تتصاعد الأزمة السورية فصولاً مع ذكرى مرور ألف يوم على اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشّار، حيث كان السوريون خرجوا بمظاهرات بأعداد كبيرة مطالبين بالحريات السياسية والاقتصادية. ومنذ ذلك اليوم ظلت الحكومة السورية تكابر وتعاند المجتمع الدولي في الاستجابة لمطالب الداعين للحرية، حيث لجأت لاستخدام العنف الوحشي ضدهم.


شكلت الأزمة السورية بتداعياتها أكبر كارثة إنسانية في القرن الحالي. وكانت النتيجة المأسوية للأزمة التي فتحت البوابات لتدخلات دولية وصارت أزمة عالمية، سقوط ما يفوق 100,000 قتيل، وهناك أكثر من 8.5 ملايين شخص اضطروا لهجر بيوتهم، مليونان منهم باتوا لاجئين، كما إن 9.3 ملايين شخص أصبحوا بحاجة للمساعدة ويعتمدون على المساعدات الإنسانية ، فيما اصبح مليونان ونصف المليون معزولين عن العالم،مليون و900 ألف طفل من دون مدارس، مليونان ومائتا الف لاجىء في دول الجوار.

بيان هيغ

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان له إن الشعب السوري يريد ويستحق السلام، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا توفرت لهم الحرية والكرامة. والتوصل لعملية انتقال سياسي عبر التفاوض في سوريا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع، ومعالجة مسبباته الأساسية، وتخفيف الأزمة الإنسانية في سوريا. وأكد هيغ: وذلك يعني بكل وضوح أن الأسد، الذي واصل حكمة طوال هذا الصراع الذي ما برح يزداد عمقًا، لا يمكن أن يكون جزءًا من مستقبل سوريا.

كما أصدرت كريستالينا جيورجيفا، المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات، بياناً في هذه المناسبة، قالت فيه: quot;للأسف، يصادف اليوم ذكرى مرور ألف يوم منذ اندلاع الصراع السوري الذي أصبح يمثل الأزمة الإنسانية الأكثر ترويعاً منذ عقود، يصادف هذا اليوم ذكرى مرور ألف يوم منذ اندلاع أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال وتشريد الملايين داخل حدود البلاد وخارجها بحثاً عن الأمان. يوافق هذا اليوم ذكرى مرور ألف يوم على عمليات القتل والخوف والمعاناة والعوز واليأس، ذكرى مرور ألف يوم شهدنا فيها ميلاد جيل مفقود.

إنهاء المأساة

ودعت جيورجيفا الى ضرورة انهاء المأساة، وقالت: لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال الوسائل السياسية. تنعقد حاليًا آمالنا، وآمال السوريين الذين يعانون على وجه التحديد، على مؤتمر جنيف ٢ للسلام المقرر عقده في المدينة السويسرية في ٢٢ كانون الثاني (يناير) المقبل.

من جهة أخرى، فإنني مازلت أكرر مناشدتي ومناشدة المجتمع الإنساني الدولي بأسره للأطراف المنخرطة في هذا الصراع الرهيب لتسهيل وصول فرق المساعدات الإنسانية للمحتاجين وحماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.

وأكدت المسؤولة الأوروبية على أنه حتى يتحقق السلام بعيد المنال، فإن أوروبا ستواصل تحمل مسؤولياتها والتزامها الراسخ بمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذه الأزمة ومساعدة سكان المنطقة على التعامل معها. وقد قدمنا حتى الآن ملياري يورو لإنقاذ الأرواح والتخفيف من المعاناة، وسنكون موجودين لدعم الجهود الإنسانية طالما اقتضى الأمر ذلكquot;.