بدأت تظهر في العراق ملامح التحالفات السياسية للانتخابات المقبلة وسط دعوات لإبعادها عن استغلال السلطة والمال العام... فيما أعلنت السلطات عن صدّ هجوم لمجاميع مسلحة قادمة من سوريا على متن 20 عجلة و15 دراجة نارية وإرغامها على التراجع إلى عمق الاراضي السورية.


لندن: مع اقتراب انتهاء الفترة التي حددتها المفوضية العليا للانتخابات العراقية لتسجيل الائتلافات الانتخابية يوم غد الثلاثاء فقد بدأت تظهر ملامح أولية لخريطة هذه الائتلافات التي ستخوض الانتخابات البرلمانية العامة المقررة في 30 نيسان (أبريل) المقبل بالاعلان في بيانات وتصريحات صحافية تسلمت quot;إيلافquot; نسخة منها الاثنين عن تشكيلات جديدة وخوض 277 كيانا سياسيا لهذا السباق الانتخابي منفردة بالترافق مع نفي نواب الالتحاق بقوى بعينها استعدادا للاقتراع العام الذي يحق لـ 21 مليونا و400 الف عراقي المشاركة فيه.

لا لاستغلال السلطة والمال العام

ودعا التيار الصدري بزعامة رجل الدين مقتدى الصدر إلى ابعاد الانتخابات البرلمانية عن استغلال السلطة والمال العام لصالح الاحزاب والقوى المتنفذة في الحكم. وقال رئيس كتلة الاحرار النيابية التابعة للتيار الصدري بهاء الاعرجي جميع الكتل السياسية التي ستخوض الانتخابات إلى أنّ يكون تنافسها الانتخابي على اسس شريفة بعيدا عن استغلال السلطة والاموال العامة.

وانتقد الاعرجي ما أسماها بكتلة بعينها في إشارة إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي قد بدأت في الآونة الاخيرة استغلال سلطاتها الدستورية لتسقيط الآخرين سياسيا من خلال quot;ايجاد بعض الملفات المفبركة او اطلاق بعض التصريحات العدائية التي عرفها جميع العراقيين وغدت لا تنطلي عليهم بل اكثر من ذلك كانت مردوداتها سلبية على الجهة التي أطلقتهاquot; في إشارة إلى صدور مذكرتي اعتقال ضده والنائب الصدري ايضا جواد الشهيلي بتهم فساد وتلاعب بالاموال العامة وتفعيل مذكرة قبض ثالثة صادرة عام 2007 ضد النائب الصدري جواد الحسناوي.

وطالب الأعرجي القيادي الصدري الادعاء العام بمراقبة استغلال السلطة والمال العام في الانتخابات وإصدار مذكرات اعتقال بحق نواب لتشويه سمعتهم واتخاذ الإجراءات الكفيلة بايقافها و محاسبة من يقوم بها.. مشددا على ضرورة مراقبة الاموال التي ستنفق على الدعاية الانتخابية ومعرفة مصادرها.

علاوي يخوض الانتخابات منفردًا

واكدت القائمة الوطنية التي يتزعمها أياد علاوي خوضها الانتخابات منفردة وأوضحت عضو القائمة إنتصار علاوي ان اجتماعات وحوارات القائمة الوطنية في عمان حاليا هي من أجل التحضيرات النهائية لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، وليس من أجل الانضمام إلى اي تيار آخر.

وأضافت علاوي ان القائمة الوطنية ستخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة منفردة ولم تتحد لغاية الآن مع أية قائمة أو كتلة أو حتى تيار جديد. وأشارت في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء إلى أنّ هناك محاولات من البعض للإئتلاف مع الوطنية ولكن أياد علاوي يرفض الإئتلاف معها لأن الوطنية ستضم نخبا وكفاءات وطنية سيكون ولاؤها للوطن والشعب.

حسن العلوي لم يحسم أمره

وعلى الصعيد نفسه، اعتبر النائب المستقل حسن العلوي ان الحديث عن خوضه الانتخابات ضمن قائمة التيار الصدري امر مبكر وسابق لأوانه. وقال في بيان صحافي تسلمته quot;أيلافquot; ان بعض وسائل الإعلام العراقية تداولت خبرا حول ترشيحه ضمن قائمة التيار الصدري في الانتخابات المقبلة في وقت لم يصدر اي بيان او يدلي بتصريح حول مسألة الترشيح مؤكدا ان هذا الامر quot;مبكر وسابق لأوانهquot;. لكنه أكدتقديره واعتزازه بالتيار الصدري وهو ما أشار إلى أنّه عبر عنه في أحاديثه المتلفزة وما دونه عنهم في ما يكتبه.

