انتقدت صحيفة إسرائيلية إقدام الحكومة الإسرائيلية على تدشين مشروع مطار جديد من دون التنسيق مع الأردن، الشريك في معاهدة السلام.


دعت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إلى إعادة النظر في مشروع إنشاء مطار رمون على الحدود الأردنية الإسرائيلية الجنوبية.

وحذر كاتب التقرير رؤوبين بدهتسور من أن مشروع المطار الذي تم تدشينه من دون التنسيق مع الجانب الأردني، وخاصة في مسارات الوصول بين المطار الجديد ومطار الملك الحسين الأردني في العقبة، سيخلق العديد من المشكلات المعقدة والشديدة، وخاصة في الجانب الأمني.

وكان الأردن قد رفض في وقت سابق إقدام إسرائيل على إنشاء مطار بديل لمطار إيلات قبالة العقبة، وجاء الرفض على لسان رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن محمد القرعان خلال إحدى جلسات المفاوضات الأخيرة المتعلقة بالطيران المدني مع الجانب الإسرائيلي.

لا مواصفات دولية

وقال العوران إنه تبين لنا من خلال العرض الإسرائيلي لموقع المطار المقترح ومواصفاته أنه لا يلبي المتطلبات الدولية للفصل بين المطارات المتقاربةquot;، مشيرًا في هذا الإطار إلى الضوابط والتشريعات الدولية التي تتضمنها معاهدة شيكاغو للطيران المدني الملزمة لجميع الدول، والتي من أهم بنودها سيادة كل دولة على مجالها الجوي.

وأضاف أن الموقع المقترح تم رفضه من الجانب الأردني، وتم إبلاغ الجانب الإسرائيلي بذلك، حيث إن قربه من مطار الملك الحسين بن طلال بالعقبة سيؤثر على السلامة الجوية في المطارين، وبناء عليه تم الطلب منهم البحث عن موقع جديد يلبي متطلبات وشروط منظمة الطيران المدني الدولية (ايكاو) وموافاتنا بالموقع الجديد لدراسته وتقييمه، مؤكدًا أن إسرائيل تفكر في موضوع إنشاء المطار البديل منذ نحو عشرين عامًا

برود وتنكر

وإلى ذلك، قال الكاتب بدهتسور في (هآرتس) إن أحد أسباب البرود والتنكر، اللذين يهبان من قبل الجمهور الاردني نحو اسرائيل، هو خيبة الأمل من quot;ثمرات السلامquot;. حينما تم التوقيع على معاهدة السلام، أعلن الطرفان على رؤوس الأشهاد نيتهما انشاء مشاريع مشتركة في مجالات الاقتصاد والبنى التحتية، كان يُفترض أن ترفع مستوى الحياة في الاردن، ولم يتحقق شيء من ذلك.

ويعيد إلى الأذهان الاتهام الذي كان وجهه البروفيسور شمعون شمير، الذي كان سفير اسرائيل في الاردن، في كتابه quot;صعود وتهاوي السلام الحار مع الاردنquot;، الى حكومات اسرائيل quot;التي لم تعمل بجدية على تحقيق الحلمquot; الذي كانت تنطوي عليه معاهدة السلام.

مطار لم ينفّذ

وقال السفير السابق لقد كانأحد المشاريع المهمة، التي بادر إليها رئيس الوزراء اسحق رابين، انشاء مطار مشترك. حيث كان رابين أثار بحضرة الملك الراحل الحسين حتى قبل التوقيع على اتفاق السلام اقتراح توحيد المطارين في ايلات والعقبة ليصبحا مطاراً مشتركاً يعتمد على المطار في العقبة، ويكون اسمه مطار quot;السلامquot;، وأيّد الحسين الخطة بحماسة.

ونوّهت الصحيفةإلى أن المشروع لم ينفذ ايضاً، وكان من أسباب ذلك معارضة عمال المطار في ايلات وأصحاب الفنادق في المدينة، الذين خشوا ألا ينتقل المسافرون الذين سيهبطون في العقبة الى ايلات. ولم يُجدِ تأييد اربعة رؤساء وزراء للمشروع وتُركت الفكرة في نهاية الأمر. وكتب البروفيسور شمير يقول: quot;أصبح المشروع أثرًا بعد عين، واشارة الى فشل حلم المشاريع كلهquot;.

وقالت (هآرتس) يبدو أنهم في اسرائيل لم يتعلموا من تلك التجربة، أو أن العلاقات مع الاردن لا تهم أحداً وإلا فإنه يصعب أن نفهم القرارات الغامضة في شأن انشاء مطار (رمون) في منطقة تمناع.

ففي تموز (يوليو) 2011 استقر رأي الحكومة على انشاء مطار دولي شمالي ايلات، وفي 9 أيار (مايو) من هذا العام أُقيمت مراسم وضع الحجر الأساسي. وقالت الصحيفة: واذا تجاوزنا المس بكرامة الاردنيين والقضاء على المشروع المشترك بين ايلات والعقبة، فإن ذلك العمل تم دون تنسيق مع الاردنيين.

ويحتاج الى التنسيق حتى لو كان ذلك لكون المطار المخطط له قريبًا جدًا من مطار العقبة، ومن غير تنسيق بين مسارات الوصول الى المطارين قد تنشأ مشكلات أمنية شديدة. واشارت إلى أن التوجه المستكبر لأصحاب القرار في اسرائيل رأى أنه لما كان المطار سيُجعل في داخل اسرائيل، فلا حاجة الى التنسيق.

لا تنسيق

ونقل كاتب التقرير عن مصدر رفيع المستوى في وزارة النقل العام الإسرائيلية قوله: quot;لماذا يجب علينا أن نُنسق معهم، إن الاردنيين لم يروا أي داعٍ ليُنسقوا مع اسرائيل بناء المطار الاردني في العقبةquot;، ورد الكاتب بالقول إن هذه ملاحظة مرفوضة ذلك لأن الأردنيين بدأوا يبنون مطار العقبة قبل التوقيع على معاهدة السلام بنحو ثلاثين سنة.

وتقتبس صحيفة (هآرتس) ما كان صرح به رئيس هيئة تنظيم الطيران المدني الأردنية الكابتن محمد القرعان قائلاً: حسب التفاصيل الموجودة لدينا، فإن الخطة لا تصمد للمعايير الدولية، فالمسافة بين المطار الدولي الاردني في العقبة والمطار الذي تريد اسرائيل بناءَه غير كافية، وقد تُعرض للخطر الطائرات والركاب من الطرفين.

وقال العوران: quot;رفضنا الموقع الذي أرادت اسرائيل أن تُقيم المطار فيه، وأبلغنا الجانب الاسرائيلي، لكن يبدو أنه لم يقبل رأيناquot;. وخلصت الصحيفة إلى القول: quot;يحسُن أن يبدأوا في ديوان رئيس الوزراء النظر في هذه القضية فلم يبقَ لنا اصدقاء كثيرون في المنطقة، وسيكون من المؤسف أن تُبعد عنا عجرفة المشتغلين بانشاء المطار واحدة من آخر صديقاتناquot;.