كان ليل الأحد الاثنين حافلًا بالتوتر في جنوب لبنان، إذ قتل جندي لبناني آخر إسرائيلي عبر الحدود، وتعرض الجيش اللبناني لاعتداءين، تمكن خلالهما مسلحون من تمرير سيارة مفخخة يبحث الأمن اللبناني عنها.


بيروت: توتر الوضع في جنوب لبنان ليلًا، بعد تعرض الجيش اللبناني لاعتداءين، تزامنا مع إطلاق جندي لبناني النار على ضباط إسرائيلي وقتله عبر الخط الأزرق، ما أدى إلى حالة استنفار عال من جانب الجيشين اللبناني والاسرائيلي.

حادث الناقورة

عاشت منطقة رأس الناقورة في جنوب لبنان ليلًا متوترًا، إذ شهدت المنطقة وعلى طول الحدود على الخط الازرق إطلاق إسرائيل قنابل مضيئة، وتحليقًا للطيران الحربي والمروحي الاسرائيلي، قابله استنفار من جانب الجيشي اللبناني. وسمعت أصوات رشقات من أسلحة متوسطة وثقيلة في بلدة الناقورة، في الوقت الذي عملت فيه قوات الطوارئ الدولية - يونيفيل على تهدئة الاجواء بين الطرفين.

وافادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية بأن القوات الاسرائيلية قامت قرابة الواحدة من منتصف الليل الفائت بتمشيط المنطقة الحرجية من الجانب اللبناني عند رأس الناقورة بالاسلحة المتوسطة، في عملية شارك فيها سلاح الطيران الاسرائيلي.

وكان السبب في هذا تعرض جندي اسرائيلي لاطلاق نار مصدره لبنان مساء الأحد على الحدود الاسرائيلية اللبنانية، على ما اعلن بيان عسكري اسرائيلي، جاء فيه: quot;الجيش يؤكد رسميًا أن جنديًا من قوات الدفاع الاسرائيلية تعرض لاطلاق نار، فيما كان يقود آلية قرب روش هانيكرا على مقربة من الحدود مع لبنان. وتلقى الجندي العلاج في الموقع، ثم تم اجلاؤه إلى المستشفى، وتوفي بعد ذلك متأثرًا بجروحهquot;.

وبحسب التحقيقات الاولية الاسرائيلية، مطلق النار عسكري في القوات المسلحة اللبنانية.

حق رد إسرائيلي!

وأعلن الجيش الاسرائيلي في وقت سابق أن آلية مدنية تعرضت لاطلاق نار قرب روش هانيكرا، وتم فتح تحقيق في الحادث. ونقل موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني نقلًا عن الجيش تأكيده أن الجندي اللبناني اطلق ست أو سبع رصاصات، وفتح النار على الارجح من تلقاء نفسه، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني لبناني تأكيده وقوع اطلاق نار في المنطقة، نافيًا أن يكون الجيش اللبناني هو من اطلق النار. لكن مصادر أمنية لبنانية قالت إنها فقدت الاتصال مع الجندي اللبناني بعد إطلاق النار الذي وقع عند الطرف الغربي من المنطقةالحدودية.

واعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي الكولونيل بيتر ليرنر أن اسرائيل احتجت على هذا الانتهاك الفاضح لسيادتها لدى القوة الدولية الموقتة العاملة في جنوب لبنان، وأن الجيش الاسرائيلي رفع مستوى جهوزيته على طول الحدود. وقال: quot;لن نتساهل مع أي اعتداء على اسرائيل، ونحتفظ بحق الدفاع المشروع عن النفس ضد الذين يهاجمون اسرائيل ومدنييهاquot;.

وقال اندريا تينينتي، المتحدث باسم يونيفيل، للوكالة إن القوات الدولية تبلغت بحادث خطير على طول الخط الازرق، وإن قائد يونيفيل على اتصال مع الاطراف الأخرى، ويدعو إلى ضبط النفس، مشيرًا إلى أن جميع الاطراف يتعاونون.

تحليق مكثف

وما تزال الأوضاع متوترة على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، إذ نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي اليوم غارات وهمية فوق مناطق بجنوب لبنان. وذكرت تقارير صحفية أن طائرتين حربيتين اسرائيليتين حلقتا على علو متوسط وبشكل دائري فوق الناقورة، ليصل تحليقه الكثيف في مناطق الناقورة وصور، مرورا بصيدا، وصولًا إلى قرى وبلدات البقاع الغربي.

وقد اطلع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من قيادة الجيش على ملابسات الحادث الذي وقع في منطقة رأس الناقورة الحدودية، وأجرى اتصالًا بممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريرك بلامبلي، واطلع منه على المعطيات المتوافرة عن الحادث، داعيًا إلى استكمال التحقيقات لمعرفة ملابسات ما جرى.

حادث صيدا

أما في الداخل الجنوبي، فقد تعرض الجيش اللبناني لاعتداءين متتاليين، أحبط خلالهما محاولات خلايا إرهابية تفجير الوضع الأمني على حاجزي الأولي ومجدليون ndash; عبرا، عند مدخل صيدا الشمالي. وقد أسفر عن الأمر مقتل أربعة من الإرهابيين، واستشهاد رقيب في الجيش اللبناني، وجرح 3 عسكريين.

وأصدر الجيش اللبناني الأحد بيانًا جاء فيه: quot;عند الساعة 21:15 من مساء اليوم، أقدم رجل مسلح على تجاوز حاجز الأولي التابع للجيش اللبناني - شمال صيدا، ورمى قنبلة يدوية باتجاهه، ما أسفر عن إصابة عسكريين اثنين بجروح. رد عناصر الحاجز بالنار على الشخص المذكور ما أدى إلى مقتله.

وعند الساعة 22:00، ولدى وصول سيارة رباعية الدفع نوع إنفوي تقل ثلاثة مسلحين إلى حاجز الجيش في محلة مجدليون - صيدا، ترجل أحدهم وأقدم على تفجير نفسه بواسطة رمانة يدوية، ما أسفر عن مقتله واستشهاد أحد العسكريين وجرح آخر، وقد قام عناصر الحاجز بإطلاق النار على المسلحين الآخرين وقتلهما.

حضر خبير عسكري للكشف على السيارة والتأكد من خلوها من أي جسم مشبوه، وباشرت الشرطة العسكرية التحقيق بإشراف القضاء المختصquot;. ,ساد التوتر صيدا ومحيط مخيم عين الحلوة، ووضعت وحدات الجيش في حالة استنفار لمطاردة أعضاء الخلايا الإرهابية ومنع فرار أي من المطلوبين إلى داخل المخيم.

ما يزال الجيش يواصل اجراءاته ويسير دوريات مؤللة داخل صيدا وفي مناطق محيطة، مخضعًا السيارات لتفتيش دقيق، بعد حديث عن أن ما جرى كان تأمينًا بخروج سيارة مفخخة معدة للتفجير، وجهتها إحدى الكنائس.

فقد نقلت تقارير أمنية وصحفية أن القصد من الاعتداء الثاني على الجيش اللبناني عند جسر الأولي كان إلهاء الجيش في عملية أمنية محدودة في هذه المنطقة، في محاولة لتمرير سيارات مفخخة وتفجيرها في موسم الأعياد.

واعترفت مصادر لبنانية بتمكن إحدى السيارات من اجتياز المنطقة، من دون أن تعرف وجهتها، وترجح هذه المصادر أن تكون منطقة إقليم الخروب.