على مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت، تبرز ظاهرة الاسلاميين الغربيين المتطرفين الذين يقاتلون النظام في سوريا، ويستخدمون أحدث وسائل التكنولوجيا من أجل مشاركة الآخرين في خبراتهم في النزاع، والتشجيع على الانضمام اليهم.


بيروت: يكشف الجهاديون الغربيون على مواقع quot;تويترquot; وquot;تمبلرquot; وquot;آسك.اف امquot; جانباً جديدًا من النزاع المدمر الذي يجتاح سوريا منذ 33 شهرًا، اذ يروون يومياتهم ويشيدون بفضيلة القتال مع المجموعات الجهادية التي تنتشر في معظم مناطق المواجهات العسكرية في سوريا.
وحذرت حكومات غربية عدة خلال الاشهر الاخيرة من خطر تدفق اسلاميين منها الى سوريا للقتال الى جانب المعارضة المسلحة.
وتقدر بريطانيا وفرنسا وهولندا أن المئات من مواطنيها يقاتلون في سوريا، وتخشى من أن يرتد هؤلاء في وقت لاحق على بلادهم لتنفيذ اعتداءات داخلها.
بين هؤلاء افتخار جامان (23 عاماً) المتحدر من مدينة بورتسموث البريطانية، والذي كان ناشطًا على مواقع التواصل الاجتماعي قبل مغادرة بريطانيا، ولديه حسابات على تويتر ويبث اشرطة فيديو على quot;كيك.كومquot; ويرد على اسئلة على quot;آسك.اف امquot; حول الانشطة الجهادية.
وكان يناقش علنًا رغبته بالتوجه الى سوريا. في 14 ايار/مايو، غرّد على تويتر بأنه وصل الى تركيا في طريقه ليعبر الحدود الى سوريا.
وهو يعرف عن نفسه بأنه مقاتل في صفوف quot;الدولة الاسلامية في العراق والشامquot; المرتبطة بتنظيم القاعدة، رافضًا اطلاق صفة التطرف على هذه المجموعة.
ومن تغريداته على تويتر في تشرين الثاني/نوفمبر باللغة الانكليزية: quot;رجل يتخلى عن دفء بيته ليهب لمساعدة شعب مظلوم. هذه بطولة. عندما تضاف الى كلمة رجل صفة +مسلم+، يصبح ذلك عملاً ارهابيًاquot;.
بشكل منتظم، يروي جامان يومياته ويشجع الذين يتابعونه على حسابه على أن يطرحوا عليه اسئلة عن حياته ودوافعه وامكانات الالتحاق بالقتال في سوريا. ويؤكد أنه التقى مقاتلين من فرنسا والولايات المتحدة وكندا واستراليا وفنلندا.
ويرد افتخار على احد الراغبين بالذهاب الى سوريا الذي عبر عن قلقه من عدم اتقانه اللغة العربية، فيقول: quot;لم اكن اعرف إلا بضع كلمات في البداية، هناك كثيرون مثلك، وستجد مكانكquot;.
وينشر ابو ليث القادم ايضًا من الغرب صورة تظهر كيسًا مليئًا بالمواد الغذائية ليطمئن quot;الذين يقلقون في شأن نقص الطعامquot;.
ويكتب على حسابه على تويتر quot;والله، أن الذين يلازمون منازلهم يفوتون على انفسهم اموراً كثيرةquot;.
ويقول الباحث تشارلز ليستر من مركز quot;آي ايتش جاينزquot; للابحاث حول الارهاب وحركات التمرد إن هذا النشاط العلني أمر مستجد.
ويضيف لوكالة فرانس برس: quot;في بداية السنة، كان هناك بالتأكيد مقاتلون غربيون في سوريا، لكنهم كانوا عمليًا غير مرئيينquot;، مضيفاً: quot;خلال الاشهر الاخيرة، بدأوا بالظهور بشكل علني اكثرquot;.
ويتابع: quot;لا يعطون الانطباع بأنهم يريدون اخفاء أي شيء. هذه سابقة بالمقارنة مع نزاعات اخرىquot;.
ويقول مقاتل يقدم نفسه باسم quot;شيشكليرquot; من دون ان يعرف البلد الذي يتحدر منه على موقع quot;آسك.اف امquot;، إنه غير قلق من عواقب تعليقاته العلنية. وفي سلسلة اسئلة واجوبة بالانكليزية والتركية والالمانية، يشبه تدريبه كجهادي، بالتدريب الذي تلقاه عندما كان جنديًا في حلف شمال الاطلسي.
ويقول quot;حلف الاطلسي: تدريب، ثم تدريب، ثم تدريب. الجهاد: تدريب، ثم قتال، ثم مزيد من القتالquot;.
ويرى ليستر أن المجموعات الاسلامية أعطت اخيرًا على ما يبدو الضوء الاخضر لقيام اعضائها بنشاط علني على الانترنت، على الارجح بسبب اهمية ذلك على صعيد تجنيد اشخاص جدد.
ويقول إن ما ينشره اولئك الجهاديون بمثابة quot;نقل لوقائع القتال على الارض وظروف الحياة، وما يجب أن يحمل معهم (المقاتلون الجدد) ومعلومات أخرى قيمة جدًا بالنسبة الى الذين يفكرون بالانضمامquot;.
ويقول ابو فلان المهاجر الذي وصل الى سوريا من الدنمارك في آب/اغسطس على تويتر: quot;السبب الوحيد لتغريداتي هو تشجيع الآخرين على أن يحذوا حذوي. الجميع يجب أن يفعل ذلكquot;.
وينشر على حسابه صور ساحات معركة، بما فيها سجن حلب، ويؤكد أنه يتناول على الفطور طعام أحصنة مصدره روسيا، ويصف خيبة امله كلما فاتته معركة.
وفي هذا الاطار، جاء في احدى تغريداته في تشرين الثاني/نوفمبر quot;إنه لشعور حزين أن ترفع يدك لتعبر عن استعدادك للمشاركة في عملية، ولا يختارك الاميرquot;، مضيفًا quot;هذا نصيبكquot;.
على quot;تمبلرquot;، ينشر شيشكلير في 26 تشرين الثاني/نوفمبر صورة فيها سكين ومسدس وهاتف ذكي من طراز quot;سامسونغquot;، مع التعليق التالي: quot;نصف الجهاد هو في الاعلامquot;.