امتنعت الإدارة الأميركية عن التعليق على الهجوم الذي استهدف معسكر أشرف للمعارضين الإيرانيين في العراق، لكنّ مسؤولين في الاستخبارات الأميركية كشفوا أن قوات إيرانية شاركت في هذا الهجوم.


كشف مسؤولون في الاستخبارات الأميركية أن قوات كوماندو إيرانية شاركت في هجوم استهدف معارضين إيرانيين يقيمون في معسكر داخل العراق، وأخذوا معهم سبعة من سكان المعسكر عائدين بهم إلى إيران. وأشار المسؤولون إلى أن الحادث يسلط الضوء على يد طهران الطليقة في العراق منذ انسحاب القوات الأميركية.

وعود أميركية
وكان الهجوم الذي تعرّض له معسكر أشرف في محافظة ديالى شمال شرق بغداد في 1 أيلول (سبتمبر) الماضي، أسفر عن مقتل 50 على الأقل من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة، التي جرّدت القوات الأميركية عناصرها من السلاح بعد غزو العراق، وتلقت وعودًا قاطعة من قادة عسكريين أميركيين كبار بالحماية. لكن المنظمة نشرت أشرطة فيديو مروعة، تبيّن أن العديد من عناصرها قُتلوا وأياديهم مقيدة وراء ظهورهم، أو حين كانوا يرقدون في أحد مستوصفات المعسكر.

وقال قادة منظمة مجاهدي خلق إن قوى الأمن العراقية نفذت الهجوم، لكنّ مسؤولين أميركيين خلصوا إلى أن عددًا من منتسبي الحرس الثوري الإيراني ساعدفي التخطيط للهجوم على المعسكر وتوجيهه.

تورط غير مباشر
وكشف ثلاثة مسؤولين أميركيين، تحدثوا لمجلة فورين بوليسي، أن مسلحين من جماعة كتائب حزب الله وجماعة عصائب أهل الحق العراقيتين، المدعومتين من إيران، نفذوا الهجوم الفعلي.

وقال مسؤول أميركي للمجلة، طالبًا عدم ذكر اسمه: quot;لم يمنع الجنود العراقيون ما حدث في معسكر أشرف، لكنهم لم يقوموا بأنفسهم بإطلاق النارعلى عناصر منظمة مجاهدي خلق هناكquot;. وتوصل المسؤولون الأميركيون إلى أن كوماندو من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين من الجماعتين العراقيتين المواليتين لإيران قاموا أيضًا بخطف سبعة من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، ونقلهم عبر الحدود إلى إيران.

شكوك في النيات
يمثل دور إيران المباشر في الهجوم على معسكر أشرف مؤشرًا واضحًا آخر إلى تنامي نفوذ إيران وسطوتها في العراق. ويرى مراقبون أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بسبب وقوعه تحت النفوذ الإيراني، أثار استياء السنة والأكراد الذين استعداهم المالكي بتركيز السلطات في يده ورفضه تقاسم السلطة أو توزيع عائدات العراق النفطية توزيعًا عادلًا.

ويُلاحظ أن الهجوم على معسكر أشرف وقع في أيلول (سبتمبر)، بعد أشهر من المحادثات السرية بين مفاوضين أميركيين وإيرانيين في سلطنة عمان، مؤدية في نهاية المطاف إلى الاتفاق النووي بين إدارة باراك أوباما وحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني في الشهر الماضي. ويثير هذا شكوكًا في صدق نيات طهران بشأن التقارب مع واشنطن، بحسب المراقبين.

العربية للتمويه
يرى قادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن القوات الإيرانية وعملاءها العراقيين ما كانوا ليتمكنوا من اقتحام معسكر أشرف من دون تواطؤ الحكومة العراقية، مشيرين إلى أن المعسكر محروس بأسيجة وحواجز تفتيش، وأكثر من 1200 جندي عراقي. وهذه كلها تجعل من الصعوبة بمكان على أي مسلحين أن يصلوا إلى المعسكر من دون تعاون القوات العراقية.

كما نُقل عن ناجين من الهجوم قولهم إن المسلحين الملثمين كانوا يتكلمون العربية. ويعتقد قادة مجاهدي خلق أن طهران أمرت بالهجوم ونفذه جنود عراقيون موالون للمالكي. لكنّ المسؤولين الأميركيين يقولون إن أفراد الحرس الثوري الإيراني استخدموا اللغة العربية لتمويه هوياتهم، أو وقفوا خارج المعسكر، فيما قام مسلحو حزب الله وعصائب أهل الحق العراقيون بتنفيذ الهجوم.

الأميركيون يعرفون
ويرى المسؤولون الأميركيون أيضًا أن عناصر مجاهدي خلق المفقودين ربما أُعدموا بعد فترة وجيزة على نقلهم إلى إيران، أو سُجنوا في معتقلات سرية للتحقيق معهم. وامتنعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التطرق علنًا إلى ضلوع إيران في الهجوم على معسكر أشرف.

وخلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب في كانون الأول (ديسمبر) الجاري، قال وزير الخارجية جون كيري إنه لا يستطيع الإجابة عن سؤال حول مصير المعارضين الإيرانيين المفقودين في جلسة علنية. ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة تعرف تمام المعرفة ماذا حصل لمجاهدي خلق في المعسكر، لكن تبقي الأمر طي الكتمان.