الكويت: قال نائب رئيس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجـية السابق، الشـيخ محمـد الصباح إنه يؤمن بشدة بضرورة رحيل الأسد كمدخل لحل الأزمة السورية، واعتبر أنّ استمرار قتل الشعب من قبل حكومته، سيجعل من سوريا أيقونة للحركات المتطرفة، ليس في العالم العربي فقط، بل خارجه كذلك.

رحيل الأسد ضرورة

وقال الشيخ محمد الصباح، خلال جلسة افتتاحية بحوار المنامة، حملت عنوان laquo;مستقبل الشرق الأوسط.. الصراع والتغييرraquo;، إنه من مصلحة الجميع، وحتى الأنظمة التي تساعد الجانب السوري، التعجيل بوقف هذه الجماعات المتطرفة، وعليهم التعجيل بتسوية نظام يحمي سوريا وشعبها، حتى لا تكون سوريا أفغانستان أخرى تفرخ جماعات إرهابية.

وخلال معرض جوابه عن إيمانه بأنه لا حل بسوريا إلا بإزالة نظام الأسد، قال الصباح: أؤمن بشدة بذلك، بل وأزيد عليه، فاستمرار قتل الشعب السوري من قبل حكومته سيجعل من سوريا أيقونة للحركات المتطرفة، ليس في العالم العربي فقط، بل خارجه، فالحركات المتطرفة أصبح هدفها المحاربة في سوريا، في الوقت الذي بدأت فيه المعارضة السورية التي تحمل الاعتدال والتوسط بالتهميش لمصلحة هذه الحركات المتطرفة.

ضمانات من إيران

أكد نائب رئيس الوزراء الكويتي، ووزير الخارجـية السابق، الشـيخ محمـد الصباح، خلال جلسة افتتاحية بحوار المنامة، حملت عنوان laquo;مستقبل الشرق الأوسط.. الصراع والتغييرraquo;، أن ما قيل على لسان الجانب الإيراني - بعد توقيع الاتفاق مع القوى الكبرى laquo;5+1raquo; - من أنه لن يأتي على حساب أي بلد في المنطقة يحتاج تأكيداً فعلياً على أرض الواقع.

وحضر حوار المنامة كذلك الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، وكذلك رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا ووسطها في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور، تيم كين، إضافة إلى وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري.

وأضاف الشـيخ محمـد الصباح: quot;نتطلع إلى أن تكون هناك إجراءات على أرض الواقع، تعكس هذه التصريحات الإيجابية للجانب الإيراني، وتترجمها ترجمة سريعةquot;، لافتًا إلى أن هناك ملفات موجودة على الأرض، تمثل شوكة في خاصرة العلاقات الخليجية الإيرانية، أو بمعنى أشمل العلاقات العربية - الإيرانية، وعلى أصدقائنا في إيران سرعة نزع هذه الأشواك، على حدّ تعبيره.

ونقلت صحيفة quot;الكويتيةquot; عن الشيخ محمد الصباح قوله إنّ إيران عندما ناقشت مشكلة النووي من قبل، طلبت وقتها رسميًا ألا ينحصر الحوار عن النووي الإيراني فقط، بل يجب أن يشمل النقاش مصير سوريا والبحرين، متسائلاً: الآن هناك اتفاق تم، فهل نفهم من ذلك أنه تم الاتفاق بصيغة أو بأخرى حول سوريا والبحرين؟

الاتفاق النووي وأمن الخليج

وفي مستهل رده على سؤال يتعلق بالولايات المتحدة، وفي ما إذا كانت تقدم الآن الحل السلمي على استعمال القوة، وأيضًا قول وزير الخارجية الإيراني الذي قاله من الكويت قبل أيام بأن هذا الاتفاق الذي عقد بين إيران والقوى الكبرى (5+1) لن يأتي على حساب أي بلد في المنطقة، وأنه سيكون لأمن المنطقة، وهل لديه الثقة في هذا الكلام، وأن هذا الأمر بالفعل سيعود بالاستقرار على منطقة الخليج؟

واعتبر الصباح الجري وراء السراب شيئًا مميتًا، وقال: quot;يجب التأكد مما نراه ونسمعه إذا ما كان بالفعل حقيقة أم سرابًا؟ لأن بقاءَنا يعتمد على ذلكquot;، لافتًا إلى أن quot;الشك من حسن الفطنquot;، مشدداً في الوقت ذاته على أن quot;مثل هذا الكلام الذي سمعناه من قبل وزير الخارجية الإيراني يحتاج إلى تأكيد على أرض الواقعquot;.

