فتحت قضية الطبيب البريطاني، الذي عثر عليه ميتًا في زنزانة في سجن سوري، الصراع بين لندن ودمشق، فيما قال تقرير صحافي إن بشّار الأسد فقد السيطرة على الحكم.


نصر المجالي: بينما تبادلت وزارتا الخارجية البريطانية والسورية بيانات الاتهام والنفي حول حادثة الطبيب البريطاني عباس خان، الأمر الذي يشير إلى تصعيد المواجهة بينهما بشكل أكثر حدّة، ذكر تقرير لصحيفة (إنديبندانت) اللندنية تحت عنوان quot;صدمة وعدم تصديق وقتل دلالة على أن الأسد فقد السيطرةquot; أن quot;سوريا اليوم تواجه انتقادًا سياسيًا لكون الرئيس بشار الأسد غير قادر على التحكم بالأجهزة الأمنية التابعة لهquot;.

وقال مراسل الأندنبدانت روبرت فيسك في مقال له بعد العثور على الطبيب البريطاني عباس خان (32 عامًا) ميتًا في الزنزانة التي كان يقبع فيها في دمشق، نحتاج توضيحات رسمية، مضيفًا أن هذا الأمر قد يدل على تصدع في نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

أضاف فيسك quot;أخفقت الحكومة السورية أمس في توضيح سبب مقتل الطبيب البريطاني في دمشق قبل 4 أيام من إطلاق سراحه بناء على أوامر شخصية من الأسدquot;، موضحًا quot;مقتل الطبيب خان وهو في أيدي الحكومة السورية وصفه وزير الدولة في الخارجية البريطانية هيو روبتسون بأنه أمر quot;مريب جدًاquot;، وبحقيقة الأمر يعتبر quot;قتلًاquot;، إلا أن هناك العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها الآن، ألا وهي ما هي درجة ولاء القوات الأمنية السورية النظامية للأسد بعد مرور 3 سنوات من الحرب الأهلية في البلادquot;.

فضيحة للأسد
أوضح فيسك أن quot;الخارجية السورية أكدت أن الطبيب خان أقدم على شنق نفسه وفقًا لتقرير الطبيب الشرعيquot;، مضيفًا quot;مقتل خان في سجن كفر سوسة بالقرب من دمشق يعتبر فضيحة للأسد، الذي وعد بأنه سيكون في بريطانيا قبل عيد الميلاد، إذ كان من المقرر أن يأتي النائب البريطاني جورج غالاوي إلى سوريا لمرافقة خان إلى لندنquot;.

وكانت السلطات السورية اعتقلت الدكتور خان، الذي كان يعمل كجراح في حلب منذ عام 2012. وأكد فيسك أن الرسائل التي أرسلها خان إلى عائلته في الأسابيع الأخيرة التي سبقت مقتله كانت تعكس مدى سعادته بقرب إطلاق سراحه، وذلك بحسب ما أكدته أخته سارة، مضيفًا أن خان كتب في إحدى رسائله quot;أتشوق لرؤيتكم جميعًاquot;، كما شددت سارة على أن quot;خان لم ينتحرquot;.

اتصال غالاوي
وفي اتصال هاتفي أجراه فيسك مع غالاوي، عبّر الأخير عن quot;صدمتهquot; من سماع خبر موت الدكتور خان، معتبرًا وفاته quot; لغزًا لا يمكن تفسيرهquot;. وأكد غالاوي أنه كان قد اشترى تذكرة للسفر إلى سوريا، حسب ما كان مقررًا مسبقًا، إلى أن سمع ما حل بالطبيب خان من قبل عائلته وهيو روبتسون.

بيان الخارجية السورية
وأعلنت وزارة الخارجية السورية، الأربعاء، أن الطبيب البريطاني الذي توفي أثناء احتجازه، كان موقوفًا لقيامه بنشاطات quot;غير مسموحةquot;، وأنه انتحر quot;شنقًاquot; في السجن، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا).

وقالت الوكالة quot;استدعت وزارة الخارجية والمغتربين بعد ظهر اليوم ممثل السفارة التشيكية في دمشق بصفته مسؤول قسم رعاية مصالح بريطانيا في سوريا، وسلمته تقرير خبرة طبية ثلاثية حول وفاة المواطن البريطاني عباس خان شاه، الذي كان قد دخل الأراضي السورية بشكل غير مشروع وقام بنشاطات غير مسموحةquot;، مشيرة إلى أن سبب الوفاة كان quot;الاختناق بالشنق، وأن عملية الشنق كانت ذاتية، أي أن من قام بها هو الشخص نفسه بقصد الانتحارquot;.

لندن تتهم
وكان وزير في الحكومة البريطانية اتهم، الثلاثاء، السلطات السورية بأنها quot;عمليًاquot; اغتالت طبيبًا بريطانيًا كان محتجزًا في سوريا بعدما ألقي القبض عليه فيما كان يعالج طوعًا جرحى مدنيين سوريين.

وقال وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية هيوغ روبرتسون مؤكدًا المعلومات التي أشارت إلى مقتل الطبيب عباس خان quot;لا شيء يمكن أن يبرر المعاملة التي لقيها من جانب السلطات السورية التي عمليًا اغتالت مواطنًا بريطانيًا كان موجودًا في بلدهم لمساعدة مصابين في حربهم الأهليةquot;، مؤكدًا بذلك رسميًا مقتل الطبيب عباس خان المتخصص في جراحة العظام.

وتابع الوزير البريطاني quot;تأكد أنه توجّه إلى سوريا لمساعدة الشعب السوري الذي يعاني من الحرب الأهليةquot;، مطالبًا السلطات السورية بـquot;إيضاحات عاجلةquot;.

ويبلغ طبيب العظام عباس خان الثانية والثلاثين من العمر، واعتقل في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في حلب. وكان شقيقه أفروز خان مع النائب البريطاني جورج غالاوي أكدا موت الطبيب في وقت سابق الثلاثاء.