لا صلة وثيقة بين الثلج والعربي، إذ ما اعتاد العرب على رؤية الضيف الأبيض، إلا في بعض البلدان العربية. فمتى التقيا، لا بد أن تكون النتيجة مذهلة.

بيروت: لم يكن الثلج يومًا جزءًا من الحياة العربية. فهذه الحياة ترعرعت في جنبات البادية، حيث سهوب من الرمال مترامية، وحيث القيظ هو عنوان الرحلة نهارًا، والبرد القارس هو القاتل ليلًا. فالشعوب العربية لم تقابل الثلج عن قرب إلا في ما ندر، وإلا حين تسافر إليه في جبال الألب الفرنسية، طلبًا للانتجاع لا أكثر.
مزهوًا بنفسه
لربما يشذ عن هذه القاعدة عرب لبنان وسوريا، وبعض الأردن. ولربما الشاذ الحقيقي عن هذه القاعدة هو اللبناني، الذي يغمر الثلج جباله نحو 5 أشهر من كل عام، وله في السياحة الشتوية مداخيل عالية، إذ مهد لها ميادين للتزلج عديدة.
حتى حلت العزيزة quot;أليكساquot; على الشرق الأوسط، فغمرته بلطفها الماطر وحنانها الأبيض. فغمرت الثلوج لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، ووصلت لتكسو الأهرامات المصرية، بعد 112 عامًا من الجفاف.
ولأن عهد العرب بالثلج قليل، فقلة منهم يعرف كيف يتزلج. ولهذا، صور أردني نفسه وهو ينساب كالأوروبيين على سهول من الثلج الأبيص في الأردن، مزهوًا بقدراته، صانعًا لنفسه فيلمًا ذيله بأسماء لمخرج وما شابه.

كالنعامة!
أما الثلج في السعودية فليس غريبًا، إذ غالبًا ما تكتسي جبال الطائف بالرداء الأبيض الناصع. إلا أن السعوديين، من سكان المناطق الداخلية كالرياض وغيرها، لا يرون من الثلج إلا ما في ثلاجات منازلهم، وما في الأفلام التي يشاهدونها في الـ quot;هوم ثياترquot; أو في أسفارهم الأوروبية في خلال الاجازات الشتوية.
وفي مقطع مصور، لا تزيد مدته على سبع ثوان، ركض شاب سعودي مبتهجًا بالثلج، ودفن رأسه فيه. أورد هذا الفيديو المدون السعودي محمد العبيدان، على قناته في موقع يوتيوب، كاتبًا تحته: quot;إن كانت نظرية النشوء لداروين تقول إن الانسان متحدر من القرد، فنظريتي أننا نحن السعوديين نتحدر من النعامةquot;.