فاجأت قناة المنار حزب الله واللبنانيين باعتذارها من البحرين على تغطية الأحداث الأخيرة في المملكة، لكن حزب الله تنصل من الاعتذار وأصرّ على موقفه الأول.


لا يعرف اللبنانيون حتى الساعة أي خبر يفاجئهم أكثر، خبر تقدم المجموعة اللبنانية للاعلام، أي قناة المنار الفضائية وإذاعة النور الناطقتين باسم حزب الله، باعتذار للبحرين على تغطيتهما الأحداث البحرينية خلال العامين الماضيين، أم خبر تنصل حزب الله من الاعتذار، ثم اعتذاره عن تقديم هذا الاعتذار، قائلًا في بيان أمس الأحد إن موقف ممثل إدارة المجموعة اللبنانية للإعلام في اجتماع الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، كان تقديرًا خاصًا، لم تُراجع قيادة حزب الله فيه.
بيان الاعتذار
فخلال انعقاد الجمعية العمومية للمجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية في تونس، وبحضور ممثلين عن جميع الدول العربية الأعضاء والهيئات الإذاعية والتلفزيونية، قدم الوفد الممثل للمجموعة اللبنانية للإعلام اعتذارًا رسميًا لهيئة شؤون الإعلام في البحرين، عن تغطيتها لأخبار البحرين في الفترة السابقة. وأكد الوفد التزام المجموعة باعتماد الموضوعية في تغطيتها أخبار الدول العربية.
نتيجة لهذا الاعتذار، سحبت البحرين طلبها تجميد عضوية قناة المنار وإذاعة النور في اتحاد إذاعات الدول العربية. وكان هذا الطلب قدمته البحرين من ضمن إجراءات أقرّها مجلس التعاون الخليجي لفرض عقوبات على حزب الله، بسبب تدخله في شؤون البحرين الداخلية، ودعم الثورة هناك.
وبحسب تقارير صحافية، تلا صلاح الدين معاوية، مدير عام اتحاد إذاعات الدول العربية، بيان اعتذار المجموعة اللبنانية للإعلام أمام الجمعية العمومية، فكلفته الاشراف على حسن تنفيذ التزام المجموعة بتعهدها، وتفويضه اتخاذ اي إجراء في حقها في حال مخالفتها معايير المهنية الإعلامية وميثاق الشرف الاعلامي والمواثيق الدولية في مجال الاعلام، من دون الرجوع إلى الجمعية العمومية.
بيان التراجع
فوجئ حزب الله بما حصل في تونس، وباللغط الكثيف الذي أثاره عبدالله قصير، مدير قناة المنار، بموافقته على الاعتذار من البحرين، فكان قرار التراجع الفوري عن الاعتذار من خلال التبرؤ منه جملة وتفصيلًا. وأصدر حزب الله بيانًا، قال فيه:
quot;تعليقًا على ما تداولته وسائل الإعلام من موقفٍ لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام في إجتماع الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية المنعقد في تونس، يؤكد حزب الله ما يلي: أولًا، إن الموقف الذي إتخذه الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام كان تقديرًا خاصًا منه، لم تتم مراجعة قيادة حزب الله فيه. ثانيًا، إن موقفنا الداعم والمساند لقضية الشعب البحريني المظلوم لم يتبدل ابدًا، ونحن نعتبر أن الظلم الذي مارسته السلطات البحرينية بحق شعبها كبير وما زال قائمًا في حرمان الشعب البحريني من حقوقه البديهية في حق المشاركة السياسية. ثالثًا، إن الذي يجب أن يتوجه اليه الاعتذار هو الشعب البحريني نفسه، الذي أبدى صبرًا وتحملًا قلّ نظيرهما لأكثر من سنتين ونصف، وهو يعاني القمع وكل أنماط التعسف من قبل السلطات الحاكمة التي لن ينفعها كل محاولات الضغط لكمّ الأفواه وإسكات صوت الحق، بل إننا نعتبر أن وسائل الإعلام مقصرة في بيان مظلومية الشعب البحريني الشريف. رابعًا، إن التهديد والتهويل والإتهام الظالم الذي تمارسه السلطات في البحرين بحق كل من يقف إلى جانب الشعب البحريني وقضيته العادلة هو دليل إضافي على عجز السلطات الحاكمة وعدم قدرتها على محاورة شعبهاquot;. انتهى البيان.
بين المفاجأتين
لا شك أن عبدالله قصير أوقع الأمانة العامة في حزب الله في حرج لا مثله حرج، خصوصًا أن الأمر ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي وكأن قرار الاعتذار من المجموعة اللبنانية للاعلام هو نتيجة الانفتاح الإيراني على الخليج، ما يضعف موقف حزب الله الداخلي، حتى أن أحد قياديي فريق 14 آذار رأى في ما حصل بداية انكسار شوكة حزب الله في لبنان.
وما زاد الطين بلة تأرجح أنصار الحزب والذين يتولون في العادة تحليل مواقفه السياسية والدفاع عنها، إذ قال أحد مثقفي ومنظري الحزب: quot;لمنتقدي إعتذار المنار، لم لا يفهمون أن لدينا الجرأة لانتقاد إخوتنا وعشيرتنا إن أخطأواquot;. وعلى هذا بنى المعلقون تعليقاتهم، متسائلين عن سلسلة الاخطاء التي اقترفها حزب الله حتى الآن، من التسبب بحرب العام 2006، وقول أمينه العام بعدها: quot;لو كنت أدري!quot;
وعلق الاعلامي نديم قطيش على صفحته في موقع فايسبوك: quot;بعد توضيح حزب الله لقرار المنار والنور بالاعتذار من البحرين وإعتباره تقديرًا خاصًا من الوفد الممثل لإدارة المجموعة اللبنانية للإعلام، يطرح السؤال التالي: هل يمكن أن يكون قرار إغتيال رفيق الحريري تقديرًا خاصًا من قبل مجموعة القديسين الخمسة؟quot;