فاز الاردن بعضوية غير دائمة لمجلس الامن بعد ان صوتت الجمعية العامة للامم المتحدة خلال اجتماعها الجمعة وحصل على أغلبية 178 صوتا.
وسيتولى المقعد في الأول من يناير/ كانون الثاني 2014 لمدة عامين. وكان الأردن ترشح للمقعد بعد اعتذار المملكة العربية السعودية عن ذلك، وعدم تقدم دولة الكويت لشغله.
وهذه هي المرة الثالثة التي يشغل فيها الأردن المقعد غير الدائم، حيث كانت المرتان الأولتان بين عامي 1964 - 1965 و1982 -1983.
واعتذرت السعودية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عن شغل المقعد ردا على ما وصفته بـquot;عجز مجلس الأمن عن معالجة الأزمات في الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السوريةquot;. وترأس ناصر جودة وزير الخارجية ناصر جودة وفد الأردن لجلسة التصويت.
مشاورات دبلوماسية
وأمضت الدبلوماسية الأردنية فترة الأسبوعين الماضيين في مشاورات واسعة مع دول عديدة يتقدمهم وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والدول العربية المعنية داخل المجموعة وأمين عام الجامعة العربية من أجل كسب التأييد للمقعد الشاغر.
وكان قرار ترشيح الأردن لشغل المقعد الشاغر بعد المشاورات التي أجراها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والأشقاء في المملكة العربية السعودية وعدد من الرؤساء العرب وغيرهم من قادة دول العالم.
وبعد أن ضمن الأردن نسبة عالية لصالحه، اجرى وزير خارجيته ناصر جودة مكالمة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قبل أسبوع أبلغه فيها بأن المملكة تقدمت رسميا بطلب ترشيح للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن.
نهج متزن
ويشار إلى أن وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني صرح الخميس بأن ثقة العالم باعتدال واتزان السياسة الخارجية الاردنية تعود الى قيادتها الهاشمية الحكيمة منذ تأسيس الدولة الاردنية.
وأضاف في تصريح نقلته وكالة الانباء الاردنية (بترا) أن إحدى ميزات الدولة الاردنية السياسة الخارجية التي انتهجتها بما شكل تعزيزا لقوة الدولة ومنعتها واستقرارها وحضورها على المستويين الاقليمي والعالمي.
وأشار الى أن ترشح الاردن للعضوية غير الدائمة في مجلس الامن عن مجموعة دول اسيا والمحيط الهادئ للفترة 2014 / 2015 والتأييد الذي حظي به من قبل الكثير من الدول تأكيد على مصداقية النهج الاردني ووسطيته واعتداله في كل المجالات بما فيها السياسة الخارجية.
وأكد المومني على أن جهود الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الدائمة في المحافل الدولية في الدفاع عن القضايا العربية ومن بينها القضية الفلسطينية وسعيه لإحلال السلام والاستقرار في جميع انحاء العالم وضع الاردن على خريطة السياسة العالمية بحيث أصبح الاردن أحد اركان السلام والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع.
الأمن والاستقرار
وحث المومني القوى الكبرى على دعم نهج الامن والاستقرار والسلام في منطقة الشرق الاوسط والتركيز على قضايا التنمية والتحديث والمساهمة في صياغة المستقبل الزاهر لشعوب المنطقة.
ولفت الناطق الرسمي الى ان الاردن بحكم التزامه المطلق بالمبادئ التي قامت عليها منظمة الامم المتحدة وبدور مجلس الأمن المطلوب في هذا المجال، سعى ويعمل جاهدا للحفاظ على هذه المبادئ وتحقيقها.
وتطرق وزير الدولة للاعلام الى مشاركة الاردن القوية والفاعلة في عمليات حفظ السلام بشتى أنحاء العالم وجهوده الدؤوبة لتحقيق الامن والسلام في منطقة الشرق الاوسط والتي تشكل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة العنصر الاساسي فيها.
وفي الختام، أوضح وزير الدولة لشؤون الاعلام ان الاردن يدرك حجم المسؤولية السياسية والدبلوماسية التي سيضطلع بها حال انتخابه وهو مصمم على العمل بفاعلية مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن على احقاق مبادئ الأمم المتحدة وقيمها الانسانية وتأكيد أولوية قضايا الأمن والسلام العالميين على اجندة البحث الأممي بما يحقق مقومات السلام والاستقرار.