يبدو أن وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف الذي تولى المنصب قبل أكثر من عام، عاقد العزم على إحداث المزيد من التغيير والتطوير في الوزارة الأهم في المملكة، عبر سلسلة من القرارات والتحديثات، التي يرى خبراء أنها ذات جدوى كبيرة.

الرياض: أصدر الأمير محمد بن نايف قرارات عدة تقضي بتعيين نائب لوزير الداخلية وثلاثة مساعدين، في أحدث خطواته على رأس الوزارة التي ارتبطت لعقود باسم والده الراحل، نايف بن عبد العزيز.

وتم بموجب القرارات الجديدة تكليف عبدالرحمن بن علي الربيعان نائباً لوزير الداخلية، والفريق أول سعيد القحطاني مساعداً للوزير لشؤون العمليات، والأمير بندر المشاري مساعداً للوزير لشؤون التقنية، وعبدالله الحماد مساعداً للوزير للشؤون الإدارية.

كما أصدر الوزير قرارات أخرى تقضي بتعيين اللواء عثمان المحرج مديراً للأمن العام، واللواء سعد الخليوي مديراً لكلية الملك فهد الأمنية، واللواء أحمد سعدي الزهراني مديراً لمكافحة المخدرات، واللواء طارق الشدي مديراً لمركز المعلومات الوطني.

يشار إلى أن النائب المكلف الجديد لوزير الداخلية عبدالرحمن الربيعان قد تم إعفاؤه من الخدمة العسكرية قبل عامين تقريباً بعد أن وصل إلى رتبة فريق، ليتم تعيينه سكرتيراً خاصاً لولي العهد الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز. بينما الفريق سعيد القحطاني قد تولى قبل هذا القرار إدارة الأمن العام.

أما الأمير بندر المشاري فقد عين في عام 2009 بأمر من وزير الداخلية الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز مديراً عاماً لمركز المعلومات الوطني، وشغل هذا المنصب حتى تم تعيينه، اليوم، مساعداً لوزير الداخلية لشؤون التقنية. بينما الحماد عمل وكيلاً لوزارة الداخلية للتخطيط والتطوير الأمني.

وكان اللواء عثمان المحرج قد عين قبل 5 أعوام تقريباً مديراً لمكافحة المخدرات بعدما تدرج في عدة مناصب عسكرية أمنية.

ومنذ تولى الأمير محمد بن نايف منصب وزير الداخلية مطلع شهر نوفمبر من العام الماضي 2012، عمل الرجل بجد كبير من أجل تطوير وتحديث الوزارة، مستعيناً بخبرته الواسعة التي تراكمت خلال سنوات عمله داخل الوزارة.

ويطمح الأمير محمد إلى جعل عمل الوزارة مواكباً للتطور الإداري والتنظيمي واتباع سياسات جديدة، عبر إدخال وجوه جديدة وتوزيع العمل لضمان فعاليته، وقد نجح لحد الآن بشكل باهر.

والأمير محمد بن نايف يعتبر من أهم رموز البلد الأمنية والسياسية، ولعب دوراً كبيراً في محاربة الإرهاب في المملكة، كما أشرف على برنامج quot;المناصحةquot; الشهير والخاص بإعادة تأهيل المساجين، تمهيداً لإطلاق سراحهم بعد توبتهم.

يذكر أن الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وُلِدَ في جدة في الثلاثين من أغسطس/آب قبل 54 عاماً، ودرس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معهد العاصمة في الرياض، وأكمل دراسته الجامعية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث حصل من هناك على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1981، إضافة إلى حصوله على دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق أغلبها بمكافحة الإرهاب.

وفي يوليو من عام 2004 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير محمد بن نايف مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير.

ويُعرف عن الأمير محمد جهوده في مكافحة الإرهاب انطلاقاً من منصبه كمساعد لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، وبسبب جهوده في هذا المجال تعرّض في السابع والعشرين من أغسطس/آب 2009 في منزله في محافظة جدة لمحاولة اغتيال من قبل مطلوب أبدى استعداده لتسليم نفسه بعد أن يتمكن من مقابلة الأمير، لكنه وأثناء اللقاء بينهما فجّر نفسه، ليصاب الأمير بجرح طفيف، وبعد أيام قليلة تبنى تنظيم quot;القاعدةquot; في اليمن مسؤوليته عن الهجوم.