وتوقع العلوي انحسار أعمال العنف في البلاد بعد الانتخابات التشريعية المقبلة وأشار إلى أنّ العراق سيدخل بعد هذه الانتخابات عصرا جديدا من السلم الأهلي والوحدة والوطنية وانحسار العنف الدموي بعد القضاء على اسبابه' معتبرا ان العنف اليوم سياسي quot;ولابد من كبح جماحه بطرق سياسية لا عسكرية وهذا ما سيحدث خلال المرحلة المقبلة.

وطالب الكتل السياسية بخوض الانتخابات بشكل نزيه من اجل ان تقدم للمنطقة نموذجا للديمقراطية الناشئة في العراق.. وشدد على ضرورة تقليص مساحات الخصومة لصالح التفرغ لخدمة الناس وعدم بذل اي جهد خارج اطار إعادة الاعتبار للعراق واستعادة دوره الكبير الذي يليق باسمه وتاريخه بحسب قوله.

عرب كركوك يعلنون ائتلافا انتخابيًا

وأعلن عرب محافظة كركوك الشمالية المتنازع عليها اليوم عن تحالف انتخابي اطلق عليه quot;ائتلاف عرب كركوكquot; للمشاركة في الانتخابات وقال رئيس اللجنة التحضرية للائتلاف الشيخ اسماعيل الحديدي السعي للانفتاح على الجميع وضم جميع القوى والشخصيات العشائرية والتوجهات السياسية. وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) ان الخيار المقبل هو تحقيق
وحدة المكون العربي وتبني الحوار ومشاركة الجميع.

ومن جانبه اكد رئيس الائتلاف الشيخ عبد الرحمن منشد العاصي التمسك بعراقية كركوك وعدم التنازل عنها وعن وحدة المكون العربي.. وقال quot;هدفنا هو اختيار ممثلين للعرب بعيدا عن دعاة المناصب والمصالح فقضيتنا اكبر من كل هذا وهدفنا هو الحفاظ على وجودنا وحوارنا. اما راكان سعيد الجبوري نائب محافظ كركوك فقد أشار إلى أنّ ابناء المكون العربي ملزمون بالمشاركة بقائمة موحدة والعمل من اجل اعادة اعمار المحافظة ومعالجة مشكلة البطالة وتقوية المشتركات التي تدعم وحدة اهالي كركوك.

الشيوعي يتنافس ضمن ائتلاف ديمقراطي ليبرالي

أما الحزب الشيوعي العراقي فقد أعلن عن خوضه الانتخابات ضمن ائتلاف انتخابي يحمل اسم quot;التحالف المدني الديمقراطيquot; يضم إلى جانبه قوى للتيار الديمقراطي وأحزابا وشخصيات ديمقراطية ليبرالية. وقال عضو المكتب السياسي للحزب جاسم الحلفي ان حزبه quot;كان وما زال وسيبقى ضمن التيار الديمقراطي الذي اشترك في انتخابات مجالس المحافظات بقوائم التحالف المدني الديمقراطي وتمكن من الحصول على 11 مقعداquot;.

واكد مضي الحزب في النهج نفسه الهادف إلى تعزيز هذا التحالف وتوسيعه بقوة مدنية وشخصيات سياسية واجتماعية تتبنى موضوع الدولة المدنية الديمقراطية وتؤمن بدولة المواطنة والضمانات الاجتماعية. وقال في بيان صحافي quot;سنخوض الانتخابات باسم التحالف المدني الديمقراطي امام كتل فشلت في مشروعها الطائفي وتحاول مجدداً خوض الانتخابات على اساس دولة مدنية ديمقراطية لكن اساس فكرها هو طائفي.

