دعا منظمو الحراك الشعبي في المحافظات العراقية السنية الامم المتحدة الى جلسة عاجلة لبحث انتهاكات حقوق الانسان في العراق، وما قالوا إنها ممارسات غير انسانية يتعرض لها مكونهم بشكل خطير ومتصاعد، وطالبوا المنظمات الحقوقية الدولية بإرسال لجان الى العراق للغرض نفسه.. فيما دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى السيستاني المواطنين الى المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة لإزاحة الفاسدين عن السلطة.

اتهم منظمو الحراك الشعبي في محافظات عراقية غربية وشمالية حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بانتهاكات لحقوق الانسان في العراق، ووجهوا رسالة الى الامم المتحدة يطالبون فيها بعقد جلسة عاجلة لبحث ملف هذه الانتهاكات، ودعوا منظمات حقوق الانسان الدولية الى ارسال لجان للتقصي عمّا قالوا إنها انتهاكات مستمرة يتعرض لها سنة البلاد من قبل حكومة المالكي. واشاروا الى أن المواطنين السنة يواجهون عمليات اضطهاد وتهجير قسري، كما أن شخصياتهم وعلماءَهم يتعرضون لعمليات اغتيال ممنهجة على يد مليشيات طائفية محمية من قبل الحكومة.
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق quot;يوناميquot; نيكولاي ميلادينوف قد اكد في تقرير إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي في 25 من الشهر الماضي أنه quot;رغم أن الرد العسكري على العمليات الإرهابية أمر ضروري، إلا أن هناك حاجة إلى مجموعة من الإستراتيجيات للتصدي بنجاح للظروف التي تشجع على القيام بتلك العملياتquot;. وأضاف أن تلك الإستراتيجيات تشمل تصحيح انتهاكات حقوق الإنسان من خلال ضمان العدالة والتعويض المناسب للضحايا أو أسرهم، بغض النظر عمّن ارتكب تلك الانتهاكات ومتى ارتكبتquot;.
وقد ادت الهجمات اليومية خلال الاسبوع الماضي في عموم العراق الى مقتل حوالي 300 شخص فيما قتل 948 شخصاً في اعمال العنف اليومية خلال الشهر الماضي في امتداد لموجة العنف المتصاعدة منذ نحو سبعة اشهر، بحسب ما افادت ارقام رسمية. ويأتي ذلك مع تصاعد موجة العنف وتزايد سقوط ضحايا في مناطق متفرقة في العراق الذي يعاني من تدهور الاوضاع الامنية، حيث تذكر اعمال العنف الجديدة هذه بالنزاع الطائفي الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2008.
جمعة quot;غدركم بالعلماء يزيدنا اصرارًاquot;
وجددت المحافظات العراقية الغربية والشمالية الست الانبار وصلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك ومناطق في بغداد حراكها الشعبي اليوم الجمعة تحت شعار quot;غدركم بالعلماء يزيدنا اصرارًاquot; في ساحات الاعتصام التي شهدت صلوات موحدة وخطب الجمعة، تابعتها quot;ايلافquot; عبر قنوات فضائية محلية، اكدت المضي في الاحتجاجات حتى تنفيذ مطالب المعتصمين الذين دخلوا يومهم الـ 349 من حراكهم.
وفي خطبة الجمعة بمدينة الفلوجة بمحافظة الانبار الغربية دعا الشيخ فاخر الطائي الحكومة الى كشف قتلة علماء الدين والمليشيات التي تقف خلف ذلك، وخاصة منظم اعتصام المدينة الشيخ خالد الجميلي الذي اغتيل الاسبوع الماضي. وقال إن هذه العمليات لن تثني العراقيين عن بناء بلد خالٍ من التفرقة والتهميش . ودعا اهالي الفلوجة الى اجتماع عام غداً لبحث عمليات استهدافهم وعلمائهم ورموزهم الدينية والسياسية والاتفاق على اجراءات تجنب المدينة عمليات الغدر التي تتعرض لها، بحسب قوله.
