قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده لن تذرف الدموع على رحيل الرئيس السوري بشار الاسد لكنها تخشى من قيام إمارة إسلامية تخلفه. وأكد زيباري دعم العراق للتطلعات المشروعة للشعب السوري واحترام إرادته في تقرير مصيره وقيامه بعملية التحول الديمقراطي السياسي، وفند بشدة مقولات إن إيران تحتل العراق وتهيمن على قراره السياسي.


لندن: قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال جلسة حول quot;الأزمة السورية وتأثيرها على المنطقةquot;، في منتدى المنامة للحوار الأمني في البحرين، إن العراق لا يدعم الرئيس السوري بشار الأسد ولن يذرف الدموع على رحيله، لكنه أشار إلى الخشية من قيام quot;إمارة إسلاميةquot; في سوريا تخلف نظامه، ما سيضطر العالم للتعامل معها.

وقال إنه تم إبلاغ الإيرانيين بأن العراق ليس جزءًا من النزاع في سوريا، ولن يقدم أية أسلحة لأي طرف فيها، ونفى وجود أية قوات مسلحة عراقية على الأراضى السورية. ووصف زيباري أهداف الشعب السوري بـالمشروعة في تغيير النظام لكنه حذر من قيام إمارة إسلامية في سوريا نتيجة ازدياد اعداد المتطرفين في صفوف المقاتلين ضد النظام.

وحذر من quot;تشكيل إمارة إسلامية في سوريا صعبة المراس لا يمكن السيطرة عليهاquot;، كما نقل عنه بيان صحافي للخارجية العراقية الليلة الماضية. وأشار إلى أنّ انتشار ما اسماه بداء المجاميع المتطرفة بين ثوار سوريا يزيد من احتمالية تشكيل اقليم يحكمه المتطرفون في قلب المنطقة.

شارك في الندوة إضافة إلى زيباري كل من الامير تركي الفيصل، رئيس المخابرات السعودية، سفير الرياض في واشنطن سابقًا، والسيناتور توم كين من الولايات المتحدة الأميركية، والشيخ مـحمـد الصباح وزير خارجية الكويت السابق، وبحضور عدد غفير من اعضاء المنتدى من ممثلي الدول والفعاليات الامنية والسياسية ومراكز الابحاث، وجرى خلالها بحث قضايا حيوية تتعلق بأمن الخليج لاسيما الاتفاق النووي الانتقالي الإيراني الدولي، وكذلك موقف المشاركين من الازمة السورية ومن مؤتمر جنيف2 المزمع عقده في أوائل العام المقبل.

وحذر من أن الشروط المسبقة من أي جانب ستكون معطلة للعملية ولا بد من التعامل الايجابي مع المؤتمر والايمان بغياب الحل العسكري للازمة السورية، quot;وفي النهاية فإن الشعب السوري هو من يقرر مصيره ولا يحل مشكلة سوريا غير السوريين انفسهم وأن المؤتمر مخصص لجميع ممثلي النظام والمعارضة للاتفاق على المرحلة الانتقاليةquot;.

وأكد موقف العراق الداعم للتطلعات المشروعة للشعب السوري واحترام ارادته في تقرير مصيره وقيامه بعملية التحول الديمقراطي السياسي بارادة سورية، وعبر عن ادانة العراق للارهاب والتطرف والعنف.. وأشار إلى جهود الحكومة وحكومة اقليم كردستان في استضافة حوالي 230 الف لاجئ سوري.

وعرض زيباري رؤية الحكومة العراقية وتأييدها لانجاز الاتفاق النووي المرحلي للدول الكبرى مع إيران quot;لأن من شأن ذلك أن يسهم في تخفيف التوتر والعمل على التعاون لازالة مصادر التوتر ودعم الاستقرار في منطقة الخليج والعالمquot;، كما قال. وأشار إلى أن هذا الاتفاق مرحلي ويتطلب إجراءات بناء ثقة فاعلة للتحقق من التزامات الاطراف للتوصل إلى اتفاق شامل بعد ستة اشهر. وقال quot;إن هذه الاشهر هي فترة اختيار للتحقق من نوايا الاطرافquot;.

وأوضح الوزير أن رؤية العراق حول الازمة السورية تشير إلى عدم وجود حل عسكري وحسم الازمة العسكرية، وشدد على أن الحل المطروح هو الحل السلمي والتسوية التفاوضية بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2 واهمية مشاركة جميع الدول المهتمة بالشأن السوري، ولاسيما المملكة العربية السعودية وإيران. وأضاف أن مؤتمر جنيف 2 قد لا يؤدي إلى حلول سحرية للازمة لكنه سيوفر اطارًا سياسيًا للتحاور بين ممثلي النظام والمعارضة للتفاوض والاتفاق على المرحلة الانتقالية.

وفند وزير الخارجية العراقي طروحات بعض المشاركين في المنتدى باحتلال إيران العراق وتمليكه، مشددًا على أن العراق هو سيد نفسه وقراراته ولا تستطيع أي دولة أن تحتكر قراره السياسي، فهو يملك نفسه وسيد نفسه... ثم اجاب الوزير على عدد من اسئلة الحضور في الجلسة التي ادارها السيد جون جيبمان، المدير العام للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

وعلى هامش المنتدى، التقى زيباري في المنامة مع الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع السعودي، حيث تم بحث العلاقات العراقية السعودية والحاجة إلى العمل على تطبيعها، لما فيه فائدة ومصالح الشعبين وأمن المنطقة، والتأكيد على اهمية دور المملكة العربية السعودية في القضايا العربية والإسلامية والعالمية والإقليمية، كما قال بيان صحافي للخارجية العراقية. كما جرى التركيز على الحاجة إلى تعزيز التشاور والتعاون للتصدي للتحديات الاقليمية وتعزيز اجراءات بناء الثقة المتبادلة بين البلدين وتعزيز الاعتدال في المنطقة.

وقد أكد زيباري على حرص العراق للانفتاح على المملكة العربية السعودية، وفق مبادئ المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وعدم التدخل، وجرى التأكيد على وجود فرص حقيقية ومن منطلق مصالح البلدين للتعاون في مسائل أمن الحدود وتنشيط التجارة والتعاون المشترك في مكافحة الارهاب و التطرف. ووصل زيباري إلى البحرين الثلاثاء الماضي في زيارة رسمية لتعزيز الروابط الثنائية بين البلدين.