في ذكرى ألف يوم من الثورة السورية، أطلقت صفحة تحرير سوري على فايسبوك فكرة ترشيح أجمل مقاطع فيديو عن أول أيام الثورة، في استذكار لأيام التظاهرات السلمية التي تلاشت مع عسكرة النظام السوري لثورة شعبه.


لوانا خوري من بيروت: ألف يوم مرت على انطلاق الثورة السورية، التي تسعى منذ لحظة ولادتها إلى التحرر من ظلم حكم وضع السيف على رقبة الشعب السوري أكثر من أربعين عامًا.

وليس هذا يومًا للاحتفال، مع سقوط أكثر من 130 ألف قتيل سوري، بسبب تعنت النظام السوري وإصراره منذ البداية على عسكرة حراك مدني سلمي، كي يسهل القضاء عليه بتهمة الارهاب والتكفير. ليس هذا يومًا للاحتفال، لكنه يوم للتذكر.

إحياء quot;سلميةquot;

في هذه المناسبة، فكرت صفحة quot;تحرير سوريquot; على موقع فايسبوك في إحياء زمن quot;سلميةquot; الجميل، من خلال استعادة ما تناقلته الصفحات الكثيرة المؤيدة للثورة السورية من مقاطع فيديو، وذلك في حملة quot;أجمل فيديوهات الثورةquot;.

في مقدمة المقاطع التي جرى تثبيتها على الصفحة كانت مقاطع مصورة لتظاهرات حمص خلال سنة أولى من الثورة السورية، فهي التي نالت أكبر عدد من الترشيحات، وبعدها حلت مقاطع تظاهرات التشييع، خصوصًا أن هذه التظاهرات كانت تشد عصب السوريين السائرين خلف نعش شهيد أو أكثر، فزادت الزخم الذي يحرك الثوار، وكانت سبيلًا لخروجهم من قوقعة الاختباء لكسر حاجز الخوف، الذي حجزهم داخل أنفسهم أربعين عامًا.

نزل المشاركون في الترشيحات عند رغبة المسؤولين عن الصفحة باستبعاد ذاتي لترشيح مقاطع تحتوي على مشاهد لمجازر أو لمعارك عسكرية أو لأطفال جائعين، فكانت المقاطع عامة لتظاهرات ومسيرات وشعارات مناهضة للنظام السوري تطالب بإسقاطه.

إلى متى؟

بعد تظاهرات حمص، حظيت التظاهرات في العاصمة دمشق بنسبة لا بأس بها من الترشيحات، إذ أنّ تنظيم تظاهرة في العاصمة، عقر دار أمن النظام وشبيحته، مغامرة تستحق التصوير، والمشاهدة، والترشيح في منافسات كهذه.

في هذه المقاطع، يحن السوريون فعليًا إلى أول أيام ثورتهم، يوم كانت فتية، بريئة، مطلبها الواحد الوحيد هوquot;إسقاط النظامquot;، لإحلال نظام العدل والانسانية بدلًا من نظام الأمن والشبيحة. يحنون إلى أيام النضال الجميل، التي تظهر جلية في المقاطع المنشورة، حين كان المتظاهرون يهربون إلى الشوارع الداخلية، ما أن يهجم رجال الأمن والمخابرات، كلهم على قلب رجل واحد، يريد سوريا واحدة، لا يغلب فيها دين على دين، ولا حزب على دولة.

كان استذكار هذه المقاطع بعد ألف يوم على بداية الثورة صراخاً بغير صوت، إنه استحضار للشهداء، حزن على ثورة تفرق عشاقها بين مصالح الدول في سوريا. إنه سؤال واحد بعد ألف يوم من الموت، بدأ في سبيل الوطن وانتهى اليوم بلا ثمن: quot;إلى متى؟quot;.