شهد مؤتمر الأمن الإقليمي الذي استضافته العاصمة البحرينية على مدى يومين أول مناظرة سعودية - إيرانية مباشرة منذ الاتفاق بين طهران والقوى الكبرى.


اتهم العضو البارز في الأسرة الحاكمة السعودية الأمير تركي الفيصل، إيران بالتدخل في سؤون الدول العربية quot;من البحرين إلى فلسطينquot; وقبل كل شيء سوريا.

وخلال المناظرة التي جمعته على منصة واحدة مع المفاوض النووي الإيراني السابق حسين موسوي في (حوار المنامة) يوم الأحد، دعا الأمير تركي الفيصل إلى إشراك دول مجلس التعاون الخليجي مستقبلا في المفاوضات مع إيران حول ملفها النووي، إلى جانب الدول الكبرى.

وشدَّد الفيصل على أن أي مجهود عسكري أو غيره سيؤثر في كل دول الخليج، ناهيك عن الاعتبارات البيئية التي تواجهها من أي منظومة نووية في إيران. وأضاف أن الحوار القائم الآن منقوص دون وجود دول مجلس التعاون في المفاوضات.

تبادل علني للآراء

ولاحظ مراقبون أن النقاش الذي امتد ليومين بين خبراء استراتيجيين من إيران ودول الخليج العربية في مؤتمر الامن الاقليمي في المنامة أثمر عن تبادل علني غير عادي للاراء لم يصل إلى حد النقد اللاذع وان كان ممزوجا بالانتقادات المستترة. وكان انعدام الثقة بين الجانبين السعودي والإيراني واضحا خلال مؤتمر البحرين لكن مجموعة من الادلة تشير إلى تحسن في الاجواء.

وقال رئيس المخابرات السعودية السابق الامير تركي بن فيصل ان المؤتمر كان مشجعا حيث تخلى بعض الزعماء الإيرانيين عن وصف الولايات المتحدة بالشيطان الأكبر والبحرين بالشيطان الاصغر والمستخدمين منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

ورحب الأمير تركي باقتراح المفاوض النووي الإيراني السابق حسين موسوي بان تقوم الولايات المتحدة بدور في تدعيم اواصر التعاون الامني الاقليمي بين دول الخليج العربية وإيران والعراق. ويؤيد موسوي هذا الترتيب الذي ليس له اي وجود في الوقت الراهن.

أنباء رائعة

ووصف الامير هذه الانباء بالرائعة رغم أنه وضع قيودا على اشادته قائلا ان أي قوات خارجية سواء اميركية او روسية او بريطانية او فرنسية او هندية لن تأتي إلى الخليج الا من اجل مصالحها.

وقال موسوي الذي جلس على المنصة مع الامير تركي ان القوات الأميركية لا يمكن ان تبقى في المنطقة إلى اجل غير مسمى. لكنّه أقر بما وصفه بالدور المحدود الموقت للقوات الأميركية قائلا ان دور الولايات المتحدة سيكون حيويا من اجل إقامة منظومة للتعاون الاقليمي في منطقة الخليج.

وقال تقرير لـ(رويترز) إن استراتيجية الدفاع لدول الخليج العربي تمثلت دوما في الترحيب بالقوى الغربية لحراسة الممر المائي واحيانا نشر قوات عسكرية في قواعد على البر. وتطالب إيران منذ وقت طويل بضرورة ان تنظم المنطقة امنها الخاص بشكل جماعي دون الاستعانة بقوى خارجية.

لا أحد يمتلك الدور

وأضاف موسوي انه لا توجد اي قوى عالمية اخرى تمتلك الموارد أو النفوذ والاهم من هذا كله الاستعداد للقيام بمثل هذا الدور. ولم يعلق مستشار في وزارة الخارجية الإيرانية كان جالسا وسط الحضور على تصريحات موسوي.

وقال موسوي انه بعد ثلاثة عقود من العداوة لم ينجح الغرب ولا ايران في تحقيق quot;أهدافهم المتطرفةquot;. ووصف الامير تركي في وقت لاحق هذا الامر بانه اعتراف بإخفاق إيران في تصدير ثورتها الإسلامية.

ويشار إلى أن (حوار المنامة) ضم عسكريين ودبلوماسيين ومحللين وكانت المرة الاولى التي تبحث فيها شخصيات عامة من المملكة العربية السعودية وإيران بشكل علني قضية امن الخليج منذ الاتفاق الموقت الذي ابرم بين طهران والقوى العالمية في 24 تشرين الثاني (نوفمبر).

واثار ذلك الاتفاق احتمال حدوث انفراجة في المواجهة المستمرة منذ ثلاثة عقود بين الولايات المتحدة وإيران ما اثار مخاوف بعض المسؤولين الخليجيين الذين يشعرون بالقلق من ان يفضي هذا في نهاية الامر إلى تمكين إيران من اكتساب هيمنة اقليمية جديدة على حسابهم.