طالب متحف عيد الميلاد الالماني منظمة اليونسكو بحماية الأب كريسماس الأصلي، خوفًا من أن يهمشه الوجود الاعلامي الطاغي لسانتا كلوز الأميركي.


قدم متحف الماني طلبًا إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ndash; اليونسكو بإدراج الأب كريسماس على قائمة التراث الثقافي العالمي، لحمايته من التهميش على يد سانتا كلوز الاميركي. وتقول ألمانيا إنها منشأ عدد من تقاليد عيد الميلاد، بينها الشجرة وكسارة البندق والدمى والكرات الزجاجية التي تُزيَّن بها الشجرة وتقويم ظهور المسيح وسوق عيد الميلاد.

صنع ألماني

لكن فليسيتا هوبتنر، مديرة متحف عيد الميلاد الالماني، قالت إن هوية الأب كريسماس الالمانية مهدَّدة الآن، quot;فالالمان لم يعودوا يعرفون أن اصوله تعود إلى بلدهم أو يميزون بينه وبين سانتا كلوز الضاحك ابدًاquot;. وأوضحت أن سانتا كلوز الاميركي ايضًا من صنع الماني، هاجر إلى الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر.

وقدم متحف عيد الميلاد طلبًا إلى منظمة اليونسكو لادراج الأب كريسماس على قائمة التراث الثقافي العالمي مع القديس نيكولاس، الأسقف اليوناني الذي عاش في القرن الرابع، والذي جاء الأب كريسماس ليتحدى شرعيته. وأوضحت هوبتنر أن الأب كريسماس أُنشئ بوصفه شخصية علمانية بعد اصلاح الكنيسة، عندما استنكر البروتستانت عبادة القديسين، وارادوا أن يستحدثوا مانح هدايا بديلًا من الأسقف نيكولاس المقدس، بقلنسوته وعصاه البطريركية.

تبلورت شخصية الأب كريسماس الحديثة في منتصف القرن التاسع عشر، عندما نشرت مجلة صادرة في ميونيخ رسمًا لرجل متجهم برداء ذي قلنسوة، يخترق الثلوج حاملًا شجرة عيد ميلاد مضاءة بالشموع.

متجهم عبوس

بعد عقود، نقل رسام الكاريكاتير الالماني توماس ناست هذا التقليد إلى الولايات المتحدة، حيث قام بتحديثه في رسومه مستعيضًا عن القلنسوة بقبعة وتقصير معطفه.

وتختلف الآراء على سبب اختيار اللون الأحمر لمعطف الأب كريسماس. ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن هوبتنر مديرة متحف عيد الميلاد الالماني قولها إنها مع الرأي القائل إن شركة كوكا كولا هي التي كسته بألوانها في الاعلانات التي استخدمتها لترويج المشروب الغازي، بمناسبة عيد الميلاد إبان الثلاثينات، وسُمي حينها سانتا كلوز.

واضافت هوبتنر : quot;اصول سانتا كلوز كإعلان عن مشروب غازي تفسر سبب ابتسامته الدائمة في حين أن الأب كريسماس الالماني كان عبوسًا على نقيض نظيره الاميركيquot;. ويأتي الأب كريسماس التقليدي بالهدايا، لكنه يمكن أن يعاقب ايضًا. وقالت هوبتنر إن الأب كريسماس ما زال يسأل الأطفال حين يطوف على دور الحضانة في المانيا: quot;هل كنتم عاقلين مطيعين؟quot;