واصلت صحافة الفضائح الشعبية اللندنية تندرها على صور الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة البريطاني مع رئيسة حكومة الدنمارك في حفل تأبين مانديلا.


غصت الصحف اللندنية بتقارير جديدة مرفوقة بالصور لرئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ شميدت (46 عاماً) مع زوجها ستيفن كينوك نجل زعيم المعارضة العمالية البريطانية في ثمانينيات القرن الفائت نيل كينوك.

ولم تتوقف تقارير هذه الصحف عند حدود ما جرى في حفل تأبين مانديلا، والذي طافت صوره وأخباره عبر العالم، بل تناولت الحياة الخاصة لرئيسة الحكومة مع زوجها كينوك، حيث يعيش كل منهما في بلد مختلف فضلاً عن فضائح أخرى، ومدى صحة هذه العلاقة بين الزوجين.

وفي تقرير مصور لها، تناولت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية حياة كينوك (الإبن) الذي يعيش كرجل أعمال بارز متنقلاً بين لندن ودافوس السويسرية، حيث كان يعمل مديرًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، ورئيسة حكومة الدنمارك التي تعيش في عاصمة بلادها كأم لطفلين، ولا يلتقيان إلا في عطلات نهاية الأسبوع.

كينوك المثلي

وفضلاً عن تلميح صحافة الفضائح للشائعات التي تحوم حول ستيفن كينوك بأنه (مثلي)، فإنها تناولت الضجة التي كانت أثيرت سابقاً بشأن المعاملات الضريبية لشميدت وعائلتها. وكان الجدل يدور حول قانونية سداد كينوك للضرائب بالدنمارك دولة الرفاه، أو سويسرا المعروفة بفرض الضرائب الثقيلة.

يُذكر أن مصلحة الضرائب في العاصمة كوبنهاغن كانت أقرت بأن سويسرا هي البلد التي يقيم بها كينوك، وبالتالي هي البلد الأحق بأموال كينوك الذي اتهم بالتهرب من دفع الضرائب للخزينة الدنماركية.

وكانت مثل هذه القضية شكلت أكبر فضيحة سياسية في الدنمارك، ولكن تداعيات ظهور المعلومات مازالت حاضرة وبقوة في المجتمع الدنمركي، والآن بدأت الدائرة تتسع بعد الذي جرى في تأبين مانديلا على مرأى من العالم.

قصة توحد الصحافة

ويشار الى أنه تكاد المرة الأولى التي أجمعت فيها صحف الفضائح البريطانية والصحف الموصوفة بالجدية ومعهما الصحف الأميركية وصحف أوروبية أخرى، وفي حالة نادرة الحدوث، على صورة واحدة ووحيدة جمعت الرئيس الأميركي باراك اوباما وهو يصور نفسه بواسطة هاتفه الخلوي مع رئيسة وزراء الدنمارك ورئيس وزراء بريطانيا أثناء تأبين نيلسون مانديلا، وذلك على مرأى ومسمع من quot;ميشيل اوباما quot; التي أظهرت الضيق والغضب من التصرف الرئاسي.

واللقطة الأخرى التي أحدثت زوبعة على شبكات التواصل الاجتماعي كانت الصورة التي التقطها المصور الدنماركي روبيرتو شميدت لصالح وكالة أنباء الصحافة الفرنسية، وهي تجمع كلاً من أوباما وكاميرون وشميدت وهم يلتقطون صورة طريفة لأنفسهم بواسطة هاتف رئيسة الوزراء الدنماركية.

وهذا نوع من الصور يطلق عليه اسم quot;سيلفيquot;، وبعبارة أخرى وبلغة العصر، فهذه الصور يلتقطها الشخص لنفسه بواسطة هاتفه الجوال، ولكن وفي هذه الحالة وفي هذه المناسبة بالتحديد، أحدثت هذه الصورة جدلًا واسعًا على شبكة الإنترنت وفي الأوساط الرسمية والاجتماعية وتم انتقادها بشدة، لأن البعض يجد فيها نوعاً من عدم الاحترام لنيلسون مانديلا وعائلته.

وكانت صحيفة (التايمز) اللندنية كتبت في تعليق لها: quot; تجاهل الرئيس الأميركي جميع القواعد المتعلقة بطقوس توديع رمز نضال جنوب أفريقيا من اجل حقوق الإنسانquot;.

تضاحك مراهقين

بينما قالت صحيفة ( ديلي ميل) في وصف للواقعة: quot;تضاحكوا مثل ثلة من المراهقين يتمايلون على بعضهم البعض، فيما سحبت الشقراء الاسكندينافية رئيس وزراء بريطانيا ليظهر معهم في صورة سريعة بواسطة سمارت فونquot;. وفضلت صحيفة (ديلي تليغراف) الاعتدال بعض الشيء في تعليقها، فكتبت: quot; إن ما قاموا به لا يلائم رمزية هذا اليوم الكبيرquot;.

ونوهت الصحيفة إلى أن ثلاثة من أقرب المساعدين للرئيس أوباما هم مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس وأحد كبار المستشارين فاليري جاريت وممثل الادعاء العام في الولايات المتحدة ايريك هولدر، تابعوا المزاح بين أوباما وشميت عن قرب حيث كانوا يجلسون خلفه.

ويشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قام بتفسير الحديث الباسم الذي جمعه مع رئيسة وزراء الدنمارك وأوباما خلال مراسم تأبين مانديلا، قائلاً إنّ شميت طلبت منه التصوير معهما. وقال كاميرون لأعضاء البرلمان البريطاني اليوم quot;عندما يطلب مني أحد أعضاء عائلة كينوك أخذ صورةٍ معي، أعتقد أنه من الأدب أن أوافقquot;.

وقالت صحيفة (اندبندانت) البريطانية أنه رغم التبريرات التي ساقها كاميرون، إلا أنها لم تساعد في تهدئة الأجواء العاصفة التي اندلعت بسبب هذه الصورة التي تم التقاطها بالهاتف المحمول، وخاصة أن العديد اعتبرها غير لائقة بسبب طبيعة المناسبة التي التقطت فيها الصورة.