حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن العراق يواجه تحديات خطيرة على مختلف الأصعدة، مؤكدًا تصميم الدولة على ملاحقة جميع المتمردين والمليشيات حتى آخر رجل، وإفشال محاولات مخابرات أجنبية لاختراق المجتمع العراقي.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة له خلال حفل تخرج 2639 ضابطًا لجهاز الامن الوطني في قاعدة النعمانية العسكرية في محافظة واسط ( 160 جنوب بغداد) اليوم بعد أن تم تدريبهم لمدة أربعة أشهر ممثلين لمختلف محافظات البلاد، قال إن هذه الدورة من الضباط ستكون أساسًا في بناء جهاز امن وطني ستتبعها دورات اخرى لبناء جهاز قادر على ردع كل من يتجاوز على العراق وشعبه.

وأضاف أن العراق يواجه تحديات على مختلف الاصعدة الامنية والسياسية والاقتصادية، الامر الذي يتطلب رجالاً متميزين يضحون من اجل بلدهم وشعبه وحماية الامن الوطني.

وشدد على المتخرجين ضرورة العمل باخلاص على ردع كل من يتجاوز على حرمة العراق وسيادته ومنع من يريد خرق حرمة هذه السيادة.. ودعاهم الى ملاحقة جميع الخارجين على القانون وعلى امن البلاد من دون تمييز على اساس القومية أو المذهب أو الطائفة أو الحزب وأن يكون العراق هو الهدف وليس هذه التقسيمات، وذلك من اجل بناء دولة عراقية امنة.

وأكد على ضرورة نسيان هذه العناوين التقسيمية لصالح الشعب وعدم التحيز لانتماءاتهم في تنفيذ الدستور والقانون وأن يبقى الانتماء الوحيد هو للوطن وحماية سيادته وامن مواطنيه.

وطالب المالكي المتخرجين بضرورة التعامل مع المواطنين انطلاقًا من الحفاظ على حقوق الانسان وحماية كرامة وممتلكات وحقوق العراقيين، وكذلك التصدي بفاعلية وحزم لمحاولات اختراق اجهزة مخابرات اجنبية لم يسمِها لنسيج المجتمع العراقي، مشيرًا إلى أنّ هذه من ابرز المعارك التي يخوضها العراق حاليًا من اجل حماية امنه وخططه.

وقال إن حكومته تريد جهاز امن وطني داخلي قائماً على العلم والثقافة الامنية على طريق نهضة العراق امنيًا وسياسيًا واقتصاديًا وعمرانًا وانسانية. وأكد المالكي أن quot;الحكومة متوجهة نحو البناء بجميع أشكاله، ومن بينها بناء الجيش وتسلحيه بشكل يضمن حماية الوطن وليس الاعتداء على جهات الخارج، كما يتصور البعضquot;.

وشدد المالكي في الختام بالقول إن زمن وجود المليشيات والخارجين على القانون قد انتهى، فلا وجود لعصابات وخارجين على القانون ومليشيات بعد الآن quot;وسنلاحقهم حتى آخر متمرد على أمن البلد ودستورهquot;. ثم قام المالكي بتلقين الضباط المتخرجين بالقسم الذي نص على تعهدهم بالله على عدم التمييز بين المواطنين على اساس القومية والطائفية والحزبية والمذهبية والتعامل معهم وفق مبادئ حقوق الانسان.

وجاءت تحذيرات المالكي هذه، وتصميمه على القضاء على المتمردين في وقت ادت الهجمات اليومية خلال الاسبوع الماضي في عموم العراق الى مقتل حوالي 300 شخص فيما قتل 948 شخصاً في اعمال العنف اليومية خلال الشهر الماضي في امتداد لموجة العنف المتصاعدة منذ نحو سبعة اشهر، بحسب ما افادت ارقام رسمية.

ويأتي ذلك مع تصاعد موجة العنف وتزايد سقوط ضحايا داخل منازلهم في مناطق متفرقة في العراق الذي يعاني من تدهور الاوضاع الامنية، حيث تذكر اعمال العنف الجديدة هذه بالنزاع الطائفي الذي ضرب البلاد بين عامي 2006 و2008.

ويشهد العراق منذ نيسان (ابريل) الماضي تصاعدًا في اعمال العنف التي يحمل بعضها طابعًا طائفيًا، حيث دفع استمرار العنف رئيس الوزراء نوري المالكي الى مناشدة المجتمع الدولي المساعدة في محاربة الارهاب الذي بلغ اسوأ معدلاته منذ عام 2008، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في الثلاثين من نيسان المقبل.