أعلن تيار التغيير الوطني في سوريا أن كل من يدّعي تمثيل الثورة في جنيف-2 ويعود باتفاق دون سقف مطالب الثوّار، أو باتفاق مع النظام على اقتسام السلطة، سيعتبر خائنًا للثورة.


لندن: رأى تيار التغيير الوطني المعارض أن من يتصدّى لمهمة تمثيل الثورة السورية في مؤتمر جنيف-2، عليه أن ينتزع مطالب الثورة كاملة من دون انتقاص، وبضمانات دولية مؤكّدة، quot;وإلا فإن كل من يدّعي تمثيل الثورة في جنيف-2 ويعود باتفاق دون سقف مطالب الثوّار الاصيلة، أو باتفاق مع النظام على اقتسام السلطة، سيعتبر شريكًا للنظام، وعدوًا للشعب، وخائنًا للثورةquot;. وأضاف التيار، في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه: quot;بما أن مؤتمر جنيف-2 الذي تدفع باتجاهه معظم القوى الدولية هو الاستحقاق السياسي المطروح حاليًا، والذي يرَوَّج له على أنه المخرج السياسي الوحيد مما يسمّونه الأزمة السورية، فلا بد من انتزاع هذه المطالبquot;.
دولة القانون
وقال الدكتور عمار قربي، الامين العام للتيار، لـquot;ايلافquot; إن سبب التطرف هو اطالة عمر الثورة، وظهور شعارات تنادي بأهداف بات أغلبها بعيدًا عن أهداف الثورة ومقاصدها.
وأعلن تيار التغيير الوطني أنه يناضل في سبيل بناء دولة القانون والمؤسسات، التي تضمن العدالة والحرية والكرامة على أساس المواطنة، ومع أي نظام يرضى عنه الشعب طالما كان وصوله عن طريق الانتخابات النزيهة، وليس بالسلاح والاكراه والاستبداد والقهر.
وقيّم تيار التغيير علاقاته بالدول، بناء على تعاطي تلك الدول مع الشعب السوري والاهتمام بمصالحه وحقه في تقرير مصيره وبناء مستقبله، من دون فرض أية اجندة عليه، quot;ومن هذا المنطق، يعتبر التيار أن دعم اية دولة لهذا الفصيل او ذاك من المعارضة السورية لايعني بالضرورة دعما للشعب السوريquot;.
تجميل للفساد
وعبّر تيار التغيير الوطني عن أسفه لعجز كل التشكيلات السياسية الناشئة عن الوصول إلى مستوى تضحيات الشعب السوري البطل، إن كان بدعم الثورة أو بتمثيلها لأهدافها، وإيصال مطالبها للرأي العام العالمي، الأمر الذي أدى إلى فشلها، وتحوّلها إلى عبء ثقيل على الثورة، وساهم في تأخير الظفر بالحرية والتخلص من النظام المجرم.
وشدد على أن تيار التغيير دعم أي تشكيل سياسي يهدف إلى مؤازرة الثورة لتحقيق أهدافها، وشارك في كل مؤتمرات المعارضة التوحيدية من دون أن يطالب بأية محاصصة او مكاسب، لكنه قال في بيانه إن محاولات أعضاء التيار اصطدمت بتمترس كل مكوّن من مكونات هذه التشكيلات وراء مصالح الجهة الداعمة له، ووراء أجنداته السياسية الحزبية دون الوطنية. وعلى الرغم من عمليات التجميل التي حصلت على بعض هذه التشكيلات التوافقية، والتي كان معوّلًا عليها أن تحقق التوازن الذي كان مفقودًا، إلا أن حجم الفساد والمحسوبيات والإرتهان كان أكبر من أية جهود بذلت وتبذل في سبيل الارتقاء بعملها إلى مستوى تضحيات الشعب السوري، ومستوى نقاء ثورته الاصيلة.
لمؤتمر جامع
لمواجهة الاستحقاقات المصيرية القادمة، دعا تيار التغيير الوطني الكتائب المقاتلة على الاراضي السوري والحراك الشعبي والثوري باختيار ممثلين لهم لعقد مؤتمر وطني شامل لا يستثني احدًا من القوى الفاعلة في الثورة السورية بكل اشكالها، العسكري والسياسي والمدني، يستند إلى وثيقتي مؤتمر القاهرة ويبني عليهما تحالفًا وطنيًا جامعًا وحقيقيًا، وينتخب هيئة سياسية حقيقية تمثل الثورة السورية، كما يدعو التيار الجامعة العربية لرعاية هذا المؤتمر ودعمه والاعتراف بنتائجه.
ويحيّي تيار التغير الوطني الشعب السوري العظيم، الذي قدم أسمى التضحيات في سبيل التخلّص من نظام الاستبداد والقهر وبناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تسودها قيم الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية المبنيّة على أسس المواطنة الكاملة.
وشدد التيار على أن الشعب السوري يستحق أن ينال مقابلها حريته ودولته المدنية المنشودة، ورأى أن الحل بايقاف القتل وعودة المهجرين والنازحين وإطلاق سراح المعتقلين ومحاسبة المجرمين بحق الشعب السوري قبل وخلال الثورة، وانتقال السلطة إلى حكومة انتقالية لا يشارك فيها بشار الاسد ويرضى عنها الشعب السوري.