تطلق الأمم المتحدة اليوم الاثنين حملة تتضمن أكبر نداء إنساني على الإطلاق لإغاثة الشعب السوري، وأقيم جسر جوي ابتداء من الأحد بين العراق وسوريا لهذه الغاية.

أعلنت فاليري آموس مبعوثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن اللاجئين السوريين يشعرون بأن العالم لم يتفهم مأساتهم ولم يتحد لمساعدتهم.
وأضافت أن النداء يستهدف جمع معونات من المقرر أن يوجه معظمها إلى ملايين المتضررين من الحرب الأهلية في سوريا. وأعربت المسؤولة الدولية عن الأمل في أن يتفهم العالم ما وصفته بالمأساة المروعة التي يواجهها السوريون.
وقالت آموس: quot;النداء العاجل اليوم يهدف إلى مساعدة السوريين المحتاجين داخل بلادهم وأكثر من مليوني سوري أجبروا على الفرار إلى الدول المجاورةquot;.
وتكشف دراسة جديدة صادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية، حصلت عليها بي بي سي، عن أن أربعة من بين خمسة سوريين يعيشون في قلق بسبب الخوف من نفاد الطعام.
ولجنة الإنقاذ هي منظمة إغاثية تختص بالتعامل مع أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتقول الدراسة إنه بعض مناطق سوريا، تضاعف سعر الخبز خمس مرات مقارنة بما كان عليه منذ عامين.

أكبر الأزمات
وفي تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، قالت آموس إن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في سوريا quot;هي إحدى أكبر الأزمات في التاريخ الحديث.quot;
ويعيش ملايين السوريين في ظروف بالغة الصعوبة داخل سوريا والدول المجاورة منذ بدء الصراع قبل نحو ثلاث سنوات.
وكانت الأمم المتحدة قد أطلقت نداء هو الأكبر من نوعه قبلأشهر عدة لمساعدة الشعب السوري.
وتشير المسؤولة الدولية إلى أنه في ظل تفاقم الأزمة السورية الآن وبلوغها حدًا سيئًا بشكل غير مسبوق، فإن النداء الجديد سيكون الأكبر على الإطلاق.
جسر جوي
وكانت الأمم المتحدة أرسلت أول شحنة مساعدات انسانية جوًا من العراق إلى سوريا يوم الأحد، وقالت إنها تنوي إرسال مزيد من الأغذية وإمدادات الشتاء إلى المنطقة ذات الاغلبية الكردية في شمال شرق سوريا في الاثني عشر يومًا القادمة.
وانطلقت أول طائرة شحن تقل مواد غذائية من أربيل في منطقة كردستان بشمال العراق في رحلة مدتها ساعة واحدة إلى محافظة الحسكة السورية، والتي لم تصل اليها أية مساعدات كبيرة منذ مايو ايار.
وقالت الأمم المتحدة إنها تعاقدت مع طائرتين للقيام بعدد 23 رحلة ذهاباً وايابًا على مدى الايام العشرة القادمة. وستشمل المساعدات حمولة عشر طائرات من المواد الغذائية، وهو ما يكفي لاطعام اكثر من ستة آلاف أسرة سورية حتى نهاية ديسمبر كانون الأول. وهذا ثالث شتاء منذ بدء الصراع السوري في مارس اذار 2011.
طائرات شحن
وتعتزم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة استخدام طائرة شحن تجارية من طراز اليوشن 76 لإرسال 300 طن من مواد الإغاثة مثل الأغطية وفرش النوم وأدوات المطبخ لنحو 60 الف نازح. وتضم حمولة طائرة لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) شحنة من الأدوات الصحية والمياه.
وحسب تقرير لـ (رويترز) فقد قالت ماريا كاليفيس المديرة الاقليمية ليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: quot;نشعر بالقلق على وجه الخصوص ازاء وضع الأطفال والعائلات في الأجزاء الشمالية من سوريا بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول اليهم.quot;
وأضافت: quot;ستساهم عمليات النقل الجوي في ضمان حصولهم على مياه نظيفة ورعاية صحية على مدىأشهر الشتاء القارس القادمة.quot;
تدهور الأوضاع
وكان مقررًا أن تبدأ الرحلات الجوية الاسبوع الماضي لكنها أجلت بسبب عاصفة اجتاحت سوريا ولبنان مصحوبة برياح عاتية وانخفاض شديد في درجات الحرارة.
وكانت رياح باردة وجافة تهب على المدرج في مطار أربيل قبل الاقلاع.
وقال إياد نعمان المنسق الاقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لرويترز هاتفيًا من أربيل quot;أدت هذه الموجة من البرد القارس إلى تدهور اوضاع السكان في مدينة القامشلي وأماكن أخرى في سوريا.quot;
وقال بيان للامم المتحدة إن الحكومتين السورية والعراقية وافقتا على إقامة الجسر الجوي.
ونقلت منظمات تابعة للامم المتحدة بعض الامدادات المحدودة إلى سوريا من العراق ولبنان، لكنها لم تنقل أية امدادات من تركيا بسبب اعتراض حكومة الرئيس بشار الأسد على ذلك.