اما خطيب مدينة سامراء شمال غرب بغداد الشيخ سفيان محمود، فقد طالب بوضع حد quot;لقتل العلماء من أئمة وخطباء اهل السنة والجماعةquot; . وقال quot;إن ما يتعرض له اهل السنة والجماعة وعلماؤهم وخطباؤهم من قتل يومي هو ابادة من قبل المليشيات، quot;داعيًا الامم المتحدة الى quot;عقد اجتماع طارئ لمناقشة ملف انتهاكات حقوق الانسان في العراق، والذي يتعرض له المكون السني خاصة quot;. واتهم الشيخ محمود بعض السياسيين السنة الذين لم يسمِهم بالتخاذل والتواطؤ مع من يقتلون ابناء المكون السني، وقال إن quot;هذه وصمة عار في جبينهم، ولن تدوم لهم الاموال والمناصب مهما طالت الايام والسنون quot;.
وفي الرمادي عاصمة محافظة الانبار، طالب خطيب الجمعة الشيخ مصطفى غالب الكربولي بتشكيل لجان شعبية وفتح باب التطوع في المحافظات الست للدفاع عن المدنيين ضد المليشيات واعادة الامن الى المناطق التي تشهد خروقات امنية من قبلها . واشار الى أن الهدف من تشكيل هذه اللجان الشعبية هي للدفاع عن المدنيين من بطش المليشيات وتوفير الامن للمواطنين، اضافة الى الاجهزة الامنية المطالبة كذلك بالدفاع عن المؤسسات الحكومية .
واتهم الخطيب المليشيات المسلحة بقتل اكثر من 400 عالم دين والفي استاذ جامعي وحوالي 200 من شيوخ العشائرفي عمليات، قال إنها تمثل حربًا على الله ورسوله. واكد استمرار الحراك الشعبي في ساحات الاعتصام حتى تحقيق مطالب المعتصمين المشروعة المتعلقة باطلاق المعتقلين وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة والغاء القوانين التي تضطهد المواطنين.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة quot;منتهكي أعراضquot; السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدار عفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
السيستاني يدعو للمشاركة في الانتخابات للتخلص من المفسدين
دعا معتمد للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني المواطنين الى المشاركة في الانتخابات العامة المقبلة لإزاحة الفاسدين عن السلطة.
وقال السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة بمدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن العراق يحتاجحملة واسعة لتثقيف المجتمع بأهمية المشاركة في الانتخابات التي دعا جميع العراقيين للتصويت فيها من اجل ازاحة الفاسدين، رافضًا تبريرات وجودهم للعزوف عن الاقتراع.
واشار الى أن الانتخابات تحفظ المجتمع من الدكتاتورية والقمع والمشاركة فيها تكفل ايصال المخلصين واصحاب الكفاءات الى تولي امور الناس وتلبية احتياجاتهم. وقال إن هناك ثقافة ليست لها علاقة بطبيعة النظام السياسي وانما لها علاقة بتثقيف المجتمع الذي قد يتأثر خصوصًا من الانظمة القمعية . وقال quot;نريد أن نضع آلية تمنع اجيالنا من الوقوع في الدكتاتورية والسجن والقمع والارهاب،والانتخابات عبارة عن الية تحفظ المجتمع من كل هذه الامورquot;.
ويوم الثلاثاء الماضي قالت منظمة الشفافية الدولية إن العراق واحد من اكثر عشر دول في العالم وجاء رابعًا من بين هذه الدول بعد الصومال والسودان وليبيا وفقًا لمؤشر الفساد التابع للمنظمة لعام 2013.
ويصنف مؤشر الفساد الدول وفقًا لمستويات الفساد في القطاع العام فيها، وضمت القائمة 177 دولة تحتل فيها الدولة الاكثر فسادًا المركز الاخير والاقل فسادًا المركز الاول.
واكدت المنظمة عزمها على تحقيق وجود لها في العراق للوقوف ميدانياً على مدركات الفساد في البلاد وتأشير مستوياته. وقال كريستوف ويلكي، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، إن quot;منظمة الشفافية الدولية مستعدة تماماً للتعاون مع مختلف الأطراف العراقية المعنية بمكافحة الفساد وتحقيق الشفافيةquot;. واضاف أن quot;المنظمة وقفت عن كثب، من خلال أول زيارة لوفد عراقي إلى مقرها في برلين، على طبيعة الفعاليات التي تقوم بها هيئة النزاهة إزاء المشكلة الكبيرة المتمثلة بالفساد في العراقquot;.