دافع وزير الخارجية الأميركي عن الاتفاق النووي مع ايران، رافضاً أية عقوبات جديدة ضدها، بينما يجري نظيره الروسي محادثات في طهران.


قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لو قرر الكونغرس فرض عقوبات جديدة على ايران، فسيكون من شأن ذلك تهديد الجهود الدبلوماسية quot;الدقيقةquot; اللازمة للتوصل الى اتفاق اكثر شمولاً.

ومن المقرر أن يطلع كيري ووزير الخزانة كاك لو مجلس الشيوخ على تفاصيل الاتفاق اليوم الاربعاء. وقال كيري للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الثلاثاء إن الاتفاق المحدد بستة اشهر، والذي تم التوصل اليه مع ايران في الشهر الماضي قد عزز الأمن الاميركي.

وأضاف وزير الخارجية: quot;استطيع أن اؤكد لكم دون مواربة أن الجواب هو بالايجاب، إن الامن القومي للولايات المتحدة اصبح اقوى بعد الاتفاق مما كان عليه قبل ذلكquot;. وكانت الولايات المتحدة وغيرها من القوى العالمية قد وعدت ايران بالامتناع عن فرض عقوبات جديدة عليها مقابل قيام طهران بتحديد برنامجها النووي.

لكنّ منتقدي الاتفاق في الولايات المتحدة يقولون إن الاتفاق يمنح ايران غطاء تتمكن من خلاله من توسيع البرنامج. ويدعو هؤلاء الى فرض المزيد من العقوبات المشددة الآن، قائلين إن ذلك سيعزز موقف مجموعة (5+1) في مفاوضاتها مع ايران.

وتقول بعض القوى العالمية إن برنامج ايران المخصص لتخصيب اليورانيوم مصمم اصلاً لانتاج القنابل النووية، ولكن طهران تصر على أنه مخصص للاغراض السلمية.

اتهام بالانبطاح

واتهم أعضاء لجنة العلاقات الخارجية، كيري، اثناء جلسة الاستماع بالانبطاح للحكومة الايرانية وخذلان حلفاء الولايات المتحدة. ولكن كيري نفى أن يكون قداتخذ موقفًا ضعيفًا حيال ايران، واكد أن الايرانيين كانوا سيصبحون اقرب الى انتاج سلاح نووي ما لم يتم التوقيع على الاتفاق.

وقال كيري لاعضاء اللجنة: quot;نطالبكم باتاحة الفرصة الكافية لمفاوضينا وخبرائنا للقيام بواجباتهم بما في ذلك امتناعكم عن فرض عقوبات جديدة على ايران اثناء فترة التفاوضquot;.

واضاف: quot;لا يعني هذا اننا قد تخلينا عن سلاح العقوبات، ففي حال فشلنا في التوصل الى اتفاق طويل الامد سنعود اليكم ونطالبكم بفرض المزيد من العقوبات على ايران. ما اطالب به هو الامتناع عن فرض عقوبات جديدة الآن. فهذه لحظات دبلوماسية دقيقة جدًاquot;.

تحذير ظريف

ومن جهته، حذر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على بلاده، موضحاً أن quot;الصفقة النوويةquot; بين بلاده والدول الكبرى quot;ستكون ميتةquot; في هذه الحال.

وقال ظريف في حديث إلى مجلة quot;تايمquot; الأميركية: ستكون الصفقة ميتة، إن فرضت عقوبات جديدة. نحن لا نريد التفاوض تحت الضغوط. وإذا أقر الكونغرس عقوبات، فذلك سيظهر عدم الجدية والرغبة في فرض حل من قبل الولايات المتحدة.

وكان مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد زاروا الاحد الماضي منشأة آراك الايرانية لانتاج الماء الثقيل للمرة الاولى منذ سنتين، كما نص عليه الاتفاق.

لافروف في طهران

إلى ذلك، يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات بالعاصمة الإيرانية تهدف بالدرجة الأولى إلى تثبيت الاتفاق quot;النوويquot; بين إيران ودول العالم الرئيسية والاستعداد لعقد مؤتمر جنيف 2 الدولي الخاص بسوريا.

ومن المتوقع أن تكون محادثات لافروف مع نظيره الإيراني جواد ظريف والرئيس الإيراني حسن روحاني بشأن البرنامج النووي صعبة، فمهمة الوفد الروسي ndash; غالب الظن - تثبيت الاتفاق الذي تم تحقيقه في جنيف في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي يهدف إلى إعادة الثقة بالطبيعة السلمية للبرنامج الإيراني.

وكان لافروف التقى نظيره الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الزائر لموسكو الاثنين. ومعروف أن إسرائيل تطالب بوضع شروط صارمة على اتفاقية نهائية بشأن القضية النووية الإيرانية.