أعلن وزير الخارجية البريطاني التزام بلاده القوي بأمن الخليج، كما جدد التأكيد على أن الحل السلمي في سوريا يتطلب مغاردة بشار الأسد المشهد السياسي.


نصر المجالي: قال زير الخارجية البريطاني هيغ في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في الكويت الجمعة إن quot;بيان مؤتمر جنيف 1، يدعو الى تشكيل حكومة انتقالية أو هيئة حكم انتقالية يتم التوصل اليها من خلال الاتفاق المتبادل ما يعني أن جميع الأطراف عليها أن تتفق على شكل هذه الهيئة وتركيبتها.

وأضاف وزير الخارجية البريطاني أنه quot;من الصعب بعد كل هذه الأحداث التي جرت في سوريا أن توافق المعارضة على مشاركة بشار الأسد في المرحلة الانتقاليةquot; مشيرا الى أن بقاء الأسد في السلطة يشكل عائقا أمام السلام.

وبين أن بريطانيا وبلدان غربية quot;التي أعرف مواقفها لا أظن أنها تدعم الأسد في موقعهquot;، مضيفا أن المملكة المتحدة quot;تدعم وتقر بأن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة ممثل للشعب السوري وندعو المجموعات الأخرى في سوريا الى دعم الائتلاف الوطني ولا ندعم مجموعات أخرى لاسيما المتطرفة منهاquot;.

لا مستقبل لبشار

وقال إن quot;من المستحيل حل النزاع السوري في ظل وجود الأسد في الرئاسة فلا بريطانيا ولا أي بلد آخر يمكنه ضمان الحال عند مغادرته، ولكن يمكن القول ان الحل يتحقق برحيل الأسد فلا يمكن لرئيس أن يبقى في منصبه بعد القتل والقمع الممارس من قبل نظامه ولا مجال لتوحيد بلد تحت راية الأسدquot;.

وأعرب هيغ عن أمله في أن يحقق مؤتمر المانحين الثاني الذي تستضيفه الكويت الشهر المقبل نجاحا أكبر مما حققه المؤتمر الأول الذي استضافته الكويت أيضا في شهر يناير/ كانون الأول الماضي.

وأكد هيغ أن بلاده ملتزمة في هذا المجهود لدعم اللاجئين السوريين، معلنا عن تعهد بريطانيا بتقديم خمسة ملايين جنيه استرليني كمساعدات للشعب السوري داخل سوريا، وفي البلدان المجاورة التي تستضيف اللاجئين مضيفا انه تمت مناقشة الدعم المشترك لمؤتمر (جنيف 2) والتقدم السياسي في سوريا من أجل تعبيد الطريق أمام حل سياسي يوقف سفك الدماء هناك.

ايران والغرب والخليج

وأضاف وزير الخارجية البريطاني: تحدثنا مع الجانب الكويتي عن الاتفاق الاخير بين الغرب وايرانـ بشأن ملفها النووي، وهذه الخطوة ايجابية، شاركت فيها المملكة المتحدة. وكذلك العلاقات بين ايران والغرب وجيرانها، وهذا يحول دون انتشار الاسلحة النووية في العالم، ونأمل في ان نتمكن من متابعة هذا الطريق، وضمان التوصل الى حل نهائي في هذا الملف.

وبشأن الالتزام مع شركائهم في الخليج، قال هيغ: quot;ان التزامنا قوي جدا، ولن يتغير اي شيء في هذا الالتزام، بل اننا نعمل على توثيق التعاون في مجال الامن والعلاقات الخارجية والسياسية الخارجية مع شركائنا في الخليج، وهذا يدفعنا للنظر بتفاؤل الى علاقة الصداقة القوية بين المملكة المتحدة والكويت، وهي علاقة - ايضا - موسّعة ومعمّقة من خلال العلاقات الوثيقة التي نبينها في مختلف المجالات الحياتية، وفي مختلف المستويات السياسية، سواء تعلق الامر بالطلبة الذين يدرسون في بريطانيا او رجال الاعمال، الذين يتنقلون بين بلدينا ويحققون نفعا كبيرا في التجارة، وهذا ما وجدناه في الاعوام الماضية، وكذلك من خلال تزايد عدد الكويتيين الذين يزورون بريطانياquot;.

وبشأن المفاوضات بين بريطانيا وايران بخصوص الملف النووي ان كانت تطرقت الى الملفات الاخرى في المنطقة، قال وزير الحارجية البريطاني quot;هذه المفاوضات لم تتطرق الا الى الملف النووي، وتوصلنا الى اتفاق بهذا الخصوص. بالطبع، نأمل في ان تحصل تغييرات اخرى في سياسة ايران الخارجية، ولكن هذا لم يكن مشمولا بمحادثات جنيف التي ركزت بشأن حصري على الموضوع النووي، ونحن سنحاول أن نحسِّن علاقتنا مع إيرانquot;.

علاقات حذرة

وما إذا كانت بريطانيا واثقة من عودة العلاقات مع إيران، قال هيغ quot;لقد بدأنا بإعادة العلاقات الدبلوماسية بمستوى متدنٍ حالياً، فمنذ سنتين تعرّضت سفارتنا في طهران لاعتداء، ولم تكن الظروف ملائمة لافتتاح سفارة هناك مجدداً، وذلك تم اقفال السفارتين في كلا البلدين منذ ذاك الحين، واتفقنا على وجود مسؤول عن الشؤون السياسية، ولكنه غير مقيم في إيران وسنستمر في محاولة تحسين العلاقات، وذلك بشكل تدريجي وخطوة تلو الأخرى وبشكل حذر، بحيث نتمكن من مناقشة كل الأمور الأخرى التي نحتاج لمناقشتها مع إيران، وهذا يشمل كثيراً من المسائل المرتبطة بالعلاقات الخارجية التي نختلف في كثير منها، ومن المهم جداً ان نناقشهاquot;.

منظومة أمنية

وحول ما اذا تبلورت منظومة امنية مشتركة بين الكويت وبريطانيا علّق هيغ بالقول: quot;لا يوجد اعلان جديد، وقد قدمت ملاحظتي بما يتعلق بتعزيز التعاون الامني على مختلف المستويات، ونحن ملتزمون بالقيام بذلك مع دول الخليج والكويت، ولكن الامر يتطلب المزيد من النقاشات بين الحكومتين، غير ان الامن الوطني لكلا البلدين هو في مصلحة الآخرquot;.

وقال وزير الخارجية البريطاني: quot;كان من دواعي سروري ان اشهد اعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بان الكويت ستكون جزءا من خطة التأشيرات الجديدة التي ستسمح للكويتيين التقدم بطلبات الحصول على التأشيرة الالكترونية قبل 48 ساعة من دخول البلد وسيكون ذلك بشكل مجانيquot;.

وختم هيغ: quot;وسنقوم بإطلاق هذا المشروع في بلدان اخرى، حيث الزوار ادنى عددا من الكويتيين، وسنطبق هذا النظام في وقت لاحق من عام 2014 عندما نتأكد من عمل هذا النظام بشكل جيد بالنسبة إلى بريطانيا، ونتأكد انه يعمل كما يلزم من دون اي مشاكلquot;، مؤكدا: quot;نحن ملتزمون بهذا النظام الجديد، وعلى ثقة أنه سيساعد عشرات الآلاف من الزوار الكويتيينquot;.