سياسات واشنطن

في تعليقه على ما قاله السيناتور الأميركي، تيم كين، من أنه ليست هناك مصلحة لإحلال إيران مكان الحليفين الاستراتيجيين في المنطقة (السعودية ومصر)، ذكر الشيخ محمد الصباح أن هذا الكلام يسعده سماعه من الجانب الأميركي، لافتًا بالقول إن هذا يؤكد العلاقة الاستراتيجية بين دول التعاون والولايات المتحدة، ولكننا نسمع في بعض المرات أن الانطباع يكون لقوة الفعل وإعادة التمحور إلى الشرق، وهذا ما قالته في السابق وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، وقالته أيضًا الأسبوع الماضي مستشارة الأمن القومي سوزان رايس، حينما سئلت عن الشرق الأوسط، حيث أوضحت أن على أميركا أن تراعي أن هناك عالمًا آخر غير الشرق الأوسط، فأعطت بذلك انطباعاً أن هناك إرهاقاً ووهنًا وتعبًا حلّ بالسياسة الأميركية من الشرق الأوسط، وأصبحت كلمة الشرق الأوسط تعني المصائب والمتاعب، لذلك صار هناك انطباع بأن هناك مللاً من هذه المنطقة، رغبة في التراجع، وهذا انطباع موجود، لافتًا إلى أن هناك العديد من الكتّاب الأميركيين يؤكدون أن هناك مللاً من قبل السياسة الأميركية من هذه المنطقة تحديدًا.

حراك عالمي

وتابع الشيخ الصباح: هنا يأتي الخوف من تولد هذا الانطباع، في الوقت الذي يعلن فيه قيصر موسكو عن قدومه بقوة، ليس هو وحده فحسب، فهناك كذلك التنين الصيني، الذي يتم التغازل معه، وكذلك القلعة الأوروبية، التي يتم التناغم معها، وكأنّ هناك تبادل أدوار فيمن سيكون الضامن الأمني والإقليمي لهذه المنطقة.

وأضاف الشيخ محمد الصباح: خلال هذا التحرك الديناميكي لهذه المنطقة تظهر فقاعات، وهناك القوى الإقليمية التي تحاول ملء هذا الفراغ، بأسرع وقت ممكن، ما يصعب الموقف نوعًا ما.


مجموعة 5+1

في تعليقه على الاتفاقية التي تمت بين الدول الكبرى (5+1)والجانب الإيراني، قال الشيخ محمد الصباح عند مناقشة مشكلة كوريا الشمالية النووية تم إشراك دول الجوار عن طريق اجتماعات بتلك الدول، لكن عند مناقشة الموضوع الإيراني، فلا وجود لمجلس التعاون، ولا الإقليم كله.

سوريا والبحرين

ولفت الشيخ محمد الصباح إلى نقطة غاية في الأهمية، عندما أكد أنه خلال مناقشات العام الماضي حول النووي الإيراني، سواء في إسطنبول أو في بغداد، وكذلك في موسكو، حينما قدمت إيران مشروعاً لخطوات تنفيذ اتفاقية laquo;5+1raquo;، فقد طلبت وقتها رسمياً ألا ينحصر الحوار عن النووي الإيراني فقط، بل يجب أن يشمل النقاش مصير سوريا والبحرين، متسائلاً: الآن نسمع أن هناك اتفاقًا تم، فهل نفهم من ذلك أنه تم الاتفاق بصيغة أو بأخرى حول سوريا والبحرين؟

وعلق الصباح على قول الجانب الأميركي، وتحديدًا السيناتور تيم كين، عن أنه لا مصلحة لأميركا لتفضيل إيران، بالقول: هذا كلام يسعدنا من الجانب الأميركي، وهذا يؤكد البعد الاستراتيجي بين الخليج والولايات المتحدة الأميركية.