زار وزير خارجية قطر خالد العطية القاهرة لساعات للتعزية بالشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، في زيارة وصفها مراقبون إنها رسالة إيجابية، بينما يقول عنها مصدر رسمي إنها رسالة سياسية بغطاء إنساني زائف.


الرياض: في خطوة مفاجئة، وصل خالد العطية، وزير الخارجية القطري، إلى القاهرة ليل الأحد لساعات قليلة، في زيارة خصصت لتقديم التعزية بالشاعر المصري الراحل أحمد فؤاد نجم. وقد شكلت هذه الزيارة مادة إضافية للسجال والتحليل في مصر، خصوصًا أن الراحل نجم عرف بعدائه للاخوان المسلمين، وبمواقفه القاسية من تيار الاسلام السياسي.

مبطنة بالإيجابية

فقد أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حمّل وزير خارجيته تعازيه الحارة بوفاة الشاعر نجم لينقلها إلى أسرته. وهذا ما دفع المحللين المصريين إلى الاضاءة على دلالات هذه الزيارة للتعزية بخصم عنيد للاخوان، ومؤيد عنيد للجيش المصري، آتية من دولة عادت الجميع لتبقى على دعمها للاخوان وللرئيس المعزول محمد مرسي، متعاضدة في هذا الأمر مع تركيا، خلافًا لكل دول الخليج والمنطقة.

ورأى مراقبون أن هذه الزيارة هي بمنزلة رسالة مبطنة بالإيجابية من جانب القطريين، لأنها رسالة إيجابية من مسؤول قطري رفيع بحجم وزير الخارجية تجاه الشعب المصري، وهي الأولى لمسؤول قطري بهذا المستوى منذ ثورة 30 حزيران (يونيو) وسقوط حكم الإخوان المسلمين. ورجحت تقارير صحافية أن تكون الزيارة محصلة للجهود التي بذلتها السعودية بعد القمة الثلاثية التي جمعت العاهل السعودي بأميري قطر والكويت أخيرًا.

غطاء زائف

ورد مراقبون الطابع غير الرسمي لزيارة العطية إلى القاهرة لحساسية العلاقات بين الدوحة والقاهرة، بسبب وقوف الدوحة إلى جانب الاخوان، واستمرارها في وصف ثورة 10 يونيو بالانقلاب العسكري على الشرعية المصرية، التي تراها الدوحة ممثلة في مرسي والاخوان، وفي استمرار قطر بإيواء قياديين من الاخوان، هاربين من مصر، واستمرار استضافة قناة الجزيرة لهم كي يهاجموا السلطة الانتقالية في مصر.

وقال هؤلاء إن العطية أتى القاهرة مستطلعًا ومطمئنًا إلى تبدل الموقف القطري التدريجي تجاه الدول التي عصف بها الربيع العربي، مع الضغط الخليجي على قطر، خصوصًا أن قطر تدرك أن التحالف المساند للإخوان تفكك كثيرًا ويوشك على الانهيار.

إلا أن مصادر مصرية ترى أن قطر لن تتخلى عن الإخوان بسهولة، لكنها ستنأى بنفسها قليلًا عن الشأن المصري الداخلي، quot;وزيارة العطية للتعزية بنجم ليست إلا غطاء إنسانيا زائفا بلا معنى، تحاول قطر من خلالها توصيل الرسائل السياسية إلى من يهمه الأمرquot;.