يستعد مسؤولون أميركيون للتحادث مع بعض قادة الجبهة الإسلامية السورية، بينما وصف مسؤول دولي الصراع في سوريا بأنه أخطر أزمة تهدد الأمن العالمي منذ قرابة سبعة عقود.


قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مسؤولين أميركيين قد يلتقون مع بعض قادة الجبهة الإسلامية السورية بعد أن سيطرت الجبهة على مخازن أسلحة للمعارضة المسلحة التي تلقى دعمًا غربيًا. وقالت معلومات إن الاجتماع سيتم اليوم الثلاثاء، حيث سيقود الجانب الاميركي المبعوث الخاص بسوريا السفير روبرت فورد.

وأضافت ساكي أن ذلك لا يعني تغييرًا في الدعم الأميركي للائتلاف الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السياسية المعتدلة، وتعتبره كثير من الدول الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المعارضة السياسية السورية بدأت تسعى للاتصال بالجبهة الإسلامية وهي خطوة quot;نرحب بها في وقت تستعد فيه المعارضة لمؤتمر جنيف 2quot;.

ست جماعات معارضة

ويشار إلى أن تحالف الجبهة الإسلامية يضم ست جماعات كبرى للمعارضة المسلحة، وهيمن على دور ألوية الجيش السوري الحر الأكثر اعتدالاً، التي يقودها المجلس العسكري الأعلى وتدعمها دول عربية وغربية.

ورفضت الجبهة الإسلامية سلطة المجلس العسكري الأعلى وسيطرت قبل أسبوع على مخازن أسلحة تابعة له على الحدود. ولا تزال ملابسات هذا الصدام غير واضحة، إذ تشير تقديرات إلى أن الجبهة الإسلامية سعت إلى حمايتها من هجمات جماعات متطرفة، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أنه عمل عدائي.

ومنذ الأسبوع الماضي، يجري قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم إدريس مفاوضات مع قادة مقاتلي المعارضة الإسلاميين، ولكن لم يتضح حتى الآن فحوى تلك الاتصالات مع الائتلاف الوطني السوري قبل محادثات السلام الدولية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

الأزمة الأخطر

الى ذلك، وصف أنتونيو غوتيريس، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الصراع في سوريا بأنه أخطر أزمة تهدد الأمن العالمي منذ قرابة سبعة عقود. وجاءت تصريحات غوتيريس في مقر الأمم المتحدة في جنيف، حيث دعا بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية إلى وقف القتال قبل بدء مؤتمر السلام بشأن الأزمة السورية في جنيف الشهر المقبل.

وقال غوتيريس إن الحرب الأهلية في سوريا ساعدت في زيادة عدد الفارين من النزاعات في أوطانهم لأكثر من مليوني شخص العام الحالي وحده، وهو أعلى معدل للنزوح منذ عام 1994، عندما فرّ المدنيون من الإبادة الجماعية في رواندا ويوغوسلافيا السابقة.

وقد أطلقت الأمم المتحدة، الاثنين، أكبر حملة من نوعها لحشد الدعم الإنساني للسوريين. وتهدف الحملة إلى جمع 6.5 مليارات دولار لتوفير المعونات الإنسانية لسوريا العام القادم.

ووصف غوتيريس الصراع المستمر في سوريا منذ قرابة ثلاث سنوات بأنه quot;أزمة بالغة الضخامةquot; لها أبعاد إقليمية، وأضاف أن هذه الأزمة quot;قد تكون الأخطر على السلم والأمن العالميين منذ الحرب العالمية الثانيةquot;.

احتياجات هائلة

وقال بيتر كيسلر، كبير المتحدثين الإقليميين باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن 120 ألف سوري على الأقل يفرون سعياً للمأوى في لبنان والأردن وتركيا والعراق كل شهر.

وفي اتصال هاتفي من بلدة عرسال على الحدود اللبنانية السورية مع وكالة أسوشيتدبريس، قال كيسلر إن الاحتياجات هائلة ولا يمكن للدول المضيفة (للاجئين السوريين) بمفردها الوفاء بها... إنهم يحتاجون إلى مساعدة.quot;

وتشير تقديرات إلى أن حوالي 1.4 مليون سوري يعيشون الآن في لبنان وحده. وبالإضافة إلى 2.3 مليون سوري فروا من سوريا خلال الحرب، هناك 6.5 ملايين سوري مشردون داخل الأراضي السورية.

فوق التصور

وفي جنيف أيضًا، وصف أمين عام الأمم المتحدة الوضع في سوريا بأنه quot;تردى بما يفوق أي تصورquot;. وتقول الأمم المتحدة إن قرابة ثلاثة أرباع الشعب السوري سوف يحتاجون إلى مساعدة العام المقبل.

وتضيف أن تسعة ملايين داخل سوريا يفتقدون بالفعل إلى مستلزمات الحياة الضرورية مثل الطعام ومياه الشرب والمأوى، فضلاً عن أن ربع مليون تقطعت بهم السبل في مناطق محاصرة بسبب القتال.

وأدى فشل مجلس الأمن الدولي، الذي يشهد انقسامًا في مواقف أعضائه من الحرب في سوريا، إلى عدم تمكنه من ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين داخل الأراضي السورية.