أيام تفصلنا عن انعقاد مؤتمر جنيف 2، ورغم إيلاء الكثيرين أهمية كبرى لهذا المؤتمر كونه سيحل ملفات سورية واقليمية كثيرة، غير أن الوضع في المنطقة يزداد سخونة بانتظار انعقاده.

بيروت: يرى النائب محمد قباني ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن المشهد السياسي في سوريا بانتظار انعقاد مؤتمر جنيف 2، سيكون ساخنًا حاليًا، ويشهد حروبًا طاحنة، والضحايا البريئة كل يوم، والمرحلة التي تفصلنا عن جنيف 2 ستكون اكثر سخونة، وبالتالي ستزداد الحرب استعارًا، والسبب لذلك، يضيف قباني، هو تحصين المواقع في مؤتمر جنيف 2، لاننا نعلم أن القوة والضعف على طاولة الحوار هما نتيجة مباشرة لتوازنات القوى على الارض، وسيحاول مختلف الفرقاء تأكيد تفوقهم أو على الاقل وجودهم في الساحة العسكرية داخل سوريا من اجل أخذ مواقع افضل من حيث التفاوض في جنيف 2.

عن انعكاس التأزم في سوريا على الداخل اللبناني، يقول قباني إن الوضع المتأزم في لبنان سيستمر حتى اشعار آخر، والقلق الذي يسود اللبنانيين سيبقى بسبب مضاعفات مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وهذا ما ادى الى ردود الفعل التي نشهدها في الاسابيع الاخيرة، والتي تحمل طابع التطرف والتكفير والارهاب، وبالتالي مع الاسف ستستمر كل هذه الامور، وليس بامكاننا أن نفصل الوضع السوري عن لبنان، لاننا كنا دائمًا نتأثر بما يجري في سوريا بسبب الوضع الجغرافي، ولكن يضيف قباني، انسحاب حزب الله من سوريا، من المتوقع أن يؤدي الى تبريد الساحة اللبنانية، ونزع عنصر التفجير الخارجي بنسبة كبيرة، لكن سنبقى نتأثر بالوضع السوري لأن هذا قدرنا وتاريخنا منذ الاستقلال حتى اليوم.

ايجابيات جنيف 2

ما هي الايجابيات المرجوة من انعقاد مؤتمر جنيف 2؟ يجيب قباني quot; أن مجرد الجلوس على الطاولة ليس بأمر سلبي، بمعنى انه اذا لم يؤدِ الى اتفاق، فالبقاء على ما نحن عليه هو الخيار السيئ ولكنه قائم حاليًا، وتمنى قباني أن يحصل حل سياسي وأن ينهي حمام الدم في سوريا ويؤسس لحكم ديموقراطي فيه تداول للسلطة وفيه الحرية للناس، واعادة بناء سوريا كنظام وارض وشعب بما يسمح لها باستعادة تاريخها العريق.

ورغم ذلك، لا يعتقد قباني أن هناك طرفًا بامكانه أن يحسم الامور عسكريًا، والمزيد من الآلام يأتي من استمرار الحرب الدموية، ويتوقع أن تبقى، رغم التمني بألا يحصل ذلك وأن نشهد حلاً سياسيًا.

التحالفات بانتظار جنيف 2

عن تمظهر التحالفات الاقليمية والدولية بانتظار جنيف 2، يؤكد قباني أن التحالفات لا تزال كما هي حتى الآن، وإن كنا نشهد بعض الحوارات المتبادلة بين بعض القوى التي كانت على خصومة تاريخية، وها نحن نشهد اهم اللقاءات كتلك التي حصلت بين اميركا وايران، واللقاءات التي تجري بين روسيا والمملكة العربية السعودية، واللقاءات على مختلف الاصعدة حتى داخل لبنان، هناك بعض اللقاءات الثنائية التي تحصل، ولكن يضيف قباني:quot; كل هذه الامور لا تغيّر الصورة العامة وهي أنه ما زال هناك خلاف عمودي في عدد من المواضيع وابرزها الازمة السورية.

الا اذا حدث تطور دراماتيكي ما، كأن يحصل تفاهم اميركي ايراني على الموضوع السوري، وروسيا تكون الشريك الثالث، اذا حصل هذا الامر فسيؤدي الى انفراجات ولكن لا يبدو أن الامر ممكن حاليًا.

ولدى سؤاله مع حصول تلك الانفراجات هل سيبقى الرئيس السوري بشار الاسد الى ما بعد العام 2014؟ يجيب قباني:quot; باعتقادي أنه يجب ان يتم اعداد نظام سياسي جديد ديموقراطي ومنفتح، وهذا الامر لا يمكن أن يتم من دون تغيير في رأس السلطة، لذلك يجب أن نشهد التغيير في المستقبل، وعلى الجميع أن يعلم أن عهد الرئاسات الديكتاتورية قد انتهى.

الوضع الحكومي في لبنان

هل ينفرج الوضع في لبنان حكوميًا بعد انعقاد مؤتمر جنيف 2؟ يجيب قباني:quot; يجب أن ننتظر ونرى، وانا من الذين يعتقدون أنه من الضروري تأليف أي حكومة لننتهي من الوضع الشاذ الذي نعيش فيه، ونأمل أن يتحقق هذا الامر مباشرة بعد جنيف 2، مهما كانت نتيجة هذا المؤتمر.

الرأي الآخر

بدوره، يرى قيادي في قوى 8 آذار/مارس أن لبنان quot;ملزم بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2quot;، ويضيف:quot;سنرى فعلاً إن كان هنالك تلاقٍ خارجي على وضع برنامج جدي للمؤتمر أم أنه سيكون مؤتمرًا شكليًا، أو حتى إن كان سيُعقد المؤتمر في الأساسquot;.

ويلفت الى أن quot;لبنان ملزم بالمشاركة في المؤتمر حيث أن قضيته الأساسية هي مسألة النازحين السوريينquot;، كما يسأل عن معنى quot;سياسة النأي بالنفس التي تتّبعها الحكومة في ظل هذا المؤتمرquot;.

ويشير الى أن مستوى تمثيل لبنان يحدده مستوى تمثيل الدول المشاركة.