية.quot;
ليس انشقاقًا
وأوضحت المسؤولة الاسكتلندية أن المطالبة بالاستقلال لا تعد انشقاقًا عن المملكة المتحدة أو انفصالًا عنها، حيث يمكن الاستمرار في مشاركة الأمور المهمة ذات الاهتمام المشترك مع بريطانيا، لكن الاستقلال عن التاج البريطاني من شأنه أن يسهم لا محالة في تعزيز اقتصادنا الوطني كما أنه سيضع مستقبلنا السياسي في أيدي الشعب الاسكتلندي لا غيره.
وفي الوقت ذاته، رفضت ستورجن، وهي نائبة رئيس الحزب الوطني الاسكتلندي، المقترحات التي تذهب إلى أن استقلال اسكتلندا سوف يتم تقويضه نظراً لأن إدنبره سوف تستمر في استخدام الإسترليني كعملة رسمية، والسماح للبنك المركزي البريطاني Bank of England بالتحكم في سياستها النقدية.
وفي الأخير، شددت ستورجن على أن كلاً من اسكتلندا المستقلة وباقي أجزاء المملكة المتحدة سوف تشترك في أهداف نقدية ومصالح اقتصادية متشابهة، لافتة إلى أن ثروة أسكتلندا المتمثلة في النفط الموجود في بحر الشمال سوف تسهم بقوة في دعم موازنتها هي وباقي المملكة المتحدة.