وأشار إلى أنّ التحالف يضم مكونات التيار الديمقراطي مثل الحزب الشيوعي والحزب الديمقراطي والحزب الديمقراطي الاول والحركة الاشتراكية العربية وحزب الامة وحزب العمل الديمقراطي وحزب الشعب وابناء الحضارة ومكونات اخرى اضافة إلى شخصيات مستقلة تشكل نخبة نوعية من السياسيين الديمقراطيين الذين لم تتلطخ ايديهم بالفساد والدم العراقي ومواقع عملهم تشهد بالنزاهة والقدرة والكفاءة والحرص على المشروع المدني الديمقراطي بحسب قوله.

وكان قد اعلن امس في بغداد عن تحالف قوي بين ائتلافي رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك لخوض الانتخابات العامة المقبلة بائتلاف موحد. وقال النائب حيدر الملا عن جبهة الحوار الوطني بزعامة المطلك ان اسامة النجيفي زعيم ائتلاف متحدون وصالح المطلك زعيم ائتلاف العراقية العربية قد اتفقا على تشكيل ائتلاف جديد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة يحمل اسم quot;الاتحادquot;.

وتأتي هذه التطورات في وقت خسر رئيس الوزراء نوري المالكي حليفين برلمانيين رئيسين قررا النأي بأنفسهما عنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في 30 نيسان المقبل متهمين اياه بمحاباة الاقارب وبالفشل على الصعيد الامني.

واتهم القياديان في ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي سامي العسكري وعزت الشابندر لدى اعلان استقالتهما من الائتلاف المالكي بممارسات طائفية وفشل أمني. وقال الشابندر للصحافيين في بغداد ان quot;عاما واحدا يشكل فترة كافية لشخص حتى يتغيرquot; مضيفا ان المالكي quot;وطني وليس طائفيا، لكن تكتيكاته الامنية وضعته في موقف طائفيquot;.

بغداد: صد هجوم لمسلحي داعش عبر الحدود مع سوريا

وقالت وزارة الداخلية العراقية الاثنين ان مجاميع إرهابية حاولت الهجوم على قاطع مغاوير القيادة الثالثة ضمن قاطع حرس الحدود المنطقة الثانية وعلى مخفر ذي قار تحديداً مستخدمة 20 عجلة دفع رباعي مسلحة و15 دراجة نارية وتم التصدي لهم بجميع الاسلحة من قبل القطعات العسكرية في المنطقة. وأوضحت ان معركة استمرت ساعتين بين القوات العراقية والمجموعة المهاجمة بقيادة قائد حرس حدود المنطقة الثانية حيث تم ارغام المهاجمين الارهابيين على التراجع إلى عمق الاراضي السورية.

ويأتي ذلك بعد ساعات من اعلان الداخلية عن إحباط محاولة تسلل مهربين ومسلحين من سوريا إلى العراق وبالعكس عبر المناطق الحدودية المشتركة. وتتخذ القوات العراقية اجراءات مشددة على طول الحدود المشتركة مع سوريا البالغ طولها حوالى 650 كيلومترا لمنع تسلل المسلحين من عناصر دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; عبرها حيث تصاعد العنف في العراق خلال الاشهر الستة الاخيرة متأثرا بالنزاع السوري المسلح.

واليوم انطلقت حملة أمنية واسعة في محافظة الانبار الغربية وعلى طول الطريق الدولي لغاية الحدود العراقية مع سوريا وذلك بمشاركة قوة امنية كبيرة مشتركة من الجيش والشرطة بهدف تعقب الجماعات المسلحة التي تنتشر في صحراء الانبار.

وسجل العنف في العراق مؤخرا أعلى مستوياته منذ خمس سنوات حيث تتعرض بغداد ومدن عراقية اخرى لتفجيرات بشكل يومي تقريبا وأشارت الأمم المتحدة إلى أنّ أكثر من ثمانية الاف شخص قتلوا منذ بداية العام الحالي.

ونفذ المسلحون ومعظمهم على صلة بتنظيم القاعدة العديد من التفجيرات الضخمة في العراق خلال الاشهر الاخيرة حيث شدد التنظيم قبضته على مناطق في أنحاء العراق منذ تصاعد حدة الأزمة في سوريا وانسحاب القوات الاميركية من العراق في نهاية عام 2011.

وأمس الاحد قالت الشرطة العراقية إن تفجيرات بسيارات ملغومة قد أدت إلى مقتل 40 شخصا وإصابة أكثر من 120 آخرين في أنحاء العراق حيث استهدف المهاجمون بشكل اساسي شوارع تجارية مزدحمة في العاصمة وفي محيطها.