اتهمت منظمة العفو الدولية الإتحاد الأوروبي بخذلان الشعب السوري لأن دوله لم تستقبل سوى نصف بالمئة من النازحين السوريين الهاربين من الموت.


بيروت: الدول الأوروبية تتشدق بإنسانيتها وبتقديمها العون للشعب السوري، بينما تخذله فلا تفتح أبوابها إلا لنحو 0.5 بالمئة فقط من اللاجئين السوريين، الذين تركوا بلادهم هربًا من موت محتم. هذه خلاصة تقرير شبه اتهامي، رفعته منظمة العفو الدولية - أمنيستي إنترناشيونال - في وجه دول الاتحاد الأوروبي، متهمة إياها بخذلان اللاجئين السوريين، وتوطين 12 ألف لاجئ فقط من 2.3 مليون شردتهم الحرب الأهلية الطاحنة في بلادهم.

نصف بالمئة فقط!

وفي موجز عن التقرير، نشرته المنظمة اليوم الجمعة، تحت عنوان quot;الإخفاق الدولي: أزمة اللاجئين السوريينquot;، وبخت المنظمة القادة الأوروبيين، ودعتهم إلى أن quot;يشعروا بالخجل من الأعداد القليلة التي أبدوا استعدادهم لتوطينها في بلادهم، بينما مئات الآلاف تسكن الخيام الرثة في الدول المجاورة لسوريا، وتتعرض لأقسى أنواع الذل والعذابquot;.

وأكدت المنظمة أن دول الاتحاد الأوروبي لم تستوعب سوى 0.5 بالمئة من إجمالي عدد اللاجئين السوريين، الذين لم تترك لهم الحرب المستعرة في بلادهم مناصًا من المغادرة على عجل، نجاةً بأرواحهم وأرواح أولادهم.

نأوا بأنفسهم

وقال سليل شيتي، أمين عام منظمة العفو الدولية، إن الإتحاد الأوروبي فشل فشلًا ذريعًا في الإضطلاع بدوره في توفير ملاذ آمن للاجئين السوريين، quot;الذين فقدوا كل ما يملكون باستثناء أرواحهم، فالعدد الذي أبدى الاتحاد استعداده لإعادة توطينه قليل حقًا، يتعين على قادة دوله أن يخفوا وجوههم تجنبًا للعارquot;.

وبين موجز المنظمة أن عشرًا فقط من 28 دولة تشكل الاتحاد الأوروبي عرضت إعادة توطين اللاجئين أو منحهم أماكن قبول إنسانية، وكانت ألمانيا الأكثر سخاءً إذ تعهدت باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري، أي 80 بالمئة من مجموع ما تعهد الإتحاد الأوروبي باستقباله وتوطينه، بينما نأت بقية دول الاتحاد الأوروبي، ومنها المملكة المتحدة وإيطاليا، بنفسها عن هذه المسألة الانسانية الملحة، فلم تعرض استقبال أي لاجئ على أراضيها.

عدد مخجل

ويأتي موجز منظمة العفو الدولية بعد يومين من انتقاد بيرند مسوفيج، نائب رئيس جمعية برو- أسيل الألمانية التي تعنى بشؤون اللاجئين، الدول الأوروبية نتيجة قبولها أعدادًا ضئيلة من السوريين الفارين من العنف في بلادهم، وتقديره لجهود تركيا في مجال إغاثة اللاجئين السوريين. وقد نقلت عنه تقارير صحفية حثّه ألمانيا وبقية الدول الأوروبية لتشعر بالخجل لقبولها أعدادًا قليلة من اللاجئين السوريين، مقارنة بعددهم في تركيا ولبنان والأردن.

وقال مسوفيج إن ألمانيا قررت رفع عدد اللاجئين السوريين الذين تستقبلهم من 5 إلى 10 آلاف في الأسبوع الماضي، quot;لكن العدد يبقى قليلًا جدًا بالنسبة لألمانيا التي يعيش فيها نحو 55 ألف سوري، منهم 15 ألفًا وصلوها بعد الأحداث التي شهدتها سوريا في العام 2011quot;.

وتعتبر السويد أول دولة أوروبية منحت اللاجئين السوريين إقامة دائمة، وأتاحت لهم فرصة إحضار عائلاتهم. وقد منحت السويد حق اللجوء لحوالي 15 ألف لاجئ سوري منذ العام 2011.